ظل حلم إنشاء مصنع جديد لتجفيف البصل يراود أهالي محافظة سوهاج، عقب إغلاق مصنع تجفيف البصل القديم منذ عام ٢٠٠٨.
موضوعات مقترحة
وقد شهد هذا المصنع الذى تم إنشاؤه عام 1960، ليكون أكبر مصنع لتجفيف البصل في القارة الأفريقية، ودول الشرق الأوسط، فترة ازدهار استمرت حتى عام 1996، حيث كان يتم تصدير إنتاجه لكافة دول العالم، بالإضافة إلى تصدير "زيت قشر البصل" إلى فرنسا وإنجلترا وبلجيكا، لصناعة العطور والمستحضرات الطبية، مما جعله من المصانع كثيفة العمالة، حيث بلغ عدد العمالة بالمصنع ٣٥٨٠ ما بين عامل ومهندس وفنى، بالإضافة إلى العمالة الموسمية من الشباب والفتيات، وحصل في فترة إنتاجه على 4 شهادات جودة منها شهادة الجودة والغذاء الآمن، كما تصدر إنتاجه قائمة أجود أنواع البصل على مستوى العالم.
غلق مصنع البصل في سوهاج
وفى عام 1996 تم "خصخصة" شركة "النصر لتجفيف المنتجات الزراعية" والتي يتبعها المصنع، ببيعها أسهم للمستثمرين، ومنذ عام ٢٠٠٨ توقف المصنع عن الإنتاج نهائياً، وفقدت سوهاج أكبر مصانعها، والذى أقيم وقتها على مساحة ١٧ فداناً بمدخل مدينة سوهاج، بهدف تحقيق الاستفادة من الإنتاج المتميز لمحصول البصل، والذى تشتهر به سوهاج على مستوى محافظات الجمهورية.
سوهاج تعيد الحياة لصناعة تجفيف البصل
سوهاج تعيد الحياة لصناعة تجفيف البصل
وظل الحلم بعودة إنشاء مصنع جديد لتجفيف البصل يراود أهالى سوهاج، التى تحتل المركز الثالث على مستوى الجمهورية من حيث المساحة المنزرعة ، والتى بلغت 25429 فدان، كما تحتل المركز الأول في متوسط إنتاجية الفدان، والتي تتراوح ما بين 20 إلى 24 طنا للفدان.
تخصيص 20 فدانا بحي الكوثر لإقامة مصنع لتجفيف البصل والثوم
وفى إطار اهتمام القيادة السياسية بإعادة تشغيل المشروعات والمصانع الإنتاجية المتعثرة أوالتى توقفت عن الإنتاج للاستفادة من مقوماتها فى تدبير المنتجات الغذائية للمواطنين، وتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين، وتذليل العقبات أمام تنفيذ المشروعات التنموية، تجدد الحلم لدى أهالى سوهاج خاصة عقب إعلان محافظ الإقليم عن تخصيص قطعة أرض من أملاك الدولة بمساحة 20 فدان، بجوار المنطقة الصناعية الثالثة بحي الكوثر، وتسليمها إلى هيئة تنمية الصعيد التابعة لمجلس الوزراء، لإقامة مشروع مصنع لتجفيف البصل والثوم.
نقلة نوعية في قطاع الصناعات الغذائية بمحافظة سوهاج
من جانبه أعلن اللواء دكتورعبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، أن مشروع إنشاء مصنع لتجفيف البصل، يُعد نقلة نوعية في قطاع الصناعات الغذائية بالمحافظة، ويسهم في دعم سلاسل القيمة الزراعية فى سوهاج، وجذب المزيد من الاستثمارات الكبرى، لخلق فرص عمل جديدة لأبناء المحافظة، وتعزيز التنمية الصناعية، والاقتصاد المحلي، وذلك فى إطار حرص المحافظة، على التوسع في إقامة مشروعات إنتاجية تخدم أبناء الصعيد، وتسهم في تحقيق التنمية الشاملة، فى ضوء توجيهات القيادة السياسية، بتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين، وتذليل العقبات أمام تنفيذ المشروعات التنموية، إلى جانب الاستفادة بما تتمتع به سوهاج من مزايا نسبية في إنتاج المحاصيل الزراعية، وخاصة البصل والثوم.
توفير فرص عمل لشباب محافظة سوهاج
وأضاف "سراج"، أن المشروع سوف يوفر العديد من فرص العمل المباشرة والغير مباشرة للشباب والفتيات من أبناء المحافظة، بالإضافة إلى عودة تصدير البصل المجفف بكافة منتجاته للعديد من دول العالم كما كان فى السابق.
وقد أشاد أهالى سوهاج بإجراءات المحافظة لإقامة مصنع لتجفيف البصل والثوم بحى الكوثر، واعتبروها خطوة على طريق عودة المصانع التى اشتهرت بها المحافظة.
إعادة الروح من جديد لمصنع عملاق وصناعة كبيرة.
يقول المهندس محمود الشندويلى، رئيس جمعية المستثمرين بسوهاج، إن قرار المحافظة بتخصيص قطعة أرض بالمنطقة الصناعية الثالثة بحى الكوثر، لإقامة مصنع لتجفيف البصل والثوم، يمثل إعادة الروح من جديد لمصنع عملاق وصناعة كبيرة، تميزت بها سوهاج عن غيرها من محافظات الجمهورية، خاصة وأن مصنع البصل السابق، وهو أحد مصانع شركة النصر لتجفيف المنتجات الزراعية، كان من أكبر المصانع في الشرق الأوسط وأفريقيا، ورمزاً صناعياً كبيراً، يصدر إنتاجه للعديد من دول العالم، ويوفر الآلاف من فرص العمل لأبناء المحافظة والمحافظات المجاورة، حيث بلغ عدد العمالة بالمصنع ٣٥٨٠ ما بين عمال ومهندسين وفنيين، إلى جانب العمالة الموسمية من الشباب والفتيات خلال موسم حصاد محصول البصل.
سوهاج تعيد الحياة لصناعة تجفيف البصل
سوهاج تعيد الحياة لصناعة تجفيف البصل
سوهاج تعيد الحياة لصناعة تجفيف البصل
سوهاج تعيد الحياة لصناعة تجفيف البصل
ويشيد المهندس محمد على ربيع، بالخطوات الجادة التى اتخذتها المحافظة بالتنسيق مع هيئة تنمية الصعيد، لإعادة إنشاء مصنع لتجفيف البصل والثوم،على أرض المنطقة الصناعية بحى الكوثر، للاستفادة من وفرة وجودة إنتاج المحافظة من محصولى البصل والثوم، حيث يوجد أكثر من 25 ألف فدان يتم زراعتها بمحصول البصل بالمحافظة، مما يعنى توافر المادة الخام اللازمة للإنتاج، إلى جانب أهمية المصنع فى مساعدة مزارعى البصل فى تسويق منتجهم، مما يمكنهم من زيادة المساحة التى يمكن زراعتها بمحصول البصل على مستوى مراكز المحافظة.
سوهاج تعيد الحياة لصناعة تجفيف البصل
سوهاج تحتاج إلى إقامة مصانع تعتمد على تصنيع الحاصلات الزراعية
ويؤكد المهندس محمود عبد العال، مدير المكتب الفني بمديرية الزراعة بسوهاج، على أهمية هذا المشروع فى فتح المجال أمام المستثمرين بالتوسع فى إقامة مصانع تجفيف الحاصلات الزراعية بمختلف أنواعها، خاصة وأن سوهاج من المحافظات الزراعية، والتى تحتاج إلى إقامة مصانع تعتمد على تصنيع الحاصلات الزراعية، لتحسين المستوى المعيشى للمزارعين، والنهوض بمهنة الزراعة، باعتبارها من المهن الرئيسية للكثير من أهالى المحافظة، إلى جانب أهمية هذه المصانع فى توفير الآلاف من فرص العمل لأبناء المحافظة، والمحافظات المجاورة.
وتشير الدكتورة منى المملوك، عضو تكتل البصل بالمحافظة، إلى أهمية المشروع فى عودة صناعة تجفيف البصل وما يقوم عليها من صناعات تشمل استخراج زيت البصل وعمل التوابل مما يساهم فى خلق صناعات كثيفة العمالة سواء دائمة أو موسمية، لافتة إلى أن المصنع يمثل دائرة أمان لمزارعى البصل بسوهاج ويحميهم من تقلبات السوق، حيث يتيح لهم توريد إنتاجهم من محصول البصل.
المشروع يساهم فى عودة سوهاج إلى تربع عرش تجفيف وتصدير البصل
ويقول خلف السيد، أحد العمال بمصنع تجفيف البصل السابق، إن المصنع القديم كان يمثل الملاذ الآمن لكثير من مزارعى وموردى البصل على مستوى المحافظة والمحافظات المجاورة، لافتاً إلى أن المصنع كان يستقبل "محصول البصل" من موردى محافظات الصعيد، ويقوم بتجفيف وتصنيع آلاف الأطنان سنوياً، كما كان يوفر الآلاف من فرص العمل الموسمية للشباب والفتيات العاملين فى نقل وتقشير البصل، ويشعر بسعادة كبيرة باهتمام مسئولى المحافظة بإحياء صناعة تجفيف البصل والثوم من جديد من خلال إنشاء مصنع بديل عن المصنع الذى تم خصخصته والمتوقف عن العمل، ويأمل أن يساهم المصنع الجديد فى عودة محافظة سوهاج إلى تربع عرش تجفيف وتصدير البصل المجفف ومنتجاته لكافة دول العالم، أسوة بما كان يقوم به المصنع المغلق.