خير فعلت الدولة السورية بتصريح وزارة الخارجية وتأكيدها فى بيان رسمى، التزامها بحماية كل مكونات الشعب بمن فيهم الدروز، بعد الاشتباكات الدامية التى وقعت في المنطقتين قرب دمشق والتى أوقعت خلال يومين أكثر من أربعين قتيلاً.
موضوعات مقترحة
بيان الخارجية السورية صدر فى اللحظة الحاسمة لينزع فتيل أزمة مفتعلة دارت رحاها من قبل الاحتلال الإسرائيلى كمسبب للتدخل المستمر فى الشأن السورى من أجل تحقيق أطماع مستقبلية على الأرض فى تقسيم هذا الوطن والنفخ فى نار الحرب الأهلية التى تسعى ورائها إسرائيل لتطبيق سياسة الأرض المحروقة فى سوريا، حيث أوضح بيان الخارجية التزام الجمهورية العربية السورية الراسخ بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء، بمن في ذلك أبناء الطائفة الدرزية الكريمة التي كانت ولا تزال جزءاً أصيلاً من النسيج الوطني السوري»، مبدية في الوقت نفسه، رفضها القاطع لجميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية».
وتشهد مدينة جرمانا جنوب العاصمة دمشق حالة هدوء بعد تدخل عناصر وزارة الدفاع وفرض طوق على المدينة وتدخل وجهاء من أبناء مدينة صحنايا ومسؤولين من الحكومة لفض الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن العام ومسلحين دروز في مدينة صحنايا جنوب دمشق، فجر أمس.
ومع التحليق المستمر لطائرات الاستطلاع إسرائيلية في أجواء مناطق العاصمة، جاء تحذيّر أسامة الرفاعي المفتي العام في سوريا لجميع طوائف السوريين، من الفتنة التى سيكون الجميع فيها خاسر.
وضمن المساع الحثيثة لاحتواء التداعيات الخطيرة للفتنة الطائفية التي تشهدها بلدتا صحنايا وأشرفية صحنايا، وتهدئة المواجهات جنوب غربي العاصمة دمشق، عقد اجتماع بين وجهاء ورجال دين عن الطائفة الدرزية ومحافظي ريف دمشق والسويداء والقنيطرة، بهدف التوصل إلى اتفاق واتخاذ خطوات عملية لمعالجة الأحداث واحتواء التوتر، بما يضمن الحفاظ على السلم الأهلي والتنسيق بين مختلف الجهات لضمان أمن واستقرار المواطنين.
فهل نشبت الفتنة من فراغ؟ الإجابة قطعا لا فالهدف لابد له من مستهدف، وكشفت التحقيقات التى أجرتها وزارة الداخلية السورية عن تسجيل صوتي مفبرك، منسوب لأحد مشايخ الدروز في سوريا، وتضمّن إساءات للإسلام، وهو ما تسبب فى سقوط عدد من القتلى، فيما شهد التحريض الطائفي تصاعداً خطيراً خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ما أدّى إلى اشتعال اشتباكات بمحيط جرمانا، واستُخدمت فيها قذائف «الهاون».
وسرعان ما ظهر العدو الحقيقى على مسرح الأحداث، عندما لم تشتعل الفتنة، فقد شنت إسرائيل، غارات عدة على منطقة أشرفية صحنايا قرب دمشق، ما تسبب في موجة نزوح للأهالي، والتى ذكرت وسائل الاعلام المحلية بوقوع عدد من الإصابات جراء تلك الغارات، و تردي الأوضاع في المنطقة وموجة نزوح كبيرة للأهالي.
الاحتلال الإسرائيلى يستخدم أحدث سبل الجيلين الرابع والخامس من الحروب، وأبرزها الإشاعات والفيديوهات المفبركة التى من شأنها رفع الحمية السلبية لدى الشعوب ضد أنظمتها الحاكمة أو فيما بين طوائفهم الشعبية من أجل إشعال الاقتتال الداخلى لتصبح حربا أهلية نتاجها الأخير حتما لصالح الغير ولا مستفيد من تدهور الوضع فى سوريا سوى إسرائيل.