أرخت القضية المنظورة أمام المحاكم اليوم بخصوص وجود أو عدم وجود اعتداء جنسي على طفل بظلال كثيفة؛ وقد امتلأت السماء بغيوم عكرت الرؤية، وأصابت عددًا لا بأس به بالقلق.
بداية لسنا مع أو ضد طرف؛ لأن القضية منظورة أمام قضاء مصر الشامخ؛ وكلنا نثق في نزاهته وعدالته.
لكن الشيء بالشيء يذكر؛ فكان لابد من الخروج من تلك المعضلة أيًا ما كان ما وصلت إليه المحكمة من حكم؛ ببعض الفوائد.. أهمها أنه آن أوان تدريس مادة في مدارسنا منذ سن صغيرة، وهو سن دخول الأولاد للمدارس، وبداية خروجهم لفترة من الوقت بعيدًا عن كنف ورعاية الآباء، وهو وقت لا وصاية لهم فيه على الأبناء؛ وهنا لا نشكك في أحد؛ ولكن جل همنا الحفاظ على الأبناء بالحد الأقصى ضد أي احتمال مهما صغرت نسبته؛ يمكن أن يتعرض فيه الطفل لأي اعتداء كان.
أعتقد أن أصغر سن يمكن أن يبدأ فيه الطفل الولوج لعالم المدرسة هو ثلاث سنوات؛ هنا يمكن أن نلقنه درسًا هو الأهم في حياته؛ هذا الدرس يبدأ في البيت وتكمله المدرسة؛ لا تسمح لأحد بأن يلمس المناطق الحساسة عندك؛ ونسميها للطفل؛ إلا في حالات استثنائية؛ منها أن يكون مرافقك فيها الأب أو الأم؛ ككشف الطبيب على سبيل المثال.
وكلما زاد عمر الطفل زادت جرعة التنبيه والتعليم والتوضيح؛ وفي الوقت نفسه؛ ينصح الآباء بمتابعة الأبناء على مدار الساعة كل يوم؛ للتعرف على أحداث اليوم الدراسي بكل التفاصيل، ولا مبرر على الإطلاق لعدم الاستماع لهم؛ فأنت تعمل وتكافح وتواصل الليل بالنهار من أجلهم؛ فلو -لا قدر الله- أصابهم مكروه لن ينفع العمل، ولن يعوضهم الألم.
يجب على وسائل الإعلام، وأخص الصديق الغالي الأستاذ أحمد المسلماني، البحث عن شكل جيد وإطار لائق يبدأ فيه الإعلام ببث برامج تعلم الأسرة والمجتمع آداب التربية الجنسية الصحيحة، وفق قيم تربوية ونفسية منضبطة؛ ليكون ذلك طوق نجاة للأبناء يحميهم من غدر الذئاب البشرية الفاسدة؛ المتخمة بالأمراض النفسية شديدة الخطورة على المجتمع.
لابد للمجتمع أن يبحث عن آلية عملية تعلم الأسرة والمدرسة، كل في إطاره، كيفية تعليم الأبناء التعامل السليم مع أجسادهم؛ وحدود التعامل؛ حتى نقي أنفسنا شرور المتحرشين والمنحرفين بشكل يخرج لنا أبناء أصحاء نفسيًا ومعنويًا.
كفانا وضع رؤوسنا في الرمال خشية أمور لا تسمن ولا تغني من جوع؛ ممن نخشى وممن نخاف، وهل هناك أعز من أبنائنا؟! بالقطع لا، فلنبادر بعمل تأخرنا كثيرًا في أدائه!!
الرعاية الحقيقية للأبناء ينقصها التربية الجنسية السليمة، تحت رعاية الدولة بشكل كامل. الأسرة والمدرسة والإعلام.
،،، والله من وراء القصد
[email protected]