أغرقته العواصف في بحر الرمال.. لغز اختفاء جيش قمبيز في «واحة آمون»| صور

30-4-2025 | 16:18
أغرقته العواصف في بحر الرمال لغز اختفاء جيش قمبيز في ;واحة آمون;| صور  معبد التنبؤات بواحة سيوة
محمود الدسوقي

ارتبطت العواصف باختفاء جيش قمبيز ملك الفرس، حيث كانت أرض مصر هى مقبرة لهذا الجيش الغازي. 

موضوعات مقترحة

بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار فى تصريح لـ"بوابة الأهرام"، أن القرن السادس قبل الميلاد كان شاهدًا على غـزوة الفرس لمصر، فأعادوا تعمير طيبة، واتخذ قمـبيز بن كسرى مدينة "منف" مقراً للحكم، وعادت تجارة السودان مع البحر المتوسط مسيرتها الأولى وانقطعت القوافل من درب الأربعين، وأحس "كهـنة آمون" بضيق في الأرزاق  لأن أقدام الغزاة داست أرض مصر وأهلكوا الحرث والنسل.


معبد التنبؤات بواحة سيوة

نبوءة كهنة آمون

تفجرت المقـاومة المصرية للغاصبين على لسان "كهنة آمون" وتنبئـوا بأن حكم الفرس لمصر لن يطول، وحياة قائدهم قمبيز نفسه سوف تنتهي بكارثة.. هكذا أراد آمون.

استشاط الغازى "قمبيز"غضباً عندما وصلته هذه النبوءة التي تتردد على ألسنة العامة، فقرر أن يزحف على سيوة من طيبة ـ الأقصرـ لينتقم من هؤلاء الكهنة، ويحرق ويهدم معبدهم ويذبح "آمون" أيضاً وسار قمبيز على رأس جيش من خمسين ألف مقاتل، وهذا يدل على وفرة الخيرات في الواحات آنذاك، وكان المقاتلون بخيولهم وجمالهم فوصلوا الواحة الخارجة في عشرة أيام، وأقاموا استعداداً لمواصلة الزحف.

أقام قمبيز في مدينة المحراث (الخارجة) وعسكر جيشه على امتداد تسعين كيلو متر في سهل ـ بيريز ـ ونسميها خطأً (باريس) الآن، وهو اسم بيريز قائد وأركان حرب قمبيز، وقد أقام في هذه الواحة وأسماها باسمه "بيريز" وليست "باريس" حتى يتم تموين الجيش ويستريح، حتى صدرت إليه الأوامر بالتحرك لمسيرة خمسة عشرة يوماً حتى واحة سيوة.

واتخذ قمبيز من أهل الخارجة أدلاء من قصاصي الأثر ليسيروا في طليعة الجيش إلى سيوة ليوجه الضربة القاصمة لآمون وكهنته ومعبده، وتقدم الأدلّاء الجيش فهل وصل هذا الجيش إلى سيوة؟.. يجيب عن ذلك هيرودوت المؤرخ الإغريقي بقوله:(سُئل كهنة آمون عن مصير تسعين ألف مقاتل فارسي جاءوا ليقتلوهم ويحرقوا معبدهم؟ أجاب الكهنة: لقد أصابتهم لعـــــــنة آمون لم يصل جندي منهم إلينا هنا في واحة آمون "سيوة"، ولم يعد منهم جندي إلى "الخارجة" أو حدائـق آمون). 

ويواصل هيرودوت الجواب:( لقد ضللـهم أدلاءالخارجة، وقادوا هذا الجيش العرمرم إلى شاطئ بحر الرمال، وهبت عاصفة عاتية راعدة والجيش مقبل يأكل ويستريح، واشتدت العاصفة واستمرت عدة أيام، كان الجيش خلالها يدورحول نفسه داخل ثورة الرمال، حتى نفذت الأقوات وغرق معظم الجيش في بحر الرمال، وأكل الباقون بعضهم بعضاً بالقرعة ولم تهدأ العاصفة حتى كان الجيش كله مستقراً في جوف بحر الرمال بين الخارجة وسيوة، وجُن جنون قمبيز ودفن مع جيشه).  


معبد التنبؤات بواحة سيوة

جيش قمبيز في وجه العاصفة

وأوضح مجدي شاكر، أنه تم إنجاز الكثير من الدراسات والأفلام الوثائقية ولم يُعثر عليه حتى الأن، لكن المصادر التاريخية  ذكرت التى أكدت أن هذا الجيش بلغ عدد أفراده ما بين 10 آلاف جندى و50 ألف فرد قد اختفى فى تلك المنطقة، ولم يظهر منهم جندى واحد، وهو ما دفع الكثيرين من علماء الجيولوجيا والمغامرين من كل مكان لمعرفة سبب فناء هذا الجيش، وعدم العثور على رُفات أى من جنوده حتى يومنا هذا.  

وجاءت فك طلاسم هذا اللغز الكبير على لسان الدكتور على بركات العالم الجيولوجى المشهور، والذى عثر على آثار جيش قمبيز وهى عبارة عن عظام وأسنان من النحاس وعدد قليل من أسلحة وحراب الجيش وكانت من المعدن. 

 وقد حاول بعض المغامرين البحث مرات عديدة فى محيط منطقة واحة البحرين على بعد 150 كيلو من واحة الفرافرة؛ للعثور على آثار أخرى لجيش قمبيز، إلا أنهم لم ينجحوا نظر لخطورة منطقة بحر الرمال الأعظم.

 من خلال نظرية العالم الجيولوجى وخبير الآثار الدكتور على بركات الذى عثر بالفعل على بقايا جيش  قمبيز أن الجيش الفارسى تعرض لعدة عوامل يجب التأكيد عليها وهى تعرض الغزاة للموت على مراحل داخل بحر الرمال العظيم؛ وذلك بسبب وجود آثار الجيش على نطاق واسع ولكن تظهر الدلائل على تعرض قمبيز ومن معه من الجنود لعمليات تسمم من المياه والعيون التى كانت منتشرة فى طريق الجيش قبل دخوله إلى منطقة سيوة لتدمير الحضارة المصرية القديمة أيام الأسرة الثامنة عشر، حيث تؤكد الشواهد العلمية والتاريخية على تقدم القدماء فى هذا العصر فى علوم الكيمياء، إضافة إلى أن المصريين رصدوا طريق جيش قمبيز وكانوا لا قدرة لهم على مواجهته فلجأوا إلى عملية تسميم مياه الآبار والوديان التى يمر عليها الجيش الفارسى.

وبعد تعرض معظم الجنود للهلاك سارع قمبيز بالهروب بمن تبقى من جيشه إلى واد عميق وعسكر فى هذا الوادى لكى يحتمى من العواصف، وتم العثور على أسلحة وبقايا لجيش قمبيز فى هذا الوادى على الرغم من كل هذه المعلومات يبقى هلاك جيش قمبيز فى بحر الرمال العظيم لغزًا محيرًا لكثيرين من العلماء والمستكشفين لمنطقة الصحراء الغربية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة