فى ظل هذه الأجواء وحالة الجو غير المستقر والعواصف، كان في مصر القديمة معبودها الخاص بالصحراء والعواصف والعنف، هو الإله "ست"
موضوعات مقترحة
بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار لـ"بوابة الأهرام"، إن هناك بعض الأسباب التى أدت إلى إرتباط الإله ست بالكوارث، حيث تذكر بعض الاساطير المصرية أن “الإله ست” كان الابن الثالث للمعبود “جب” و “نوت”، وأنه ولد فى اليوم الثالث من أيام النسىء، وادعوا أنه لم يولد فى الوقت السليم ولا فى المكان الصحيح، فلقد ألقى بنفسه من رحم أمه وانفجر من جنبها، وتعتبر مدنية (شطب) التي تبعد 6 كليومترات جنوبى أسيوط الموطن الأصلى له.
الإله ست .. إله الصحراء والعواصف عند قدماء المصريين
كوارث ست
وقام “ست” بأدوار كثيرة فى الأساطير المصرية، كما ارتبط فى عقيدة المصرى القديم بالكوارث الطبيعية كالزلازل والعواصف والرعد والفيضانات وغيرها، واعتبر فى بعض الأحيان إلهًا للرعد.
ونقرأ فى الأغانى الاحتفالية الخاصة بـ “إيزيس” و “نفتيس”: “ست سيكون فى كل سوء لقد أحدث الخلل والاضطراب فى السماء”، ونقرأ أيضا : “لقد بلل الأرض من خلال خططه الشريرة لقد تسبب فى هبوط السماء على الأرض”.
ويضيف شاكر، أنه يمكن القول إن المصرى القديم قد اعتقد أن “ست” مُسببًا لهذه الظواهر الجوية العنيفة التى تعبر عن نفسها بوسائل مختلفة من غيوم وأمطار وسيول وأعاصير وغيرها.
ووفق بعض المعتقدات المصرية أعتبر الرعد أيضا كصوت المعبود ست، وشبه المصرى القديم صيحة الملك أثناء الحرب بزئير ست المدوى فى السماء كناية عن قصف الرعد.
كما تتضح العلاقة بين ست والكوارث من خلال العديد من النصوص، حيث ورد فى التعويذة رقم 681 من نصوص التوابيت ما نصه: “أى بنى (المتوفى) سوف يحفظونك من ضربة ست فى العاصفة العظيمة”، وامتدت الجوانب السلبية للمعبود ست إلى تسببه فى إحداث الجفاف والقحط، فعتته بعض النصوص باختصاصة بالرياح الجنوبية الجافة، والتى تأتى من الصحراء، والتى تؤدى إلى ذبول النباتات، فنقرأ فى الفصل رقم 39 من كتاب الموتى ما نصه: “أننى ست الذى تسبب فى حدوث الزوابع والعواصف”.
كما تجنبت النصوص المصرية فى كثير من الأحيان التصريح بذكر اسمه، فكانت تذكره باللقب بوصفه إلها للزوابع والعواصف محدثا للخوف والكوارث، فذكرت بردية سالييه الرابعة أحداثه للرعد والعواصف دون التصريح بذكر اسمه، وذلك على النحو التالى: “صوته عال فى أون من خلال أاوم صوته فى السماء صوته فى الأرض كعاصفة شديدة”، كما ورد فى نصوص التوابيت ما يلى: “لقد أعلن لذلك الذى يكون أقوى منه عند هؤلاء الذين كانوا موجودين منذ وقت مبكر (الآلهة الأزلية) لقد أحدث الخوف والرعب عند الألهة الأزلية يا سيد القوة أفعل الشر لهم”.
الإله ست .. إله الصحراء والعواصف عند قدماء المصريين