القلب السليم هو الذي خلا من الكفر والنفاق والغل والحسد، وامتلأ بالإيمان والمحبة والخير المؤمن بقلبه السليم وإخلاصه لله.
موضوعات مقترحة
وَعَنْ أبي هُريْرة عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ صخْرٍ : قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وأعْمَالِكُمْ رواه مسلم.
فما هو "القلب السليم" الذي بشّر به الله عباده؟ وما هي الصفات التي تجعله منارةً للخير والهداية؟
من كنوز القرآن الكريم صفات القلوب السليمة (المحمودة)
القلب السليم
تتجلى الصفة الأساسية للقلب السليم في الإيمان بالله وحده لا شريك له، إيمانًا عميقًا لا يخالطه شك ولا ريب.
يقول سبحانه وتعالى في سورة الشعراء: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} (الشعراء: 89).
هذا الإيمان يورث في القلب يقينًا راسخًا بقدرة الله وحكمته، وتسليمًا لأمره وقضائه.
القلب المنيب
( مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ).
القلب المخبت
وهو القلب الخاشع الساكن الذي يخضع ويسلم لحكمة الله وهذا من هدايه الله له وقال تعالي ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُء الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ..).
القلب الوجل
من الصفات البارزة للقلب السليم الخشية من الله والخوف من عذابه، النابعة من عظمة الله وجلاله. يقول تعالى في سورة الأنفال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (الأنفال: 2).
القلب الخاشع
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ .. ).
القلب المطمئن
( الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ).
القلب المتقي (التقي)
( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ).
القلب المهدي (المهتدي)
( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ).
القلب المؤمن
( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ .. ).
القلب العاقل
( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ).
القلب الطاهر
( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ).
القلب اللين الرحيم
يحمل القلب السليم صفات اللين والرحمة والعطف على الآخرين. يقول تعالى في سورة آل عمران: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} (آل عمران: 159). هذه الرحمة تجعل صاحب القلب السليم سمحًا كريمًا، يسعى لقضاء حوائج الناس والتخفيف عنهم.
وقال سبحانه وتعالي: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ).
القلب الأليف
( فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ).
القلب الساكن
( هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ ).
القلب الرؤوف الرحيم
( ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آَثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآَتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً ).
قلب رُبط عليه
( وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ).سورة الكهف ١٤
القلوب السليمة من الأمراض القلبية
يتميز القلب السليم بالسلامة من الأمراض القلبية كالحقد والحسد والكبر والرياء. فهو قلب نقيّ طاهر، يحب الخير للناس ويسعى لنفعهم.
يقول تعالى في سورة الحشر واصفًا الأنصار: {وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (الحشر: 9).
إنّ السعي لامتلاك قلب سليم هو غاية كل مؤمن فهو مفتاح السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة.وبالتأمل في آيات القرآن الكريم، نجد النور الذي يضيء لنا الطريق نحو هذا القلب المنشود، قلب ينبض بالإيمان والخشية والرحمة أدعو الله سبحانه وتعالي أن يرزقنا الله قلوبًا نقية صافية مؤمنة بالله وكتبه ورسله قلوبا تتهيأ للقاء الله جل وعلا.