مصر والسودان.. علاقات متجذرة تتميز بالخصوصية والتفاهم والمصالح المتبادلة

28-4-2025 | 12:04
مصر والسودان علاقات متجذرة تتميز بالخصوصية والتفاهم والمصالح المتبادلةمصر والسودان
وسام عبد العليم

تعد العلاقات المصرية - السودانية علاقات متجذرة، ضاربة فى عمق الدولتين، فتاريخ مشترك جمع البلدين منذ عام 1820، حيث كانا بلدًا واحدا مصيرا واحدا ومستقبلا واحدا، وحتى بعد هذا التاريخ أى بعد استقلال السودان فى 1956، عاش البلدان تاريخاً مشتركاً منذ أقدم الأزمنة وحتى العصر الحالي، كل هذا أوجد قدراً كبيراً من الامتزاج بين أفراد الشعب العربي في مصر والسودان.

موضوعات مقترحة


بعد فترة من الصعود والهبوط في العلاقات خلال التسعينيات، ومع مطلع الألفية الجديدة بدأت العلاقات المصرية السودانية في التحسن، وفي عام 2004، تم توقيع «اتفاق الحريات الأربع» الذي نص على: حرية التنقل، وحرية الإقامة، وحرية العمل، وحرية التملك بين البلدين. واعتبرت أوساط سياسية وإعلامية حينها أن تلك الاتفاقية دشنت عهدًا جديدًا من العلاقات بين البلدين، وطوت معها صفحة الماضي وأزماته.


وبعد ثورة 30 يونيو عام 2013، وعقب فوز السيد الرئيس السيسي بمنصب الرئاسة في مصر في يونيو 2014 شهدت علاقات البلدين زيارات قياسية متتالية لم تحدث في تاريخ البلدين، حيث تعمل السياسة المصرية على إقامة علاقات تتميز بالخصوصية والتفاهم العميق مع السودان الشقيق، وتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة وإحداث نقلة نوعية فى شتى المجالات، فالسودان الدولة الوحيدة التى لديها قنصلية فى محافظة أسوان ما يدل على نمو حجم التبادل التجارى. وتلك القنصلية لا يتوقف دورها عند تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين بل يمتد هذا الدور ليشمل العلاقات فى المجالات المختلفة.

وتُعد زيارات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السودان الشقيق دليلاً على عمق العلاقات المصرية السودانية، وحرص الرئيس السيسي أن تكون أول جولة خارجية له عقب إعادة انتخابه لولاية ثانية للسودان الشقيق، كما كانت السودان ضمن أول جولة خارجية في ولايته الأولى أيضًا والتي تضمنت الجزائر وغينيا الاستوائية والسودان.

أعقب ذلك زيارة الرئيس السابق عمر البشير لمصر في اكتوبر 2014 ثم مشاركته في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ في مارس 2015 ثم زيارة السيد الرئيس السيسي للخرطوم في نفس الشهر لتوقيع اتفاق اعلان المبادئ حول سد النهضة الإثيوبي، بالاضافة إلى انغقاد اللجنة المشتركة بين البلدين وافتتاح معبر قسطل التجاري، ومشاركة الرئيس البشير في مؤتمر التكتلات الاقتصادية الافريقية الثلاثة في يونيو 2015 بشرم الشيخ ثم توالت الزيارات المباشرة للرئيس السيسي للخرطوم والتي بلغت 7 زيارات كان آخرها في مارس 2021، حيث التقى الرئيس السيسي مع رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان.

وخلال القمم الثنائية التي جمعت بين قيادتي البلدين كان التأكيد دائما على علاقات الأخوة الأزلية والروابط المشتركة التي تجمع بين شعبي وادي النيل، وإدراكهما لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة، وتعظيم مساحات التعاون المشترك، بما يليق بأهمية العلاقات بين البلدين ويرتقى إلى طموحات الشعبين، ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعلاقات وطيدة، اجتماعية وثقافية وأيضاً سياسية وأمنية واقتصادية.

العلاقات بين مصر والسودان على الصعيد السياسي

أكدت مصر دوماً أن استقرار السودان، وأن أمن السودان هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي، وفي إطار دعم مصر لدور السودان في محيطيها الاقليمي والدولي، رحبت مصر بجهود السودان في تحقيق السلام والاستقرار في جنوب السودان، وعبرت عن دعمها لتلك الجهود واستعدادها لتوفير مختلف السبل للمساعدة فى تنفيذ اتفاق السلام الذي وقع برعاية الخرطوم.

العلاقات الاقتصادية بين مصر والسودان

في إطار تنفيذ وثيقة الشراكة الاستراتيجية التي تم التوقيع عليها بين البلدين في 2016، يعمل البلدان على اتخاذ كافة الخطوات لتفعيل المشروعات الاستراتيجية الكبرى التى تم الاتفاق عليها بين البلدين، بما فيها مشروعات الربط الكهربائي وخطوط السكك الحديدية، وهي المشروعات التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية فى العلاقات بين مصر والسودان، والتشجيع على تنفيذ المزيد من المشروعات الإنتاجية والخدمية المشتركة تحقيقاً للمنفعة المتبادلة بين الشعبين الشقيقين وتوفير المزيد من فرص العمل.


منذ اندلاع الثورة السودانية في 19 ديسمبر 2018 أكدت مصر مراراً احترام خيارات الشعب السوداني، فقد أظهرت مصر الدعم الكامل للحكومة السودانّية الجديدة في سعيها إلى تحقيق تطلعات الشعب السوداني.

ومع استمرار الأزمة السياسية بشأن تقاسم السلطة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، حرصت مصر على نقل خبراتها إلى السودان فيما يخص إدارة المرحلة الانتقالية وبذلت جهوًدا لتجاوز الخلافات وتشكيل سلطة انتقالية لتمهيد الطريق نحو انتخاب حكومة مدنية، تمثلت في رعاية الوساطة المباشرة لتجميع أطراف الأزمة والمساعدة في بناء استحقاق سياسي للمرحلة الانتقالية بالمشاركة مع القوى الإقليمية الأخرى مثل إثيوبيا والسعودية والاتحاد الأفريقى والتحرك في مسار تقريب وجهات النظر من خلال المحادثات الهاتفية واللقاءات مع الأطياف كافة.

بادرت مصر باستضافة قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان في 23 أبريل 2019 بهدف رأب الصدع وحلحلة الخلافات بين كافة الأطراف السودانية بشقيه المدني والعسكري.

وفي هذا الصدد، استضافت القاهرة أيضاً في 10 أغسطس 2019، اجتماعا بين قوى الحرّية والتغيير والجبهة الثورّية السودانّيين لإجراء مفاوضات استمّرت يومين حول ما طالبت به الجبهة الثورّية بتضمين اتفاقّية السلام التي أبرمت مع الحرّية والتغيير في أديس أبابا في 20 يوليو 2019.

كما حضرت مصر ممثلة في شخص رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، التوقيع على اتفاق تقاسم السلطة بين المجلس العسكري الانتقالى وممثلو المعارضة في 17 أغسطس 2019، الذي ينّص على تكوين مجلس حاكم انتقالى من المدنيين والعسكريين.

الحكومة الانتقالية السودانية

كانت مصر حاضرة في المفاوضات بين الحكومة الانتقالية السودانية والجبهة الثورية التي تضم عدًدا من القوى السياسية والفصائل المسلحة والتي هدفت إلى توقيع اتفاقية سلام سودانية تنهي عقود من الصراع والأزمات التي أنهكت الشعب السوداني.

كما شارك السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان في 16 مايو 2021 حيث ركز الرئيس السيسي على أهمية تكاتف المجتمع الدولي لمساندة السودان خلال المرحلة التاريخية الهامة التى يمر بها.

التكامل بين مصر والسودان

التكامل الاقتصادى بين مصر والسودان، علامة مميزة في مسيرة علاقات البلدين ، لاسيما أن البلدين يمتلكان مقومات مهمة لتوفير التكامل الاقتصادى بينهما، حيث يشكل سكان الدولتين طاقة بشرية كبيرة مما يخلق سوق من حيث الحجم في أستيعاب السلع والخدمات المقدمة مما يشجع علي التبادل التجاري بين البلدين .

العلاقات الاجتماعية

تشكل العلاقات الاجتماعية التاريخية والتقارب الجغرافي بين البلدين البنية الأساسية في تطوير هذا التكامل، وكذلك سعي البلدين المستمر لتطوير البنية الأساسية من طرق ووسائل النقل لتسهيل حركة التجارة والتبادل التجاري، ومشاركتهما في عدد من التكتلات الاقتصادية الاقليمية واتجاه كل منهما إلي الانفتاح علي الاقتصاد العالمي وتبني برامج للإصلاح الاقتصادي تسهل مشاركة القطاع الخاص الذي يعول عليه تفعيل مشروعات التكامل، وخاصة في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية، فضلاً عن وجود قبول شعبي قوي في البلدين لفكرة التكامل في ظل العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.

الزيارات المتبادلة

في 11/3/2021 استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقاهرة د. عبد الله حمدوك رئيس الوزراء السوداني لبحث الملفات المشتركة ومناقشة عدة مشروعات بين البلدين، وأكد الرئيس السيسي عُمق العلاقات التاريخية الأخوية بين البلدين والشعبين.

في6/3/2021 قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بأول زيارة رسمية للخرطوم بعد تشكيل مجلس السيادة السوداني، وجاءت الزيارة ترسيخاً لجهود مصر لدعم السودان وشعبها الشقيق خلال المرحلة التاريخية الحالية الهامة التي يمر بها.

في 27/10/2020 قام الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادى فى السودان بزيارة إلى القاهرة استقبله خلالها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لبحث القضايا ذات الاتجاه المشترك، وآخر تطورات الأوضاع على الساحة العربية والدولية.


في 18 /9/ 2019 استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقاهرة رئيس الوزراء السوداني د. عبد الله حمدوك الذي أكد خلال الزيارة إنه يتطلع لأن تحقق الثورة السودانية أهدافها وتطلعات الشعب السوداني، وثقته في العبور لبر الأمان بمساعدة الأشقاء وأهمهم مصر.


في 25/5/2019 استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقاهرة الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادى فى السودان حيث اعرب الرئيس السيسي عن استعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم للأشقاء فى السودان لتجاوز هذه المرحلة بما يتوافق مع تطلعات الشعب السودانى بعيداً عن التدخلات الخارجية.


في 27/1/2019 قام الرئيس عمر البشير بزيارة للقاهرة، استقبله خلالها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجاءت الزيارة في إطار حرص الزعيمين على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.


في 6/11/2018، التقي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس السوداني السابق عمر البشير، في مدينة شرم الشيخ، لحضور ختام المؤتمر الدولي للشباب.


في 25/10/2018، قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة رسمية إلى الخرطوم، واستعرضت القمة بين الرئيسين سبل تعزيز علاقات البلدين في المجالات كافة وجعلها نموذجًا للتعاون والتكامل في العالمين العربي والأفريقي.


في 19/7/2018، قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة للسودان، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات بين البلدين على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، وكافة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.


في 18/3/2018، قام الرئيس عمر البشير، بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي بحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين في كافة المجالات بما يُسهم في تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين، كما شهد الرئيسان حفل الأسرة المصرية باستاد القاهرة الدولي.


في 3/6/2017 استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إبراهيم غندور وزير الخارجية السوداني، تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة، حيث اتفق الجانبان على أهمية استمرار العمل من أجل تذليل العقبات أمام تطوير العلاقات الثنائية .


في 11/4/2017 تلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان، والذي أعرب خلاله عن خالص تعازيه ومواساته في ضحايا الحادثين الإرهابيين اللذين استهدفا كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية.


في 10/10/2016، قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارة للسودان، للمشاركة في الجلسة الختامية للحوار الوطني السوداني، عقد خلالها الرئيس "السيسي" جلسة قصيرة مع رؤساء السودان وموريتانيا وتشاد وأوغندا، على هامش المؤتمر الختامي للحوار الوطني بالسودان.


في 5/10/2016، قام الرئيس السوداني، عمر البشير، بزيارة لمصر، لترأس وفد بلادة في أعمال اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان، حيث منحه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال هذه الزيارة وسام "نجمة الشرف"، تقديرًا لمشاركته بالوحدات العسكرية السودانية، التي خدمت على جبهة القتال في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973.


في 21/2/2016، قام الرئيس السوداني، عمر البشير، بزيارة لمصر، للمشاركة في أعمال منتدى أفريقيا 2016 بمدينة شرم الشيخ، التقى به السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش المؤتمر، وبحث الجانبان سبل دعم التعاون خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.


في 10/1/2016 استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إبراهيم غندور وزير خارجية السودان، نقل إبراهيم غندور تحيات الرئيس السوداني عمر البشير إلى السيد الرئيس، مؤكدًا على عمق علاقات الأخوة والمودة التي تجمع بين شعبيّ وادي النيل وحرص بلاده على تعزيز مسيرة التعاون الممتدة بين البلدين عبر سنوات طويلة.


في 2/6/2015، قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارة السودان للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس عمر البشير، رئيسًا للسودان لولاية جديدة، وعقد الرئيسان اجتماعًا، أكد فيه الرئيس السيسي استعداد مصر الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم للسودان من أجل تحقيق المزيد من التقدم والاستقرار.


في 27/4/2015 أجرى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا بالرئيس السوداني عمر البشير، لتهنئته بالفوز في الانتخابات الرئاسية السودانية وتوليه فترة رئاسية جديدة للبلاد واتفق الجانبان على تعزيز التشاور والتنسيق في المرحلة المقبلة على الصعيدين الثنائي والإقليمي.


في 27/3/2015، قام الرئيس السوداني، عمر البشير، بزيارة لمصر لحضور القمة العربية في دورتها الـ 26 بشرم الشيخ واستقبله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
في 23/3/2015، قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارة للسودان للمشاركة في القمة الثلاثية المصرية السودانية الإثيوبية التي دعا لها السودان وشارك فيها رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلا ميريام ديسالين.


في 13/3/2015، قام الرئيس السوداني، عمر البشير، بزيارة لمصر، لحضور مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، وكان في استقباله السيد الرئيس السيسي على هامش المؤتمر.


في 11/2/2015 تلقي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس السوداني عمرالبشير حيث أكد على عمق العلاقات بين البلدين ووقوف السودان الشقيق إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب .
في 5/2/2015 التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في بعلى كرتي، وزير خارجية السودان، وأشاد الرئيس السيسي خلال اللقاء بعمق العلاقات والروابط التاريخية بين البلدين والشعبين الشقيقين.


في 18/10/2014، قام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، بزيارة لمصر استقبله خلالها السيد الرئيس، وشهد اللقاء استعراضًا لعدد من جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين.


في 27/6/2014، قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بزيارة للخرطوم، لمناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي خاصة الأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق وجنوب السودان، وتبادل وجهات النظر بين الجانبين بشأن تلك الموضوعات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة