حفر المصريون قناة السويس شريان العالم بدمائهم، حيث اشترك 30 ألف عامل من الدلتا والصعيد فى حفرها ومات آلاف العمال عطشًا وجوعًا وهم يحفرون قناة السويس.
موضوعات مقترحة
قناة السويس
بدورها تنشر "بوابة الأهرام" مذكرة نادرة للمؤرخ عبد العزيز الشناوي تعود لعام 1943م ،تسرد كيف حفر المصريون القناة بدمائهم، مضيفا أن فرمان 30 نوفمبر 1854م خلا من أي إشارة لمشكلة الأيدي العاملة، فاقتصر علي مواد عامة لأهداف المشروع، إلا أنه بسبب استخدام القوى الأوروبية الفاعلة في العالم والصحف الأوروبية، لمشكلة الأيدي العاملة واستخدام ديلسبس للسخرة، قام سعيد باشا مٌجبرًا بإصدر لائحة فرمان 20 يوليو 1856م، والتي بلغت 11 مادة.
مذكرة تاريخية تكشف تاريخ حفر قناة السويس
حددت اللائحة أن يكون أجر العامل البالغ مابين قرشين ونصف لثلاثة قروش في اليوم، عدا جراية الطعام ويقدر ثمنها بقرش واحد، أما العمال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة، فحددت أجورهم بقرش صاغ عدا الجراية، وقد قدمت لائحة يوليو أيضا قانون مرنًا، فهي لم تحدد العمال الذين يشتركون في الحفر، وقد استغل "ديلسبس" المادة، فقام بجلب أعداد غفيرة تقدر بالآلاف للعمل، رغم موت معظمهم ومحاولات هروبهم.
حفر قناة السويس
مؤامرات سياسية
حدثت مؤامرات سياسية من إنجلترا من جهة، وتركيا من جهة آخري، لخلع سعيد باشا، لذلك تم الاتفاق بين ديلسبس وسعيد باشا علي عدم تنفيذ لائحة 20 يوليو، وأن تقوم الشركة بجمع أعداد كبيرة من العمال، وقد قامت الشركة بعمل دعاية في القري والنجوع المصرية، تم تعليقها علي المنازل الطينية، وذكرت أنها أقامت مساكن للعمال ومسجد، وأن مياه الشرب متوفرة، كما طمأنت الشركة العمال بأنها ستمنع الرؤساء الأوروبين من ضرب العمال المصريين وإهانتهم، وأقامت مكاتب في الوجه البحري والصعيد لجلب العمال.
حفر قناة السويس
في 25 إبريل 1859م بدأ الحفر في المشروع، ووجدت الصحف الأوروبية في الأمر فرصتها للحديث عن آلام العمال، الذين يساقون للحفر مشيا علي الأقدام، ويقول "الشناوي" إنه رغم مساعدة "سعيد باشا" لديليسبس، إلا أن الشركة عجزت عن استمالة الفلاحيين المصريين، وتنفيذ لائحة يوليو الصادرة في الإسكندرية، لذلك تم الضغط علي "سعيد باشا" لتنفيذ لائحة 20 يوليو 1856م، حيث طلب وزير الخارجية الفرنسي أنذاك، والقنصل، والإمبراطورة أوجيني، 30 ألف عامل مصري للعمل في القناة، وهذا ماحدث أيضا.
حفر قناة السويس
كان السبيل الوحيد لسعيد باشا أن يرضخ لتنفيذ لائحة 20 يوليو الصادرة بتوقيعه في الإسكندرية، وذلك بسب الأزمة الاقتصادية الطاحنة، ليبدأ جمع آلاف العمال المصريين بالسخرة والسوط، مما جعل منطقة الحفر تغطي بملايين العمال الآدميين، بل قام سعيد باشا بوضع فرقة مكونة من الجيش المصري للمساعدة في الحفر، وهي الفرقة التي أعلنت مساندتها للعمال المصريين ورفضها للسخرة، وقامت بثورة عارمة أدت لحركة عصيان من الصعايدة في الحفر، وقد قمعها ديلسبس وسعيد باشا.
حفر قناة السويس
مات آلاف العمال المصريين في الحفر نتيجة العطش، ورغم ذلك قاموا بدور بطولي، حيث احتفلت الشركة ببلوغ مياة البحر المتوسط وربطها ببحيرة التمساح في 18 نوفمبر 1862م، وقال "الشناوي" في مذكرته النادرة، أنه من المؤسف أن الشركة كانت تعطي عملة كرتونية للعمال المصريين، وذلك لدفع أجور 25 ألف عامل، وهي عملة بدون غطاء نقدي، ولا يتم التعامل بها خارج حدود السويس، مما جعل العمال يتركونها ويهربون لعدم جدواها، مما يعني انهم كانوا يعملون بدون مقابل، وقد استغل الخديوي إسماعيل الذي تولي الحكم بعد سعيد باشا هذه العملة الكرتونية، فطالب بخصمها من قيمة التعويض الذي حكم به علي مصر من خلال القوي الأوروبية مقابل إلغاء السخرة في حفر قناة السويس، وذلك قبل افتتاح قناة السويس رسميا.
حفر قناة السويس
شريان العالم
وسردت المذكرة النادرة هجوم الصحف الإنجليزية والتركية لمشروع حفر قناة السويس وقيام الصحف باستغلال موت مئات العمال في أعمال الحفر بسبب العطش وتأخر القافلة المحملة بالمياه أو الأمراض للتنديد بحفر القناة والسخرة، وكيف أن الخديو إسماعيل لم يقدم دعوة للسلطان التركي بحضور مراسم الافتتاح كما عرضت المذكرة قيام الشركة بعمل مكاتب لها في قنا وأسيوط وكافة المدن المصرية حيث تسرد أول عمال من مدن مصرية شاركوا في الحفروهم عمال دمياط والمطرية وكان يقدر عددهم بـ 150 عاملا.
حفر قناة السويس
قربت قناة السويس -التي وصفت في بداية الحفر بالبرزخ- الإنسانية من بعضها البعض، فقد وصف المستر فارلي في محاضرة نادرة له بجمعية الاقتصاد الأمريكية عام 1891م، قناة السويس بأنها قصرت المسافة بين أوروبا والهند بحوالي 3 آلاف ميل، أي نصف المسافة بين أوربا وبومباي، وساعدت على نجدة العالم الذي كان يعاني من الأهوال في جلب الفحم والغذاء بسبب بعد المسافات، فصارت السفينة التي كانت تسير سنة وهي تشق البحار والمحيطات صارت تسير ثلاثين يومًا فقط بسبب قناة السويس.
حفر قناة السويس
تأميم القناة
عام 1956م، عندما أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بميدان المنشية فى محافظة الإسكندرية، عن قراره التاريخي بتأميم قناة السويس، حيث كانت كلمة السر "ديلسيبس" هي بداية السيطرة علي القناة، ونقل تبعيتها للحكومة المصرية مع دفع تعويضات للأجانب، لتتحطم أحلام القوي الاستعمارية آنذاك، والتي أرادت تدويل قناة السويس ومد امتيازاتها بعد عام 1968م.
حفر قناة السويس
قناة السويس الجديدة
وفي عهد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، تم حفر قناة السويس الجديدة، حيث تم تقليل وقت العبور من 22 إلى 11 ساعة، وزاد عدد السفن العابرة يوميًا من (40 - 45) إلى (60-65) ناقلة عملاقة في المتوسط ، وتمثل سفن الحاويات أكثر من نصف إجمالي حركة المرور في القناة، وبعضها من بين أكبر السفن في العالم التي تصل سعتها إلى 23000 حاوية مكافئة، حيث يمكن الآن نقل ناقلات النفط العملاقة التي تحمل أكثر من 200000 طن عبر القناة بعد التوسعة التي حدثت مؤخرا.
حفر قناة السويس
حفل افتتاح قناة السويس
حفل افتتاح قناة السويس
تأميم قناة السويس
قناة السويس
قناة السويس