نتنياهو.. والبحث "المحموم" عن النصر المزعوم

26-4-2025 | 12:03

منذ السابع من أكتوبر 2023 ونتنياهو يهدد ويتوعد ويعلن أنه سيحقق الانتصار غير المسبوق، وأضاف بعد ذلك أنه حتما "سيُغير" خريطة الشرق الأوسط!!

وكرر كثيرًا جدًا مزاعمه عن "سحق" المقاومة في غزة ولبنان وأثبت الواقع كذب مزاعمه؛ فقد "عجزت" قواته عن التزحزح أكثر من بضعة كيلومترات في جنوب لبنان بعد 66 يومًا، وكان عدد جنوده يتجاوز 50 ألفًا، بينما تمترس "شباب" المقاومة لمنع الصهاينة من الدخول، واضطر نتنياهو إلى عقد اتفاق مع الحكومة اللبنانية لإيقاف الحرب..

بينما اجتاحت إسرائيل لبنان في ستة أيام، ووصلت إلى بيروت في عام 1982، فعن أي نصر "مزعوم" يتحدث نتنياهو في لبنان؟

وفي غزة؛ ما زالت المقاومة تقيم "الكمائن" لجنود الاحتلال، رغم عدم وجود أي مقارنة بين القوتين؛ فالمقاومة "محاصرة" منذ أعوام طويلة في وتعرضت بقعة صغيرة ومزدحمة بالسكان،  لأبشع حرب إبادة في التاريخ الحديث -على الأقل- وسط صمت المنظمات الدولية وتواطؤ الدول الغربية وأمريكا..

والحرص على إمداد إسرائيل بأحدث وسائل القتل من طائرات وصواريخ، وأطنان متزايدة من القنابل "الذكية"؛ ولا نرى أي ذكاء في إزهاق أرواح الأبرياء وهدم منازلهم فوق رؤوسهم، فضلًا عن المساندة المتزايدة إعلاميًا وسياسيًا، "والتنكيل" بكل من يعارض الإبادة واتهامهم بالتهمة المعدة سابقًا والتي اهترأت من كثرة استخدامها وهي المعاداة للسامية!!

ومع ذلك فالمقاومة ما زالت تستبسل من مسافة صفر، بينما يحتمي جنود الاحتلال بمدرعاتهم وهم يقصفون الأطفال والنساء، "ويتلذذون" ويتباهون بنشر صور وفيديوهات البيوت التي قصفوها..

ونشرت صحيفة "معاريف" العبرية أن بعض الجنود كانوا يتنافسون في عدد البيوت التي قاموا بنسفها حتى دون الحصول على أوامر!! إنهم يجسدون بذلك "السادية" في أسوأ صورها.

عن أي نصر يتحدث نتنياهو والصحف الإسرائيلية تتحدث عن قرب حدوث حرب أهلية في إسرائيل وعن "تمزق" غير مسبوق في المجتمع الصهيوني، وبعض كبار المسئولين السابقين في الكيان يطالبون بإقالة نتنياهو؛ لأنه أصبح عبئًا على إسرائيل ومصدر تهديد خطير للكيان.

عن أي نصر يتحدث وهو يطالب بنزع سلاح المقاومة في غزة وفي لبنان، بعد أن "زعم" القضاء عليهما؟ وكرر القول "بعنجهية" وصلف بانتهاء قدراتهما على القتال..

عن أي نصر يتحدث أو "ينتظر" والمظاهرات تتصاعد ضده في صورة لم تحدث من قبل لأي رئيس وزراء للكيان منذ إنشائه؟

عن أي نصر يبحث نتنياهو؛ وقد وصلت الهجرة من إسرائيل إلى مستوى لم يحدث من قبل وتناقصت الهجرة إليه أيضًا، وكثرت الإعلانات عن توفير أماكن في أمريكا وأوروبا لمن يرغب في الهجرة من إسرائيل، وتضاعفت أعداد "الفارين" من إسرائيل من أصحاب الجنسيات المزدوجة..

للأمانة فقد حقق نتنياهو نصرًا هائلًا لم يسبقه إليه أحد؛ فقط إن كان النصر يعني تدمير الحجر وإبادة البشر "وتعطيش" الناس وهدم حتى آبار المياه التي "لا" يمكن بالطبع الاختباء داخلها أو عمل أنفاق بها؛ كما يزعم الاحتلال عند هدم المستشفيات والمدارس، وقصف "الخيام"!! بل ومنع المياه من الشركة التي توجد في الضفة الغربية تحت سيطرة الاحتلال؛ فمن المؤكد أنه لا توجد بها صواريخ للمقاومة..

ربما كان يعني بالنصر "المزعوم" قيام الاحتلال "بإعادة" اعتقال بعض الأسرى الذين تم الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من الاتفاق؛ في خرق متكرر لكل التعهدات التي يتعهد بها الاحتلال، أو قيامه باعتقال الكثيرين من الضفة الغربية والقدس، وتزايد الاقتحامات والاعتداءات على مدن وقرى بالضفة الغربية المحتلة "وتشجيع" المستوطنين على التمادي في إيذاء الفلسطينيين والاعتداء على ممتلكاتهم وسرقتها أو حرقها، بالإضافة إلى اقتحام المسجد الأقصى في "حماية" قوات الاحتلال.

يفتش نتنياهو عن النصر بينما تنهال عليه وسائل إعلامه منددين بعجزه عن التصدي لصواريخ الحوثيين وعن "الفشل" في منعهم من إيقاف السفن المتوجهة لإسرائيل من الوصول إليها حتى أصبح ميناء إيلات مهجورًا.

من البحث عن انتصار "مزعوم" تهديد نتنياهو المتكرر لإيران بأنها لن تصنع السلاح النووي، بل ويطالب بتفكيك برنامجها النووي!!

وقد أعلنت إيران مئات المرات أنها لا ترغب في ذلك لأسباب دينية وأن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية فقط، وإن هددت مؤخرًا ردًا على تهديدات أمريكا وإسرائيل بتدمير برنامجها النووي بأنها "قد" تصنع القنبلة النووية إذا "اضطرت" لذلك.

المثير للسخرية "المرة" بالطبع أن الوزير سموتريتش طالب نتنياهو بجعل الحياة في غزة جحيمًا!!

ولا نعرف ما الذي ينقص الحياة في غزة لتكون كالجحيم بعد كل ما عاشوه وشاهدنا "قليلًا" منه على الشاشات!!

تفضح الصحف العبرية حقيقة النصر "المزعوم" الذي يعلنه نتنياهو من وقت لآخر؛ فنشرت صحيفة "معاريف" أن 60% من جنود الاحتياط "يرفضون" العودة للقتال في غزة..

النصر الحقيقي هو الذي "يكسر" إرادة الأعداء ويدفعهم للاستسلام تحت وطأة زيادة الخسائر والشعور بأن "التضحيات" التي يقدمها لا تتساوى مع الاستمرار في الحرب وأن الاستسلام "أقل" ضررًا.

ولم نر في غزة وفي فلسطين كلها إلا التشبث "بوعي" وليس بعناد في الحق في التحرر من الاحتلال، والوعي يزيد الصلابة ويقلل من الوجع ويضاعف "اليقين" بالنصر وإن طال الوقت، بينما العناد كقرص الفوار يعطي نتائج "مؤقتة" عند الفوران فقط وسرعان ما يخبو..

وهو ما يفعله نتنياهو بالعناد؛ حيث تراجعت رغبة الإسرائيليين في مواصلة القتال وفقا للإحصائيات المتتالية التي تنشرها الصحف العبرية، "وكثر" الحديث عن الرغبة في إنهاء الحرب وعودة الأسرى "بأي ثمن"، وكتبت صحيفة "إسرائيل اليوم": إسرائيل تلتهم نفسها تحت قيادة نتنياهو.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: