25 أبريل من كل عام تحتفل مصر بذكرى غالية على قلوبنا جميعًا، ذلك اليوم الذي استعاد فيه الوطن قطعة غالية من أرضه بفضل إرادة وعزيمة لا تعرف المستحيل، اليوم الذي رُفعت فيه راية مصر خفاقة فوق أرضها المقدسة من جديد على أرض سيناء الحبيبة.
إن ذكرى تحرير سيناء ستظل شاهدة على ما قدمه جنود مصر البواسل من تضحيات عظيمة، وما تحمله رجال القوات المسلحة من فداء وإقدام في ميادين الشرف والبطولة؛ دفاعًا عن تراب الوطن وسيادته.
لقد كتبوا بدمائهم الطاهرة أعظم صفحات المجد، وعاهدوا الله والوطن على أن تبقى مصر حرة أبية لا تُفرّط في شبر من أرضها ولا تنحني أمام تحدٍ أو عدوان.
وفي هذه المناسبة الوطنية العظيمة نؤكد اعتزازنا بتضحيات أبناء القوات المسلحة، ونثمن ما قدموه ويقدمونه من بطولات خالدة لا تنضب.
وخلال السنوات الأخيرة بدأت معركة تنمية سيناء من خلال مشروعات بنية تحتية ضخمة، وهو أكبر دليل على تجديد العهد على مواصلة دعم كل ما من شأنه تعزيز الاستقرار وترسيخ دعائم الدولة واستكمال مسيرة التنمية والبناء.
وستظل هذه الذكرى الغالية على قلوب المصريين نقطة فارقة في تاريخ مصر الحديث، تغيرت معها طبيعة الأحداث بالمنطقة، وترسخت معها أولى قواعد التنمية والبناء، خاصة أنها جاءت بعد رحلة عسكرية ودبلوماسية طويلة خاضتها مصر حتى تصل إلى يوم 25 أبريل عام 1982، ورفع العلم المصري على سيناء بعد استعادتها كاملة من إسرائيل.
ذكرى ستظل محفورة في وجدان الشعب المصري، وتعتبر واحدة من أهم وأعظم المحطات في تاريخ الوطن، تلك المعركة التي صنعتها إرادة المصريين، وصمموا على استعادة كل شبر من أرضهم العزيزة الغالية سواء بالسلاح أو عبر طاولة المفاوضات، حتى عادت سيناء إلى حضن الوطن وارتفع فوقها العلم المصري، وهو ما يؤكد صمود وقوة الجيش وعبقرية الدبلوماسية المصرية.
ولولا وحدة المصريين واصطفافهم وحجم الدعم غير المسبوق الذي قدموه، وبسالة وبطولة وشجاعة القوات المسلحة لما تمكنا من الوصول إلى تحرير الأرض كاملة، حيث بذلت مصر الغالي والنفيس في سبيل استرداد أرض سيناء الزكية، وخاضت معركة تحرير طويلة بداية بالنصر العظيم في حرب أكتوبر 73، وتبعتها بمعركة دبلوماسية مفصلية نجحت في تحرير سيناء كاملة في 25 أبريل 1982.
وسيظل الاحتفال بهذه الذكرى الغالية عيدًا نحتفل به داخلها وخارجها، وللحديث بقية، وتعيشي يا مصر.