«علي بدرخان».. اهتم بالتشكيل المرئي للصورة السينمائية وأفلامه بحثت في الشخصية المصرية عقب تحولات سياسية مهمة

25-4-2025 | 12:53
;علي بدرخان; اهتم بالتشكيل المرئي للصورة السينمائية وأفلامه بحثت في الشخصية المصرية عقب تحولات سياسية مهمةالمخرج الكبير علي بدرخان
سارة نعمة الله
يعد المخرج الكبير علي بدرخان أحد صناع السينما المصريين البارزين على مدار عقود زمنية متعددة، ارتبط فيها اسمه بنجاحات قدمها في العديد من الأفلام السينمائية التي بقيت تجارب هامة ومميزة في تاريخ السينما المصرية، بحث فيها عن قراءة لمراحل سياسية وإجتماعية هامة مرت بها الشخصية المصرية في مراحل دقيقة ومحورية. 
موضوعات مقترحة
 
لم يكتف المخرج الكبير الذي يحتفل بعيد ميلاده اليوم "25 إبريل" بأن يكون حيًا على ذكرى والده، لكنه صنع بصمته الخاصة في رحلته السينمائية التي تميزت بالنضوج وتشكيل التيارات السينمائية الجديدة التي أفرزت عن خروج كثير من الموهوبين من أبناء جيله، كل ذلك بالرغم من كونه لم يكن يريد العمل السينمائي في البداية حيث كان يحلم بالعمل كضابط في القوات البحرية لكن والده المخرج الكبير أحمد بدرخان كان يرى فيه حلم المستقبل في استكمال مسيرة العائلة السينمائية مما جعله يدخل المعهد العالي للسينما.
 

المخرج الكبيرعلي بدرخان

تأثير النكسة على بدرخان 

 
"دفعة النكسة" لقب صادف أن يرافق علي بدرخان في بداية رحلته السينمائية حدث النكسة 1967، حيث تخرج في معهد السينما في العام المشئوم، الأمر الذي قضى على أحلام  البعض من أبناء جيله الذين لم يستطيعون تقبل مرارة الهزيمة، لكن بدرخان كان لديه نظرة مختلفة حيث قدم قراءة لتلك المرحلة قبل وبعد النكسة في عددًا من أفلامه أبرزها: "العصفور"، :"الكرنك".
 

الشخصية المصرية في عيون علي بدرخان بعد حرب 1973 

 

ينتقل علي بدرخان لمرحلة جديدة في تجربته السينمائية وذلك بعد نصر أكتوبر العظيم عام 1973، ليبدأ قراءة الشخصية المصرية من منظور جديد عقب تأثير تلك الأحداث السياسية عليها والذي بلا شك يعقبه تغييرًا في الشخصية الاجتماعية كما حدث في فيلم "أهل القمة" الذي لعب بطولته الراحلان نور الشريف وسعاد حسني وكشف عن صعود بعض الطبقات الدنيا إلى القمة والأسباب الخفية في تحقيقهم ثراء فاحش في وقت قصير.
 

المخرج الكبيرعلي بدرخان

حكايات من التراث الشعبي

 

اهتم بدرخان في رحلته بتقديم صورة تشكيلية لأعمال الحارة الشعبية في التكوين المرئي على الشاشة مع اهتمامه بكافة عناصر المشروع الفني، ليقدم تجارب مختلفة ومميزة أصبحت فيما بعد من علامات السينما المصرية كما في فيلم "شفيقة ومتولي" الذي لعبت بطولته النجمة سعاد حسني والفنان الراحل أحمد زكي، والمستلهم من حدوتة شعبية شهيرة كان يتم تداولها في كافة مدن الوجه القبلي المصري وكذلك فيلم "الجوع" والذي جمع بين سعاد حسني والنجم محمود عبد العزيز، والمأخوذ من حكايات ملحمة الحرافيش الشهيرة.
 

المخرج الكبيرعلي بدرخان

زواجه من سعاد حسني 

 


المخرج الكبيرعلي بدرخان والفنانة الراحلة سعاد حسني

في أحد لقاءاته الإذاعية، تحدث بدرخان مؤكدًا أنه قبل زواجه من سعاد حسني لم يكن يشاهد أعمالها جيدًا، وعلى الرغم من أن هذا التصريح ربما يكون صادمًا لكن في نفس الوقت لا ينفي "شراكة الحب والنجاح" التي جمعت بينه وبين الراحلة وكللت بكثير من الأعمال السينمائية الناجحة كان آخرها: الراعي والنساء، سبق ذلك العديد من المشروعات الهامة منها: الجوع، الكرنك، شفيقة ومتولي. 
 
ورغم الحب والغيرة العاطفية التي جمعت بينه وبين الراحلة سعاد حسني، انتهت زيجتهما بالانفصال بعد 11 عامًا من الزواج. 
 

المخرج الكبيرعلي بدرخان والفنانة الراحلة سعاد حسني
 
خلال أحد لقاءاته التلفزيونية مع الإعلامية بوسي شلبي تحدث المخرج الكبير عن أحوال صناعة السينما وعلاقته بأفضل الممثلين الذين عمل، وجاءت تصريحاته كالتالي:
 

- لا يوجد مخرج يعيد أمجاد الآخر، الجمهور يذهب إلى النجم عادةً، فنحن نقدم  سلعة ثقافية الممثل فيها رقم واحد وهو الذي ينقل إبداع كل فريق العمل خلف الشاشة وأنا لست ضد هذا الأمر.
 
- من وجهة نظري المخرج "المستغل الأعظم" لأنه ليس المبدع الوحيد في الفيلم فهناك "مهندس الديكور والمونتير والمؤلف الموسيقى" فهو يوظف تلك العناصر مع بعضها البعض،  وفي النهاية يأخذ الكريديت. 
 
- سعاد حسني واحدة من المبدعين أمام الكاميرا وأحمد زكي ونور الشريف وهناك ممثل مبدع في ذاته الداخلية، ويعمل على الدور مع نفسه، فمن الممكن أن يفتح لي طريقًا ومسارًا مختلفًا في الإخراج، وهذا كان يحدث مع هؤلاء النجوم فيصبح النجاح جماعي.
 
- أنا ممثل ضعيف جدًا لذلك لم أفكر في تلك التجربة، لكن من الممكن أوجه الممثل كويس، ومن خلال شغلي فهمت ليه لأني مهتم أكتر بالصورة.
 
- ولادي أجمل حاجة في حياتي، وأجمل ما في الفن الشباب الذي يحاول في وسط الظروف الصعبة، وهناك شباب كثر اتخرجوا من المعهد تركوا بصمات في السينما والتلفزيون 
 
- الفن عليه دور يعيد ويؤهل عقلية المواطن أنه يطور وضعه ومجتمعه ولكن ليس شرطًا أن تكون كل السينما بنفس النوعية، ولست ضد أن تكون السينما متعة فأنا لا أذهب إليها حتى أتثقف لكن لا يضر أن يكون هناك قيمة إنسانية بجانب ذلك.
 
- كل فيلم في رحلتي له بصمة بناءً على ما يحمله من رؤية وكلًا منهم مختلف عن الآخر. 
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة