في عالم يتسابق فيه الجميع نحو مراكز الإنتاج والتمويل والانتشار، تظل "سينما الجنوب" هي الذاكرة البصرية الحية للهامش، وهي اللغة التي تنبض بروح الأرض والناس، هذه السينما، التي خرجت من رحم المعاناة لتصبح نافذة على الحقيقة، ليست حكرًا على مكان، بل هي ظاهرة عالمية حملت توقيع المبدعين من أمريكا اللاتينية إلى جنوب شرق آسيا، ومن إيران إلى جنوب القارة الإفريقية، وقدّمت للعالم تجارب سينمائية أصيلة، عكست قضايا التحرر والهوية والعدالة، بعيدًا عن سطوة الأضواء البراقة والميزانيات الضخمة.
موضوعات مقترحة
موعد انطلاق المهرجان
في هذا السياق، تبرز أهمية تجربة "أيام قنا السينمائية"، التي تُطلق دورتها الثانية خلال الفترة من 8 إلى 12 مايو 2025، بمدينة قنا جنوب مصر، تحت شعار "الإبداع يبدأ من الجنوب"، ليس فقط باعتباره عنوانًا بل قناعة حقيقية بأن الجنوب المصري – وتحديدًا صعيده – يحمل موروثًا إنسانيًا وثقافيًا وسرديًا لم يُستثمر كما يجب في السينما المصرية حتى الآن.
وقال حمادة الأزهرى، مدير فعاليات الدورة الثانية من أيام قنا، إن الدورة تحمل اسم المخرج الراحل رضوان الكاشف، ابن الجنوب، الذي يُعد من أبرز رموز السينما الواقعية في مصر، وتكريمًا له تُخصّص الفعالية للاحتفاء بسينما الجنوب التي عبّر عنها الكاشف ببراعة في أفلامه، وجعل منها مرآة للناس البسطاء، لأحلامهم وصراعاتهم وأصواتهم التي لم تكن تُسمع في أفلام المركز.
وأضاف "الأزهري" تشهد الفعالية هذا العام مشاركة واسعة من صناع السينما الشباب من مختلف محافظات الصعيد، إلى جانب باقة من البرامج
والأنشطة والورش التدريبية
أيام قنا السينمائية
ولا تعد فعالية "أيام قنا السينمائية" مهرجانا فنيا، بل مشروعا ثقافيا وتنمويا تتبناه مؤسسة ابن دقيق العيد للتنمية المستدامة، وهي مؤسسة أهلية مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي وتعمل على تطوير المجتمع المحلي.
يذكر أن "أيام قنا السينمائية" تعتبر دعوة مفتوحة إلى السينمائيين والنقاد والمهتمين بالفنون والجمهور العام، للحضور والمشاركة والانخراط في تجربة فنية وإنسانية، إذ تصبح الكاميرا امتدادًا لصوت الجنوب الذي يعتبر منصة تنظر منها مصر إلى العالم.
أيام قنا السينمائية
أيام قنا السينمائية