في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه مجتمعاتنا، تأتي مبادرة اليوم بتخريج الدفعة الثانية من أئمة وزارة الأوقاف من الأكاديمية العسكرية المصرية كخطوة إستراتيجية نحو تعزيز الخطاب الديني الواعي والمتوازن، وهو الأمر الذي طالما دعا له السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي.. إنها مبادرة رئاسية جديدة سباقة في تشبيك الشراكات الوطنية لإعداد جيل من "الدعاة الوطنيين".
موضوعات مقترحة
هذا البرنامج التدريبي المتكامل لا يقتصر على تلقي الأئمة العلوم الشرعية والفقهية فحسب، بل يهدف إلى بناء شخصية الداعية القادر على الربط بين تعاليم الدين الحنيف وقيم المواطنة والانتماء الوطني.
جاء ذلك من خلال اختيار وإعداد الأئمة في بيئة تجمع بين الانضباط "الأكاديمية العسكرية" والمعرفة الدينية "خريجي الأزهر الشريف" بما يسهم في تكوين دعاة متسلحين بالعلم الديني الصحيح ويتمتعون بالوعي الكامل للتحديات التي تواجه المجتمع، ويكونون قادرين على التصدي للفكر المتطرف والغلو، ونشر قيم التسامح والاعتدال.
رسائل اليوم التي جاءت في كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الأوقاف ومدير الأكاديمية العسكرية، وفي اختيار المشروع البحثي الذي يتناول نموذج الإمام جلال الدين السيوطي، عكست هذا النهج الذي يعزز من قدرة الأئمة على التواصل الفعّال مع مختلف شرائح المجتمع، مما يساهم في بناء مجتمع متماسك ومحصن ضد الأفكار الهدامة.
ومن أبرز تلك الرسائل:
1. دعاة الوطن في قلب الأكاديمية
من صرح يخرج "خير جنود الأرض" يخرج اليوم "خير دعاة الأمة"، بلا إفراط ولا تفريط، أئمة على قدر الوطن، وخطاب ديني يبني العقول ويحمي النفوس، باختيار من بين المرشحين وتأهيل أفرز شبابا واعيا، يتخذ من أسباب العلم واللغة والثقافة والرياضة ما يكمل به التأهيل الديني الرفيع الذي يتلقاه من الأزهر الشريف.
2. اختيار الإمام جلال الدين السيوطي نموذجا للمشروع البحثي
يظهر التقدير للعالم الموسوعي الذي أطلق عليه أنه كان أمةً وحده بأكثر من 1000 مؤلف، وتجديد في كل ميدان… السيوطي هو النموذج الذي ألهم أئمتنا… علما غزيرا، وتأثيرا في البيئة والمجتمع، اختيار الإمام المجدد والعالم الفقيه يعكس وعيا بدور الأئمة في بناء المجتمع وأن الدين مكون رئيسي في بناء الشخصية المصرية، ليكون شعار" شعب متدين بطبعه" نموذجا تطبيقيا واقعيا متكاملا وليس شعارا للتندر.
3. لأن الدعوة علم ونَفَس وفهم للناس
تلقى شباب الأئمة تدريبًا على يد علماء النفس والاجتماع والإعلام، ليكونوا أقرب للناس، وأقدر على فهمهم، وأكثر فاعلية في فنون الاتصال… فالداعية اليوم لا يخطب فقط، بل يداوي ويُصلح ويبني.
4. الرياضة والتغذية لأئمة أصحاء في الجسد والعقل
حرص الرئيس علي شرح تفاصيل الاهتمام بإعداد الأئمة في أكاديمية، بصورة متكاملة لا يُهمَل الجسد ولا الروح، وتتضمن برامج رياضية وتغذية صحية، لأن خطيب المسجد وإمامه لا بد أن يكون قدوة للشباب في كل شيء.
5. خطاب ديني جديد يربط الدين بالوطن والواقع
ظهر شباب الدعاة في صورة فاخرة حاملين علم الأزهر، لكنهم مدرَّبون على ربط الشرع بالواقع يعرفون قيمة الوطن، ويخاطبون الشباب بلغة اليوم، وهو ما ظهر من مظهرهم والتزامهم وحركتهم الجماعية ومن اللغات التي يتقنها أغلبهم وقدم أحد الخريجين توصيات البحث باللغة الإنجليزية بإتقان.
6. دعاة يحمون العقول من التطرف والانحراف
هم خط الدفاع الأول في معركة الوعي، أئمة لا يخشون المواجهة، ويعرفون أن الإرهاب يبدأ من الكلمة فيوقفونه بالفكر والحكمة، دعاة يعلمون خطورة الانحراف والإلحاد بنفس القدر، ويقدرون مسئولية أنهم ورثة الأنبياء في حمل رسالة الإيمان، فينبغي أن يجمعوا من أسباب العلم ما يجيبون به علي تساؤلات الشباب ولا يتركونهن فريسة الحيرة.
7. منابر المساجد تحتاج رجالًا بهذا الوعي
ليس كل من اعتلى منبرًا كان إمامًا، لكنهم اليوم يصعدون وهم مسلحون بالعلم، والإدراك، والانتماء وفهم رسالة مهام العالم والداعية في مجال التحصين والبناء، قوة شخصيتهم ظهرت في تقديم دفوع المشروع البحثي وفصوله ونتائجه بثقة وإتقان.
8-إمام بفكر وطني وقلب واع
لا نكتفي بما تلقاه الدعاة من دروس الفقه والسيرة والعلوم الشرعية الرئيسية، بل بما يصقل الشخصية ويزرع الانضباط، ويبنى الثقة، ويحمى العقل من الغلو والتفريط، ليكونوا مؤهلين لقيادة الفكر الديني للمواطن الذي يعتمد علي الأئمة كمرجعيّة دينية.
9- من أهم الرسائل اليوم أن الإمام قدوة في المسجد والشارع والمدرسة هو الذي يسمعه الناس يوم الجمعة، يصدقونه لذلك يتم إعداده وفقاً للتأهيل المتكامل ليكون قدوة سلوكًا ومظهرًا وعلمًا.. حيث تحدث السيد الرئيس عن ترشيد المياه والكهرباء ودور الإمام في تطوير مجتمعه وأن الجامع له دور تربوي وتعليمي، واقترح السيد الرئيس أيضا أن يتم التفكير في كيفية الاستفادة من المساجد في فصول تعليمية في غير أوقات الصلاة".
10. هذه ليست مجرد دفعة أئمة للأوقاف… هذا مستقبل مصر الواعي، رسالة بزوغ شمس جيل جديد من دعاة كل واحد منهم صوتٌ ضد الغلو، ودرعٌ ضد الجهل، وتعزيز للهوية الوطنية وأمل في أن يبقى الدين كما أراده الله: رحمة، وبناء، وعقل.