سهير حسن:رغم رفض طلبى... لكن يكفينى قول الوزير: "إحنا بنشتغل علشانكم"
موضوعات مقترحة
د.محمد العقبى: وزارة التضامن عرضت عليها التكفل بكل بضائع وتجهيزات محل صغير
د.مايا مرسى احتضنتنى كأنها تعرفنى من زمان
جلسة طويلة استمرت لساعات حضرتها الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي داخل قاعة الخطة والموازنة بمقر مجلس النواب القديم في شارع قصر العيني بوسط القاهرة لمناقشة ميزانية الوزارة وبنودها وكل تفاصيلها، والرد على استفسارات النواب أعضاء اللجنة، بعدها خرجت وزيرة التضامن من القاعة منهكة من كثرة المناقشات، وبينما كانت تسير في ردهات مجلس النواب وسط طاقم مكتبها وأفراد الحراسة والتأمين وصل إلى مسامعها صوت نسائي على استحياء من الخلف يقول: "سيادة الوزيرة كان لي طلب عند حضرتك!".
الصوت النسائي باغت وزيرة التضامن أمام الأسانسير وهي في طريقها لمغادرة المجلس للحاق باجتماع آخر مهم يخص عمل الوزارة، وسريعاً قررت وزيرة التضامن الاستجابة لنداء السيدة سهير حسن، وعادت إليها حيث تقف في منتصف الممر، ووجدت السيدة البسيطة نفسها وجهاً لوجه أمام الوزيرة، فأعادت جملتها: "أنا كان لي طلب عند سيادتك.. وآسفة إذا كنت عطلتك".
د.مايا مرسى مع السيدة سهير حسن
الدكتورة مايا مرسي ابتسمت في وجه عاملة المجلس، بل واحتضنتها كأنها صديقتها منذ زمن وقالت لها: "تحت أمرك طبعاً.. أنا رجعت علشانك.. وإحنا بنشتغل علشانكم.. محتاجة إيه؟!".
بقية الحكاية ترويها السيدة سهير حسن لـ «الشباب»، تقول: هذه أول مرة في حياتي أرى الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، لم تجمعني بها سابق معرفة من قريب أو بعيد قبل ذلك رغم عملي في مجلس النواب منذ 8 سنوات، لكن بصراحة الوزيرة متواضعة جداً وفوجئت برد فعلها عندما قلت لها: لي طلب عند سيادتك، فلم تفكر ووجدتها تتوجه نحوي وتسألني بود وحب ماذا أريد.
د.مايا مرسى مع السيدة سهير حسن
وأضافت عاملة مجلس النواب أنها شعرت بالحرج من ذوق وزيرة التضامن، فلم ترد أن تعطلها كثيراً، فقالت لها: إن الموضوع يحتاج إلى شرح، فطلبت الوزيرة اسمها ورقم تليفونها ودونته بنفسها في ورقة، ثم قالت للسيدة البسيطة: الوزارة ستتواصل معك وأي شيء يمكن أن نقدمه لك لن نتأخر عليك، وسيحقق في الحال، ثم انصرفت الوزيرة بعد أن شددت على مساعديها التواصل مع السيدة سهير حسن وبحث طلبها.
د.مايا مرسى مع السيدة سهير حسن
"كشك في الشارع"، كان هذا مطلب عاملة مجلس النواب من وزارة التضامن الاجتماعي عندما تواصلوا معها في اليوم التالي للقاء الوزيرة، فبعد فترة ليست طويلة سينتقل مجلس النواب إلى مقره بالعاصمة الإدارية الجديدة، ونظراً لظروف سهير حسن الصحية ومقر إقامتها بحي السيدة زينب المجاور لمقر المجلس الحالي، سيكون صعباً عليها الانتقال لمسافة أبعد بكثير لمقر المجلس الجديد، خاصة أن أولادها الثلاثة يحتاجون لرعايتها وكذلك زوجها المُسن الذي يجلس في البيت، فلن تستطيع أن تنتقل مع المجلس، لذلك تبحث عن باب رزق جديد يساعدها ويعينها على أعباء ومتطلبات الحياة والبيت، خاصة أنها العائل الوحيد لأسرتها.
د.محمد العقبى
«مجلة الشباب» علمت من د.محمد العقبي مساعد وزيرة التضامن للاتصال الاستراتيجي، أنه رغم اهتمام وزارة التضامن بطلب السيدة سهير حسن، ومتابعة الوزيرة شخصياً لطلبها، إلا أن الوزارة لم تستطع تلبية الطلب، أولاً لأن الطلب ليس من دائرة اختصاص وزارة التضامن الاجتماعي فهو يتبع محافظة القاهرة، ثانياً لأن تراخيص إقامة الأكشاك بالشوارع متوقف منذ سنوات عدة بالمحافظة، فيعتبر هذا الطلب مخالف الآن لقرارات المحافظة وسياستها، لكن العقبي أشار إلى أن وزارة التضامن عرضت على السيدة سهير حسن بدائل للعمل، منها مثلاً أن تفتتح محلاً صغيراً وتتكفل الوزارة بدعمه بالبضائع والتجهيزات التي يحتاجها.
سيدة مجلس النواب البسيطة أكدت أن الوزارة طرحت لها بدائل بدلاً من فكرة الكشك الذي يتنافى مع سياسات محافظة القاهرة اليوم، كدعمها بالبضائع في حال وجود محل حتى لو كان صغيراً، لكن سهير حسن تقول: أقل محل الآن يحتاج ما بين 5 إلى 7 آلاف جنيه شهرياً لتأجيره، وهو ما لا أستطيعه نظراً لظروفي الاقتصادية الصعبة.
عاملة مجلس النواب اختتمت حديثها بشكر وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة مايا مرسي، قائلة: نعم لم يتحقق طلبي وأنا متفهمة جداً هذا، لكن يكفيني بكل صدق موقف الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن ووقوفها لتسمعني رغم كل مشاغلها وخروجها من جلسة طويلة بقاعة الموازنة، أتمنى من الله أن أجد باب رزق جديد، وأن يجبر بخاطر الدكتورة مايا مرسي كما جبرت بخاطري، الناس في بلدنا بسيطة وجميلة وطيبة أقل حاجة تفرحهم وتسعدهم، الناس تشعر وتفهم بجد إذا كان المسئول يفعل الخدمة من قلبه أم لأنها مفروضة عليه في إطار وظيفته وعمله... فجبر الخواطر على الله.