الكثير منا شاهد طائرات تطير على ارتفاعات عالية في مسارات محددة ينطلق خلفها خطان من الرش الجوي فضي اللون، ينتشر مع مرور الوقت، وتبقى منه غيوم لعدة ساعات ثم تخلف وراءها سحبًا عندما تكون معدلات الرطوبة معتدلة، إلى أن تتلاشى في الفضاء.
بدأت هذه الظاهرة للطائرات فائقة الارتفاع، منذ أكثر من 30 عامًا، حيث تترك وراءها ممرات دخانية، من وقت لآخر، وما زالت تنفث هذه الطائرات وراءها مواد كيميائية في خطين متوازيين، ناتجة عن إطلاق موادَّ كيميائية، وهي مواد لا نشاهدها في الطائرات العادية، وهي عبارة عن غاز كيميائي يطلق عليه "الكيمتريل - contrail"، والغرض من إطلاقه غامض، حيث لم تفصح الجهات المسئولة عن هذه الظاهرة وهي أمريكية، فقط أفادت أن الهدف منه إدارة الإشعاع الشمسي والسيطرة على تفاعلات وتعديل الطقس، إلا أن علماء وخبراء رسميين وغير رسميين في الولايات المتحدة وأوروبا، أعلنوا أن عمليات إطلاق هذا الغاز ضارة بالصحة العامة والغلاف الجوي.
تقول محركات البحث، إن أول ظهور للكيمتريل، كان عام 1996، وهذا الاسم يتألف من مقطعين اثنين هما: Chem أي مواد كيماوية، و trail أي الأثر، وهي اختصار لـ "chemical trail"، ووصفه البعض بأنه غيوم الموت، وآخرون قالوا إن هذه خطوط الغموض الدخانية قد تسبب أمراضًا بالجهاز التنفسي ومشكلات صحية أخرى، والبعض الآخر يقول إنها من أجل السيطرة على أدمغة البشر، بينما يرى آخرون أنها وسيلة للحكومة للسيطرة على الطقس، وأدى استخدامها إلى تعريض مئات الآلاف من الأشخاص لكبريتيد الزنك مع الكادميوم.
خبيرة أمريكية عملت بسلاح الجو الأمريكي لمدة 18 عامًا، الباحثة "كريستين ميجان - Whistleblower" المسئولة عن الإبلاغ عن المخالفات، أطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا، إنذارًا بشأن الهندسة البيولوجية، تقول: "سمعت ما يعرفه الكثير حول مصطلح "الكيمتريل"، كان هناك برنامج يسمى "تعديل الطقس باستخدام مواد خطرة في الغلاف الجوي"، واعتقدت أن هذا جنون، ولماذا نفعل شيئًا كهذا، وأدركت أن هذا الأمر يخرج من مكتبي مباشرة، باعتباري كنت أحد الأشخاص الذين يصادقون على إنتاج هذه المواد الكيميائية، فلماذا نقوم بمثل هذا الفعل".
وأضافت: "قمت بأخذ العينات لإجراء التحقيقات والفحص، ونبهت الجميع وخرجت.. والآن أنا أستخدم خبرتي ومؤهلاتي ومبادئي التي أقسمت عليها لمساعدة الناس، وتوصلت إلى مخاطر هذا الغاز، وأدركت الحقيقة الآن وتم الاعتراف بها علنًا، هناك أشكال متعددة من تعديل الطقس، لقد اكتشفت على وجه التحديد واحدة من حقن الستراتوسفير "الهباء الجوي"، بشكل جماعي حول العالم، وعلينا أن نفهم أنه يتم الآن التوافق عليه، حيث يقولون إنها تكافح تغير المناخ، بينما المناخ الذي يجب أن نقلق بشأنه هو من صنع الإنسان".
وتضيف: "هي جسيمات معدنية فائقة الصغر، كما لو كان لدينا كبريتات مختلفة، والباريوم، والأسترونشيوم، وأعلم أنهم يستخدمونها لأشياء معينة بكميات معينة، لكن الغريب هو الكميات التي رأيتها تأتي والشكل هو نفس المواد التي كنت أحاول تركيبها، واستبدالها بمواد أكثر أمانًا، وكانت المعلومات الأساسية ناقصة، وكنت أسأل وأستفسر، وتوصلت إلى معلومات شيطانية، وأدركت أنني علمت شيئًا لم يراد أن أصل إليه.. وهو أنني علمت أنني وجدت شيئًا لم يكن في الحسبان، ولم يكن لي أن أعرفه، هذا جنون، لذا فإن هذه المعادن السامة بشكل أساسي للبشر، فإنها تدخل في الطعام، وتتسلل إلى التربة وإلى محطات معالجة المياه، والصرف الصحي"، وتوضح: "لدينا في الولايات المتحدة، ولايات حظرت هذه المادة السامة "الكيمتريل"، لكن الناس يحتاجون إلى اليقظة، والوعي بخطورتها وزيادة كمياتها الهائلة، وهناك زيادة هائلة في مشكلات الجهاز العصبي.
ظهر مصطلح "كيمتريل" في مشروع قانون عام 2001 بالولايات المتحدة، قدمه السياسي دينيس كوسينيتش أمام الكونغرس، حيث وصف فيه بأن الكيمتريل سلاح يتسم بالغرابة، لكن قوبل هذا المشروع بالرفض ولم يتم ذكره بعد ذلك.
جمعية "سكاي ووتش" الأمريكية بكاليفورنيا، أطلقت عريضة ذكرت فيها استنكارها لاستعمال هذه المادة، كما قامت منظمة "كاكتوس" بتكريس جهودها لوقف عمليات الرش المستمرة.
العواصم الأوروبية أيضًا يشككون، في 8 ديسمبر عام 2000 بكندا، وجه طلبًا لتيري ستيوارت مدير التخطيط والبيئة بمطار فيكتوريا الدولي، يستفسر منه حول أشكال غريبة من الدوائر والشبكات والنسيج الدخاني فوق عاصمة كولومبيا، رد قائلاً: "هذه مناورة عسكرية للقوات الجوية الكندية والأمريكية، فهم لا يريدون توضيحًا أكثر".
في يوليو 2004 بألمانيا، وجهت مونيكا غريفاهن وزيرة البيئة السابقة في سكسونيا السفلى رسالة للنشطاء المكافحين لهذا الغاز قائلة: "أشاطركم القلق خاصة حول استخدام سبائك من الألومنيوم أو الباريوم والتي تتكون من مواد سامة هدفها التلاعب بالمناخ.
في يناير 2006 بإيطاليا، استدعى أنطونيو دي بيارتو النائب الأوروبي والوزير السابق للبنى التحتية في حكومة رومانو برودي بقناة إيطاليا، لتقديم رد واضح حول تحليق طائرات في سماء إيطاليا، تاركة آثارًا من المواد الكيميائية المكونة من المعادن الثقيلة، فرد قائلاً: "هذه مشكلة أكثر تعقيدًا.. مساحات الطيران ومواقعنا البحرية والبرية لا تزال محتلة إلى اليوم من قبل كتائب عسكرية غير إيطالية".. ما زال الغموض يحجب المعرفة حول حقيقة الكيمتريل، فهل أحد خبرائنا يفيدنا عن حقيقة هذا الغاز الغامض، والمتهم حتى لو ثبتت براءته..
[email protected]