قيادة جيش الاحتلال تفاجأت بقرار نتنياهو تعيين رئيس جديد للشاباك واستقبلت الإعلان باستهجان | وزير خارجية إيران: لدينا القدرة على صنع سلاح نووي ولكن ليس لدينا الرغبة | حماس: نحذر من محاولات إسرائيل إقامة معسكرات اعتقال بجنوب غزة تحت غطاء المساعدات | مايسة عطوة: احتفالية" أسرتي- قوتي" تؤكد أن قوة مصر الحقيقية تنبع من احتضانها لأبنائها من ذوي الهمم | قيادى بالجبهة الوطنية: مشروع مستقبل مصر رؤية استراتيجية تتحقق على أرض الواقع بدعم القيادة وإرادة الشعب | هند رشاد: افتتاح مشروع مستقبل مصر خطوة تؤكد جدية الدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحفيز الاستثمار الوطني | عمرو أدهم: مجلس الزمالك بذل مجهودًا كبيرًا في رفع إيقاف القيد | أسطورة ليفربول: أتوقع نجاح محمد صلاح في تحطيم مزيد من الأرقام القياسية | حماة الوطن يدرب أعضاءه على استخدام الذكاء الاصطناعي للتواصل بالانتخابات.. ربيع: مهم في العملية الانتخابية|صور | مشاركة طلابية كبيرة بماراثون الأكاديمية البحرية ببورفؤاد |

ترامب لا يحب جنيف

21-4-2025 | 17:30

هل ولى زمن العاصمة السويسرية جنيف صاحبة السمعة والصيت في المحادثات السياسية المعقدة بين الأطراف، وكمركز لأهم المنظمات الدولية.

كان العالم يقف على أصابعه إذا ما توجه الخصوم السياسيون إلى جنيف لطرح الحلول وتقريب وجهات النظر أو الظفر بصفقة، ومخاوف عودتهم من دون وفاق. 

وكانت الخفايا هناك مذهلة، ولسنوات ظلت جنيف العاصمة المفضلة للمحادثات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي، والتي بدأت منذ أكثر من عشرين عامًا.

ولا أعرف هل هذا من منشآت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في استعراض نظراته وتفضيلاته في بلاده وفي العالم، أم من ميراث الخارجية الأمريكية أم من باب تغيير العتبات. 

هل العالم تغير ولم يعد الكبار في حاجة إلى جنيف وانضباطها ودقة ساعاتها التاريخية.
 
لقد اعتاد ترامب التغيير، ليس الأمر مفاجئًا، فقد بدأت تباشيره منذ رئاسته الأولى، وكانت محادثاته لأول مرة والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في شهر يونيو 2018 في سنغافورة، ثم في هانوي عاصمة فيتنام في 2019. وعرف ترامب أن الرئيس كيم حضر من عاصمة بلاده بيونج يانج بالقطار عبر رحلة رهيبة في أرض الصين الشاسعة، ثم إلى فيتنام، فعرض عليه أن يوصله إلى باب بيته بالطائرة الرئاسية الأمريكية في ساعتين فقط. 

وكان اللقاء الثالث بينهما في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين.
 
هذه السنة ولم يمض منها سوى أقل من أربعة أشهر لم تجذب جنيف الكثير من محادثات الأضداد، ولكن إذا ما قرأنا الملف الأمريكي الإيراني، والذي عرف جنيف دهرًا، سرًا وعلنًا، فقد فوجئنا بمحادثات مسقط في سلطنة عمان، وأخيرًا محادثات مقر السفارة العمانية في روما. 

ربما استبعاد جنيف كان جزءًا من خطة أمريكية لاستبعاد أوروبا من التفاوض حول الملف النووي الإيراني، وتحويل دول أوروبا إلى مراقبين بل ومتفرجين.

هم الذين بدؤا محادثات مع إيران قبل تنصيب ترامب واستلام مفاتيح البيت الأبيض بأيام معدودات، أجروها في جنيف، ووصفتها طهران بالبناءة.

وهكذا فإن عواصم أوروبا ليست عالقة فقط في فخ الرسوم الجمركية الأمريكية، لكنها أيضًا مستبعدة من مفاوضات نووية مع إيران، باشرتها منذ أكثر من عشرين عامًا.  

أما المحادثات الأمريكية الروسية، من أجل إيقاف الحرب في أوكرانيا، فجاءت على مستوى كبار المسئولين، فقد استضافتها الرياض في شهر فبراير الماضي، وليست جنيف، وأخذهم السعوديون إلى الدرعية في إشارة إلى عراقة الدولة، وأضحت الرياض وليست جنيف عاصمة صنع سلام بين القوتين الأعظم. 

وسيكون لقاء ترامب وبوتين الأول قريبًا جدًا وفي الرياض أيضًا، حسب تصريحات الجانبين، بينما ذهبت معظم الترجيحات إلى جنيف وبودابست، وقالت تقارير إن الخشية من اعتقال الرئيس بوتين وراء استبعاد جنيف، مع ملكية الحكومة السويسرية صلاحيات منح استثناءات، بينما انسحبت بودابست من نظام روما الأساسي ولن تعتقل أحدًا.

التقى ترامب في رئاسته الاولى مع الرئيس بوتين مرات عدة في هامبورج بألمانيا، وفي فيتنام، أما المحادثات المطولة فقد كانت في هلسنكي سنة 2018 ثم بشكل غير رسمي في بيونس أيرس بالأرجنتين.. بينما الرئيس جو بايدن كان في جنيف بشكل تلقائي لمحادثات مع بوتين في صيف 2021.

هل نصل إلى نتيجة بأن ترامب لا يحب جنيف التي تربح كثيرًا ولا تدفع، هي عاصمة الدبلوماسية الدولية التي يسحب من تحت أقدامها البساط، ويوقف منذ أول يوم له في البيت الأبيض تمويل وكالات أممية يعمل معظمها في جنيف، مثل منظمة الصحة العالمية التي انسحب منها، هذه المنظمات والوكالات الدولية تخلت عن موظفين كانوا ينفقون بسخاء في العاصمة جنيف.

في جنيف، أتذكر لقاء الرئيس السوري حافظ الأسد والرئيس الأمريكي جيمي كارتر في 1977، وقمة الرئيس الأمريكي ريجان، والروسي جورباتشوف، ولقاء وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر ونظيره العراقي طارق عزيز في يناير 1991، والذي فشل في حث العراق على الانسحاب من الكويتو، وبعد أيام اندلعت حرب الخليج الثانية، وحسب الأستاذ محمد حسنين هيكل، فقد رفض طارق عزيز حمل "رسالة" بوش الأب إلى صدام حسين؛ "لأن لهجة الرسالة ليست مما يمكن استعماله بين الرؤساء".

لم تحتكر جنيف الدبلوماسية الدولية قطعًا، فلقد توزعت لقاءات كبرى بين عواصم عدة، من فيينا إلى مدريد إلى فانكوفر بكندا، لكنها تظل عاصمة الأمل في الشعور الجمعي العربي؛ لأن أسمها تردد كثيرًا من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط لحل القضية الفلسطينية. 

ولم يكن خطاب ياسر عرفات سوى قطعة من خطاب الأمل العربي؛ حيث جرى نقل الجلسة من مقر الأمم المتحدة بنيويوريك إلى مقرها بجنيف، سنة 1988، بعد رفض الولايات المتحدة منحه تأشيرة دخول؛ ليعلن عن مبادرة سلام جديدة.

لذلك يتخوف العالم، أو يجب أن يخيفهم رهن جنيف بخيارات ترامب العجيبة وتوجهاته الغريبة، وإصراره على تنفيذ وعوده الانتخابية حتى لو انقلب العالم رأسًا على عقب.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة