اختتم البابا فرنسيس حياته على رأس الكنيسة الكاثوليكية، في واحدة من أكثر الفترات البابوية تأثيرًا في التاريخ الحديث، تميزت بدعواته المتكررة للسلام، والإصلاح الداخلي، والانفتاح على الآخر، وذلك بعدما أعلن الفاتيكان في بيان رسمي اليوم الإثنين عن وفاته بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 88 عاما.
موضوعات مقترحة
انتخب البابا فرنسيس، واسمه الحقيقي خورخي ماريو بيرغوليو، في 13 مارس 2013، ليكون أول بابا من أمريكا اللاتينية وأول يسوعي يعتلي الكرسي .
ومنذ اللحظة الأولى، أظهر توجهًا جديدًا في أسلوب القيادة، قائمًا على التواضع والبساطة، ورافضًا مظاهر الترف التقليدية المحيطة بالمنصب البابوي.
إصلاحات داخل الفاتيكان
شهدت فترة بابوية فرنسيس إصلاحات إدارية غير مسبوقة داخل الفاتيكان، شملت إعادة هيكلة بنك الفاتيكان بهدف مكافحة الفساد وتحقيق قدر أكبر من الشفافية، إلى جانب تأسيس مجلس استشاري من الكرادلة من مختلف أنحاء العالم لتقديم المشورة في إدارة الكنيسة.
رسائل بيئية واجتماعية
في عام 2015، أصدر البابا الرسالة العامة “Laudato Si’” التي تناول فيها التغير المناخي، محذرًا من تداعياته على البشرية، وداعيًا إلى حماية البيئة والعدالة المناخية.
كما دعا مرارًا إلى دعم الفقراء والمهمشين، منتقدًا الأنظمة الاقتصادية التي تولّد الفقر والتمييز.
عمل البابا فرنسيس على تعزيز الحوار بين الأديان، وكان أبرز محطاته توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب في أبوظبي عام 2019، والتي دعت إلى السلام ونبذ العنف والتطرف باسم الدين.
مواقف إنسانية
تميزت تصريحات البابا فرنسيس بالجرأة والرحمة، وشجع على دور أكبر للمرأة، وعيّن عددًا من النساء في مناصب رفيعة داخل الفاتيكان، في خطوة غير مسبوقة.
وكانت آخر وصاياه قبل وفاته هي وقف إطلاق النار في غزة وتجنب وقوع الضحايا.
نهاية مرحلة وبداية تأثير دائم
مع مرور 12 عامًا على بداية ولايته، يُنظر إلى البابا فرنسيس كأحد أبرز الباباوات في التاريخ المعاصر قاد الكنيسة في عالم متغير، وأوصل صوت الفاتيكان إلى قضايا العصر الكبرى، من البيئة إلى حقوق الإنسان، ومن الحوار الديني إلى العدالة الاجتماعية.