تشهد واحة سيوة خلال هذه الأيام زيارة أحمد فؤاد الثاني، ملك مصر السابق، وآخر ملوك مصر من الأسرة العلوية، الذي كان طفلاً صغيرًا عندما أصبح ملكًا لمصر والسودان عشية ثورة 23 يوليو 1952م، فهو نجل الملك فاروق بن الملك فؤاد الأول بن الخديو إسماعيل بن إبراهيم بن محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة.
موضوعات مقترحة
زيارة أحمد فؤاد الثاني لمسجد سيوة الكبير نُصب أحمد فؤاد ملكًا على مصر والسودان بعد ثورة ١٩٥٢م بقرار وصاية، حيث أن عمره آنذاك لم يبلغ ستة أشهر، وظل ملكًا حتى إعلان الجمهورية في 18 يونيو ١٩٥٣م، وهو يعيش حاليًا في لوزان بسويسرا، ويزور مصر من حين لآخر.
والمفارقة أن زيارة أحمد فؤاد الثاني لواحة سيوة هذه الأيام، تأتي موافقة لمرور 97 عامًا على زيارة جده فؤاد الأول، والتي وثقها أرشيف الصحف والصور النادرة.
زيارة أحمد فؤاد الثاني لمسجد سيوة الكبير وصول الموكب الملكي
لقد شملت الرحلة الملكية التي وافقت يوم 16 أكتوبر عام 1928م، واحة سيوة ومسجد سيدي سليمان بالواحة، وقد وُزﻋت اﻟﻣﺛوﺑﺎت اﻟﻣﻟﮐﯾﺔ ﻋﻟﯽ ﻋﺎﻣﺔ أھل واﺣﺔ ﺳﯾوة ﻣﻧذ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎﮐر، وﻓﯽ ﺣواﻟﯽ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ واﻟﻧﺻف ﺻﺑﺎﺣﺎ ﺗﺣرك اﻟرﮐﺎب اﻟﻣﻟﮐﯽ ﻣن اﻟدار اﻟﻣﻟﮐﯾﺔ ﻓﯽ ﺳﯾوة إﻟﯽ ﺳرادق اﻟﺗﺷرﯾف ﻓﯽ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣرﮐز وﺳط اﺑﺗﮭﺎج وﺣﻔﺎوة ﺷﻌﺑﯾﺔ واﺳﻌﺔ اﻟﻧطﺎق.
وﺑﻌد وﺻول اﻟﻣوﮐب اﻟﻣﻟﮐﯽ ﻟﻟﺳرادق ﻋزﻓت اﻟﻣوﺳﯾﻘﯽ ﺳﻼﻣﮭﺎ اﻟﻣﻟﮐﯽ، وﺻدﺣت اﻟﮭﺟﺎﻧﺔ ﺑﺗﺣﯾﺗﮭﺎ اﻟﻌﺳﮐرﯾﺔ، وﻋرﺿت ﻋﻟﯽ اﻟﻣﻟك ﻓؤاد ﻗوة أﻗﺳﺎم اﻟﺣدود ﻋﻟﯽ اﺧﺗﻼف أﺳﻟﺣﺗﮭﺎ.
زيارة الملك فؤاد الأول لواحة سيوة وأﻟﻘﯽ ﻣدﯾر ﻣﺻﻟﺣﺔ اﻟﺣدود ﺧطﺑﺔ ﺑﺎﻟﺗﺄﺻﯾل ﻋن نفسه وﻧﺎﺋﺑﺎً ﻋن أھﺎﻟﯽ اﻟﺻﺣراء اﻟﻐرﺑﯾﺔ، ﺗﺣدث ﻓﯾﮭﺎ ﻋن ﺗطور ﻣراﻓق اﻟﺣﯾﺎة ﻓﯽ اﻟﻌﮭد اﻟﻔؤادى.
وﻓﯽ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺗﺷرﯾف، ﺗواﻟت اﻟوﻓود ﻣن أﻋﯾﺎن وﻣﺷﺎﯾﺦ ﺳﯾوة ﺑﯾن ﯾدى اﻟﻣﻟك ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﺗﺣﯾﺔ.
زيارة الملك فؤاد الأول لواحة سيوة إنشاء مسجد سيوة
توجه اﻟرﮐﺎب اﻟﻣﻟﮐﯽ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء ﻣراﺳم اﻟﺗﺷرﯾف، ﺻوب ﻣﺳﺟد ﺳﯾوة اﻟذى رﺻدت وزارة اﻷوﻗﺎف طﺑﻘﺎً ﻟﻸواﻣر اﻟﻣﻟﮐﯾﺔ ﻋﻟﯽ ﺑﻧﺎيته ﻋﺷرة آلاف ﺟﻧيها.
وﻋﻧد وﺻول اﻟرﮐﺎب، ﺗﻘدم اﻟﻣﻟك ﻓؤاد ﻓﺗﺑوأ أرﯾﮐته اﻟﻣذھﺑﺔ ﺑﯾن ﯾدى اﻟﻣﺣراب، ﻓﯽ ﺣﯾن أﻟﻘﯽ "ﺟﻌﻔر وﻟﯽ ﺑﺎﺷﺎ" وزﯾر اﻷوﻗﺎف -ﺑﺎﻟﻧﯾﺎﺑﺔ- ﺧطﺎﺑًﺎ ﺑﻟﯾﻐًﺎ ﻋن ﻋﻧﺎﯾﺔ اﻟﻣﻟك ﻓؤاد ﺑﺑث روح اﻟدﯾن اﻟﻘوﯾم ﻓﯽ ﻧﻔوس أﻣته، وﺑﺳط ﻓيه اﻟﺑﯾﺎن ﻋن ﻣﺳﺟد ﺳﯾوة وﻣﺳﺎﺣته وإﻧﺷﺎئه وﻧظﺎم ﺑﻧﺎئه، وﺧﺗم خطبته ﺑﺄﺳﻣﯽ آﯾﺎت اﻟدﻋﺎء ﻟﻟﻣﻟك ووﻟﯽ ﻋﮭده فاروق أمير الصعيد.
زيارة الملك فؤاد الأول لواحة سيوة ﺑﻌد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن ﺳﻣﺎع اﻟﺧطﺎب، أرﺳﯽ اﻟﻣﻟك ﺑواﺳطﺔ ﻣطرﻗﺔ ﻣن اﻟﻔﺿﺔ اﻟﺣﺟر اﻟﺗذﮐﺎرى ﻟﻟﻣﺳﺟد إﻟﯽ ﺟﺎﻧب اﻟﻘﺑﻟﺔ، وﺗﻘدم إﻟﯽ ﺟﻼلته ﺣﺿرة اﻟﺿﺎﺑطﯾن اﻟﻣﺷرﻓﯾن ﻋﻟﯽ ﺑﻧﺎء اﻟﻣﺳﺟد، ﺛم زار ﺿرﯾﺢ "ﺳﯾدى ﺳﻟﯾﻣﺎن" ﻣﺗﺑرﮐًﺎ.
واﺳﺗﮐﻣل اﻟرﮐﺎب اﻟﻣﻟﮐﯽ ﺳﯾره ﺑﻌد ذﻟك ﻧﺣو ﻣﮐﺎن اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯽ اﻟذى ﺳﯾُﻘﺎم ﻋﻟﯽ رابية ﺗﺷرف ﻋﻟﯽ ﺳﯾوة، ووﺿﻊ اﻟﻣﻟك ﻓؤاد ﺑﯾده ﺣﺟر اﻷﺳﺎس ﻟﻟﻣﺳﺗﺷﻔﯽ ﻓﯽ ﺣﺿور ﮐل ﻣن "ﺷﺎھﯾن ﺑﺎﺷﺎ" وﮐﯾل وزارة اﻟداﺧﻟﯾﺔ ﻟﻟﺷﺋون اﻟﺻﺣﯾﺔ وطﺑﯾب ﺳﯾوة.
زيارة الملك فؤاد الأول لواحة سيوة زيارة أطلال معبد آمون
ﺗوج اﻟﻣوﮐب اﻟﻣﻟﮐﯽ إﻟﯽ ﻗرﯾﺔ أﻏورﻣﯾل ( أﻏورﻣﯽ ﺣﺎﻟﯾﺎ) ﻋﻟﯽ ﻣدى ٣ ﮐم ﻣن ﺳﯾوة ﺣﯾث أطﻼل "ﻣﻌﺑد أﻣون" و"ﻋﯾن اﻟﺣﻣﺎم" اﻟﻘرﯾﺑﺔ منه، وإﻟﯽ ﺟﺎﻧب ﺗﻟك اﻟﻌﯾن رﻓﻊ أﺣد ﺷﯾوخ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺳرادق ﺗﻘوم ﻓﯽ ﺻدره أرﯾﮐﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻓدﺧله اﻟﻣﻟك, وھﻧﺎﻟك أﺧذ اﻷﺛرى اﻟدﮐﺗور "ﺑراﺗﺷﯾﺎ" (ﻣدﯾراﻟﻣﺗﺣف اﻟروﻣﺎﻧﯽ ﺑﺎﻷﺳﮐﻧدرﯾﺔ) ﯾﺷرح ﻟﻟﻣﻟك ﺣدﯾث ﻣﻌﺑود أﻣون واﺷﺗﮭﺎر ﺳﯾوة ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣﮭﺑط وﺣﯽ ھذا اﻟﻣﻌﺑود ﺛم اﺳﺗطرد إﻟﯽ اﻷﺳﮐﻧدر اﻷﮐﺑر وﺣدﯾث قدومه إﻟﯽ ﺳﯾوة.
وﺑﻌدھﺎ ﺗوجه اﻟﻣوﮐب إﻟﯽ أطﻼل ﻣﻌﺑد أﻣون, ﻓﺎرﺗﻘﯽ إليه اﻟﻣﻟك وﺗﻔﻘد ﻣﻌﺎﻟمه.
زيارة الملك فؤاد الأول لواحة سيوة اﻋﺗﻟﯽ اﻟﻣﻟك ﺳﯾﺎرته ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء زﯾﺎة ﻣﻌﺑد أﻣون وﺗوجه ﻟزﯾﺎرة زﻋﯾم اﻟﺷرﻗﯾﯾن اﻟﺷﯾﺦ "ﺻﺎﻟﺢ ﺳﻌﯾد" ﻓﯽ ﺑﺳﺗﺎنه ﺛم ﺗوجه إﻟﯽ ﺑﺳﺗﺎن زﻋﯾم اﻟﻐرﺑﯾﯾن اﻟﺷﯾﺦ "أﺑو ﺑﮐر ﻣﺣﻣد راﺟﺢ" ﻟزﯾﺎرته، وﻗد أﺳداھﻣﺎ اﻟﻣﻟك ھﻣﺎ وﻣن ﺣوﻟﮭﻣﺎ ﻣن اﻟﺷﯾوخ واﻷﻋﯾﺎن ﺑﺎﻟﺣﮐم واﻟﻧﺻﺎﺋﺢ.
ﻋﺎد اﻟرﮐﺎب اﻟﻣﻟﮐﯽ ﺑﻌد اﻧﺗﮭﺎء ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟزﯾﺎرة اﻟﯾوﻣﻲ إﻟﯽ اﻟدار اﻟﻣﻟﮐﯾﺔ ﺑﺳﯾوة ﻓﯽ ﺣواﻟﯽ اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﻌﺎﺷرة واﻟﻧﺻف ﺻﺑﺎﺣﺎً.
زيارة الملك فؤاد الأول لواحة سيوة مائدة الملك وحلقات الذكر
وﻓﯽ اﻟﻣﺳﺎء ﻣدت اﻟﻣوائد اﻟﻣﻟﮐﯾﺔ ﻟﺷﯾوخ ﺳﯾوة وأﻋﯾﺎﻧﮭﺎ ووزﻋت ﻟﺣوم اﻟذﺑﺎﺋﺢ ﻋﻟﯽ ﻓﻘراﺋﮭﺎ.
ﻓﯽ اﻟﻟﯾل ﻋﻘدت ﻓﯽ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﻟﮐﯾﺔ ﺣﻟﻘﺎت اﻟذﮐر ﻋﻟﯽ إﯾﻘﺎع اﻟﺻﻧوج ﻣن رﺟﺎل اﻟطرق اﻟﺻوﻓﯾﺔ اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ واﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﻌروﺳﯾﺔ، وأﻋﯾدت اﻷﻟﻌﺎب اﻟﻧﺎرﯾﺔ ورأى أھل ﺳﯾوة ﻷول ﻋﮭدھم ﻓﯽ ھﺎﺗﯾن اﻟﻟﯾﻟﺗﯾن ﻣﻧﺎظر اﻟﺻور اﻟﻣﺗﺣرﮐﺔ، وﺑﻌد ﺣﻔﻟﺔ اﻟﺻور اﻟﻣﺗﺣرﮐﺔ اﺳﺗﻣﻌوا إﻟﯽ أﻟﺣﺎن اﻟرادﯾو ﺻﺎدرة ﻣن أﻧﺣﺎء أوروﺑﺎ.
زيارة الملك فؤاد الأول لواحة سيوة وفى الصور التي بأيدينا، يظهر الملك فؤاد الأول جالسا فى وسط السرادق المنصوب إلى جانب جدار مسجد سيوة فى حفلة وضع الحجر الاساسى فيه، ونرى معالى وزير الحربية والبحرية"جعفر ولى باشا"،ووزير"الأوقاف" -مؤقتا بالنيابة- واقفا يتلو خطابه عن بناء المسجد وعن أعمال وزارة الأوقاف فى سيوة.
ونرى وراء الملك فؤاد لوحة "تصميم المسجد"، وإلى يمينه فى الجدار لوحة من الرخام نُقش عليها تاريخ تعمير هذا المسجد فى عهد جلالته، وإلى يساره لوحة أخرى نقشت عليها الآية الكريمة "إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ"سورة التوبة - الآية 18.
زيارة الملك فؤاد الأول لواحة سيوة المسجد الكبير بسيوة
(تم إنشاء هذا المسجد المبارك في عصر صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر أعزه الله وأيد ملكه سنة ١٣٤٨ هجرية) يطالعك هذا النص المكتوب على لوح رخامي يعلو باب الدخول إلى المسجد الكبير في سيوة، والذي تم إنشاءه عام ۱۹۳۰م ، أي أنه بعد أعوام قليلة سيتم عمره قرن من الزمن، مساحة صحن المسجد حوالي ۹۰۰ متر، ويتسع لحوالي ۲۰۰۰ مصلي، وهو بمقاييس زمن إنشائه وبالنسبة لعدد سكان الواحة في ذلك الوقت مسجد كبير جداً.
ويبقى هذا المسجد هو النسخة الوحيدة الباقية بمعظم تفاصيلها من ثلاث نماذج، تحمل اسم الملك فؤاد قام بإنشاءها فى نفس الوقت بمحافظة مطروح، وهى: مسجد الملك بالحمام، ومسجد الملك بمرسى مطروح، ومسجد الملك بسيوة.
وقد تم تجديد مسجد الملك بالحمام ومرسى مطروح تجديدا كاملاً، أما مسجد سيوة فلازال يحتفظ بحالته الأصلية، وخاصة مئذنته المميزة ذات الطراز المملوكى.
زيارة الملك فؤاد الأول لواحة سيوة والنص التأسيسي الذي يعلو مدخله علي شكل رنك كتابى من ثلاث سطور مكتوبة بخط النسخ، كالتالي:
السطر الأول (قد تم إنشاء هذا المسجد المبارك)
السطر الأوسط (فى عصر صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر)
السطر الثالث (أعزه الله وأيد ملكه سنة ١٣٤٨ هجريا)
ويتوسط النص التأسيسي عقد المدخل المُزين بنظام الحجر المُشهر باللونين الأبيض والأحمر، ويلتف حوله جفت لاعب ذو ميمات وبكوشتى العقد زخارف نباتية.
مسجد سيوة الكبير المصادر:
-جريدة الأهرام: عدد 17/أكتوبر/1928م، ص(5)
مجلة اللطائف المصورة: 29/ أكتوبر/1928م، ص 11
ويكلى البريطانية 15/ نوفمبر / 1928م.
الأثري عبد الله إبراهيم موسى
مدير منطقة مرسى مطروح للآثار الإسلامية والقبطية
مسجد سيوة الكبير
مسجد سيوة الكبير
مسجد سيوة الكبير
مسجد سيوة الكبير
مسجد سيوة الكبير
مسجد سيوة الكبير
مسجد سيوة الكبير
مسجد سيوة الكبير
النص التأسيسي لمسجد سيوة الكبير
سيوة وقت زيارة الملك فؤاد الأول عام 1928م
سيوة وقت زيارة الملك فؤاد الأول عام 1928م
سيوة وقت زيارة الملك فؤاد الأول عام 1928م
سيوة وقت زيارة الملك فؤاد الأول عام 1928م
سيوة وقت زيارة الملك فؤاد الأول عام 1928م
سيوة وقت زيارة الملك فؤاد الأول عام 1928م
الأثري عبد الله إبراهيم موسى بجوار ضريح سيدى سليمان الملحق بجامع الملك