سيناء.. معارك التحرير والتعمير ورفض التهجير

20-4-2025 | 14:49

ستظل سيناء تلك الأرض الطيبة هي النموذج الأبرز لكفاح الشعب المصري على مر التاريخ، يذود عنها طمع الطامعين، ويدفع عنها شر الطامحين.. ويطرد من أرضها المتآمرين والإرهابيين..

وسيبقى يوم الخامس والعشرين من أبريل كل عام يومًا مشهودًا في تاريخ الأمة تستعيد به أمجاد جيش مصر العظيم الذي أنزل بالعدو هزيمة ساحقة في حرب أكتوبر المجيدة، فتحت أبواب السلام لاستعادة كامل تراب الأرض المصرية في سيناء.

يوم تحرير سيناء هو يوم تحرير للكرامة المصرية.. وهو يوم انتصار الإرادة والعزيمة والإصرار على انتزاع كامل تراب الوطن.. وعلى مدى 43 عامًا هي عمر ملحمة التحرير شهدت هذه البقعة الطاهرة الغالية من أرض الوطن معارك لا تقل أهمية عن معركة التحرير، وكانت إرادة المصريين لها الغلبة والانتصار.. وللطامعين والطامحين والمتآمرين الهزيمة والانكسار.

فقد وجدت قوى الظلام في الفوضى التي شهدتها البلاد، إبان ثورة يناير 2011، ثم مجيء جماعة الإخوان الإرهابية للحكم، فرصة سانحة حرضت عليها جماعة الإخوان لتوطين ميليشيا التكفيريين في سيناء، الذين توافدوا عليها من كل حدب وصوب تحركهم نوازع شيطانية؛ بهدف فصل سيناء عن الوطن، وتحويلها إلى ولاية لقوى الشر في المنطقة، وهو ما كان اختبارًا صعبًا لدولة 30 يونيو، التي تعهدت أن تستعيد سيناء من براثن هذه الجماعات في معركة وطنية خاضها بشرف وعزيمة جيش مصر العظيم وشرطته الباسلة، ومن خلفهم شعب مصر؛ لتنتهي المعركة بتحقيق النصر الساحق على قوى الشر والضلال بعد سنوات قدم فيها أبطال الجيش والشرطة أرواحهم الغالية ودماءهم الطاهرة؛ لتبقى سيناء جزءًا عزيزًا في حضن الوطن، وتبقى هذه التضحيات محفورة في سجلات من نور يرويها التاريخ للأجيال المتعاقبة من أبناء هذا الوطن؛ لتكون لهم هاديًا في مسيرة التعمير والبناء.

وبنفس الصلابة والقوة كان رفض مصر قيادة وشعبًا لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء حاسمًا، في مشهد تاريخي أفسد هذا المخطط ووأده في مهده؛ ليقدم الشعب المصري ملحمة وطنية أخرى في حب سيناء عبر معركة دبلوماسية مشرفة قادتها مصر دفاعًا عن سيناء، ووقفت بكبرياء في وجه مخطط ترامب – نتنياهو للتهجير، وقادت ولا تزال تقود تحركًا عربيًا ودوليًا لوقف الحرب على غزة والبدء في مشروع مصري تبنته القمة العربية والمجتمع الدولي؛ لإعادة إعمار غزة دون تهجير للسكان.

ورغم هذه التحديات والاختبارات الصعبة التي مرت بها سيناء منذ التحرير ولا تزال، إلا أن دولة 30 يونيو رأت، وعن حق، أن أهم سلاح للحفاظ على سيناء والذود عنها من طمع الطامعين هو تنمية هذه البقعة الغالية من أرض الوطن، وأعلنت في 2014 مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي معركة تنمية سيناء، وهي المعركة التي لا تقل أهمية عن التحرير؛ حيث وجه الرئيس بتنفيذ أكبر خطة لتنمية سيناء، واعتبارها قضية أمن قومي لا مجال للتهاون بشأنها، ومنذ ذلك الوقت تخوض الدولة، وبالتزامن مع المعارك الأخرى معركة تنموية كبرى في سيناء شهدت تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية غير المسبوقة.

وتكفي الإشارة إلى أن الاستثمارات العامة الموجهة لتنفيذ مشروعات في سيناء زادت بنحو 10 أضعاف لتصل إلى 58.8 مليار جنيه في العام المالي الماضي مقارنة بـ 5.9 مليار جنيه عام 2013، فيما بلغ إجمالي ما تم إنفاقه على مشروعات التنمية في سيناء حسب إحصاءات الحكومة 1.2 تريليون جنيه.

والمؤكد أن سيناء شهدت على مدار السنوات العشر الماضية تنفيذ مشروعات كبرى لا يتسع المقام لحصرها؛ سواء في تشييد المدن وشق الطرق وتنفيذ وتطوير المرافق والخدمات أو غيرها من مقومات وبنية تحتية حديثة جعلت من هذه البقعة الغالية واحة للأمن والتنمية والاستقرار.

هكذا كانت سيناء من التحرير إلى التعمير، ورفض التهجير أرضًا عزيزة غالية وستظل بكل حبة من رمالها وسهولها ووديانها تزين خريطة مصر عبر التاريخ..

إنها مهد الرسالات التي تفيض بالخير ويملأها نور الله، الذي تجلى على أرضها المباركة.

حفظ الله مصر وجيشها العظيم

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة