المستقبل الرهيب.. تقنية ذكاء اصطناعي جديدة تتيح للبشر «التحدث مع الدلافين» لأول مرة

21-4-2025 | 17:23
المستقبل الرهيب تقنية ذكاء اصطناعي جديدة تتيح للبشر ;التحدث مع الدلافين; لأول مرة الذكاء الاصطناعي يتحدث للدلافين
عمرو النادي

في إنجاز تقني مذهل، أعلنت شركة جوجل عن تطويرها لنظام ذكاء اصطناعي جديد يُدعى DolphinGemma، يهدف إلى تمكين البشر من التواصل المباشر مع الدلافين، وفقا لـsustainability

موضوعات مقترحة

هذه الخطوة التي كانت حلماً لعلماء الأحياء البحرية لعقود، أصبحت اليوم أقرب إلى الواقع بفضل تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة في فهم وتحليل الأصوات المعقدة التي تصدرها هذه الكائنات البحرية الذكية.

ما هو DolphinGemma؟

الركيزة الأساسية لهذا المشروع الطموح هي DolphinGemma، نظام ذكاء اصطناعي متطور صُمم خصيصًا لفهم أصوات الدلافين والتفاعل معها.

يعمل النظام بالتكامل مع تقنية أخرى تُعرف باسم CHAT (نظام تعزيز السمع وتحديد المواقع عند الحيتانيات)، والهدف منه تقليد سلوكيات الدلافين الصوتية بطريقة دقيقة وذكية.

إذا نجح هذا النظام، فإنه سيمثل ثمرة أكثر من 40 عامًا من الأبحاث الميدانية، والتوثيق الصوتي والمرئي، وجهود الحماية التي بذلها العلماء لدراسة مجتمع الدلافين الأطلسية في جزر الباهاما.

سنوات من الحلم والبحث

لطالما آمن العلماء بإمكانية التواصل بين البشر والدلافين، لكن تعقيد لغتهم الصوتية – المكونة من صفارات، ونبضات، ونقرات – جعل الفكرة تبدو مستحيلة.

الآن، ومع ظهور نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، رأت فرق البحث فرصة لتطبيق هذه التقنيات على لغة الدلافين.

بُني DolphinGemma على نفس التكنولوجيا التي تعتمد عليها أنظمة Gemini من جوجل، ويحتوي على حوالي 400 مليون متغير، ويشبه في طريقة عمله نماذج التنبؤ اللغوي مثل ChatGPT، لكن مع تركيزه الكامل على فهم وتكرار أصوات الدلافين.

كيف يعمل هذا النظام المذهل؟

تتمثل آلية عمل DolphinGemma في تلقي الأصوات، ثم تفسيرها، والتنبؤ بما قد يأتي بعدها من أصوات، ومحاولة إعادة إنتاجها.

يتم تنفيذ هذه العملية من خلال نظام CHAT المثبت على هواتف جوجل بيكسل المعدلة، والتي تُستخدم لتسجيل وتحليل الصوت تحت الماء.

ورغم أن هذا النظام لا يستطيع ترجمة لغة الدلافين بالكامل، إلا أنه يُستخدم لإنشاء "قاموس صوتي مشترك" بين الإنسان والدلافين، يمكن عبره التواصل باستخدام مجموعة من الصفارات الاصطناعية المرتبطة بأشياء مألوفة مثل الأعشاب البحرية.

حلم يتحقق: دلافين تتحدث بلغة البشر؟

يراهن العلماء على أن بإمكان مجتمع الدلافين في الباهاما تعلم استخدام هذه الصفارات الاصطناعية لطلب أشياء محددة – مما يعني أنهم سيكتسبون القدرة على استخدام رموز صوتية للتعبير عن رغباتهم.

وإن حدث ذلك، فسيكون أول تواصل حقيقي من نوعه بين نوعين مختلفين من الكائنات الذكية.

رغم أن الطريق ما يزال طويلاً، فإن استخدام نماذج اللغة الكبيرة قد يكون الأمل الحقيقي نحو تحقيق هذا الإنجاز الفريد.

مستقبل جديد للتواصل بين الأنواع

إذا نجح هذا المشروع، فلن يقتصر أثره على فهم طريقة تواصل الدلافين، بل سيفتح آفاقًا جديدة لفهم سلوك الحيوانات بشكل عام، وربما يُمهد لتجارب تواصل مماثلة مع أنواع أخرى في المستقبل.

كما أن لهذا التقدم العلمي أبعادًا بيئية وأخلاقية، إذ يمكن أن يُساهم في حماية الدلافين وبيئاتها الطبيعية، ويُعيد النظر في الطريقة التي نتعامل بها مع الكائنات الأخرى في هذا الكوكب.

نحو عصر جديد من الفهم المشترك

نحن اليوم على أعتاب عصر جديد من التواصل بين الإنسان والكائنات الأخرى.

فهل يكون التحدث إلى الدلافين هو البداية فقط؟ وهل نشهد مستقبلاً تواصلاً مماثلاً مع الحيتان أو حتى الطيور؟

كل هذه الأسئلة باتت مشروعة، بعد أن أصبح ما كان يُعد ضربًا من الخيال، قاب قوسين أو أدنى من التحقق بفضل الذكاء الاصطناعي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: