الدير الأحمر.. تحفة قبطية في سوهاج تروي قصصًا تاريخية | فيديو

19-4-2025 | 12:59
الدير الأحمر تحفة قبطية في سوهاج تروي قصصًا تاريخية | فيديو الدير الأحمر
سوهاج - نيفين مصطفى

في قلب الصعيد يقف الدير الأحمر شامخًا منذ القرن الرابع الميلادي، شاهدًا على أحد العصور التاريخية على مسار الحضارة المصرية، فقد بُني في غرب محافظة سوهاج ذلك الصرح القديم في قلب جبل، ويبعد الدير الأحمر نحو 4 كيلومترات فقط عن نظيره الدير الأبيض -دير الأنبا شنودة- ليُشكلا معا؛ ثنائيًا تاريخيًا على أرض الكنانة. 

موضوعات مقترحة


الدير الأحمر

لماذا سمي بالدير الأحمر؟

سُمي دير القديسين «الأنبا بيجول والأنبا بيشاي» بالدير الأحمر؛ بسبب الطوب الأحمر الذي غلب على مواد بنائه، إلى جانب حجر الجير الأبيض وأعمدة الجرانيت الملون التي زادته بهاءً.

لكن الأحمر هنا ليس مجرد لون، بل هو رمز للصلابة؛ فقد صمدت جدرانه لأكثر من 1600 عام، حاملةً بين طياتها رسومات جدارية تُعد من أروع نماذج الفن القبطي. 


الدير الأحمر

العمارة الباخومية.. عندما تلتقي الروحانية بالهندسة

بُني الدير على النظام الباخومي -نسبة إلى القديس باخوميوس- بتصميم بازيليكي فريد، عبارة عن صحن طويل ينتهي بثلاث جنبات للهيكل، وأعمدة جرانيتية تتدلى فوقها قباب نصفية، ونوافذ ذكية تسمح بدخول الضوء الطبيعي؛ ليكشف عن ألوان اللوحات التي طُليت في طبقات متعددة، بعضها يعود للقرن السادس الميلادي


الدير الأحمر

كنيسة الدير الأحمر.. لوحة فنية تحكي تاريخًا

كنيسة الدير الأحمر واحدة من أقدس الأماكن المسيحية في مصر، تم فصل هيكلها عن الصحن الرئيسي عبر القرون، لكنها حافظت على، 3 حنيات مقوسة تزينها الأعمدة، ومنصة حجرية مرتفعة، كانت مركزًا للصلوات، ورسومات جدارية تُظهر القديسين والملائكة بألوان زاهية، حيث كُشف عنها بعد ترميم دام 10 سنوات (2002–2012)، بعد أن أزيلت طبقات الأدخنة والتراب التي أخفتها لقرون.


الدير الأحمر

الحصن الرهباني.. تحفة دفاعية من عصر القديسة هيلانة

يُجاور الكنيسة في الجزء الجنوبي برج حصن ضخم، بُني في القرن الرابع بأمر من القديسة هيلانة.

هذا الحصن المربع ذا الجدران السميكة التي تصل إلى مترين يخفي أسرارًا مدهشة، منها بئر دائري، يُنقل منه الماء عبر نظام "بكرة" باستخدام نوافذ مقوسة، وغرف تحت الأرض، ربما استُخدمت للتخزين أو التعميد، و«قلايات الرهبان» في الطابق العلوي، حيث كانوا يتعبدون بعيدًا عن العالم. 


الدير الأحمر

إرث من الماضي يصبح مقصدًا للسياحة العالمية

اليوم، يحظى الدير الأحمر باهتمام الدولة لتحويله إلى مزار سياحي عالمي؛ حيث يجذب الباحثين عن العمق التاريخي لأقدم الأديرة، والجمال الفني للرسومات والعمارة القبطية النادرة، والهدوء الروحي الذي يجلبه موقع الجبل المنعزل. 


الدير الأحمر

مع هذه الميزات؛ يصبح الدير الأحمر بسوهاج ليس مجرد حجارة وطين، بل هو كتاب تاريخ مفتوح، يحكي قصة إيمان وصمود، وإذا كنت من عشاق التاريخ أو الفن، فزيارته ستكون رحلة إلى زمنٍ حفظته الجدران ببراعة. فهل أنت مستعد لاكتشافه؟ 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: