تواصل الدولة المصرية دورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتفاقم الأزمة الإنسانية؛ حيث لم يقف الدور المصري على إعلان المواقف السياسية الداعمة، بل أيضًا عبر خطوات عملية ملموسة على الأرض، تبنتها نقابة المهندسين المصريين؛ لإعداد مشروع متكامل لإعادة إعمار القطاع، كمشهد جديد في سجل التضامن المصري الفلسطيني، مستندًا على خبرات وطنية، وعقول هندسية، وتنسيق مؤسسي ممنهج.
موضوعات مقترحة
إعمار غزة.. أولوية وطنية وإنسانية
في السياق ذاته، أكد الدكتور هشام سعود، وكيل أول النقابة العامة للمهندسين، رئيس نقابة الإسكندرية لـ«بوابة الأهرام» أن إعادة إعمار غزة تمثل أولوية كبرى للنقابة، وانعكاسًا تامًا مع الموقف الرسمي المصري المشرف.
وأوضح أن التطورات المأساوية في القطاع، من تدمير واسع النطاق، وتهجير قسري ممنهج، كانت دافعًا قويًا لنقابة المهندسين لتبني هذا المشروع الوطني والإنساني.
الدعم المصري للقضية الفلسطينية
وأضاف سعود، أن علاقة مصر بالقضية الفلسطينية ليست فقط سياسية أو جغرافية، بل وجدانية وتاريخية، مشيرًا إلى أن استمرار التسويف في حل القضية لا يهدد استقرار المنطقة فحسب، بل يشكل تهديدًا أمنيًا وإستراتيجيًا للعالم بأسره.
مشروع هندسي متكامل لإعادة الإعمار
وقال نقيب مهندسي الإسكندرية: إن النقابة تبنّت المشروع انسجامًا مع توجيهات القيادة السياسية المصرية، التي أكدت ضرورة دعم الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته، واستنادًا إلى كونها الاستشاري الهندسي الأول للدولة بموجب القانون؛ حيث شكّل المهندس طارق النبراوي، نقيب المهندسين، لجان هندسية واستشارية متخصصة لوضع التصورات الفنية اللازمة لإعادة إعمار القطاع.
الدكتور هشام سعود وكيل أول النقابة العامة للمهندسين رئيس نقابة الإسكندرية
إعادة الإعمار.. بعقول لجان هندسية ذات خبرات واسعة
وأوضح سعود؛ أنه تم تشكيل اللجنة العليا للمشروع برئاسة اللواء مهندس أحمد عابدين، وضمّت نخبة من الخبراء في مجالات التخطيط العمراني، والهندسة، وإدارة المشروعات، وبدأت اللجنة على الفور أعمالها لوضع السياسات العامة والدراسات الفنية الشاملة، مع تحديد التحديات المحتملة وصياغة خطة إعادة إعمار تتماشى مع الرؤية المصرية والدولية.
رسم صورة واقعية من قلب الميدان
ويستطرد سعود قائلًا: نظمت النقابة مؤتمرًا موسعًا ضم ممثلين عن النقابات الهندسية في غزة، وعددًا من أبناء القطاع، بالإضافة إلى اللجان الفنية المصرية، بهدف رسم صورة دقيقة للوضع العمراني الراهن، وتبادل الخبرات والمعلومات بين الجانبين، مما أثمر عن دعم فني واستشاري حقيقي لخطة الإعمار.
إعادة إعمار غزة.. مسئولية إنسانية لا تحتمل التأجيل
وأضاف نقيب مهندسي الإسكندرية، أن التنسيق بين المهندسين المصريين والفلسطينيين، مع المؤسسات الدولية، عنصر محوري لضمان تنفيذ مشروعات مستدامة، مؤكدا أن إعادة إعمار غزة مسؤولية إنسانية لا تحتمل التأجيل، وتتطلب رؤية متكاملة بعيدة المدى.
مرحل إعادة الإعمار.. من حطام الأنقاض إلى بنية تحتية ذكية
وكشف وكيل أول نقابة المهندسين في تصريحاته لـ«بوابة الأهرام»، أن الخطة تشمل مراحل متعددة، تبدأ برصد شامل لحجم الدمار ورفع الأنقاض.
وأشار إلى أن 44% فقط من منازل غزة صالحة للسكن، بينما باقي مباني القطاع في حالة دمار شامل، فضلا عن انهيار البنية التحتية والخدمات الأساسية بالكامل.
وأضاف أن المراحل التالية تشمل تحديد الملكيات العقارية، وتخطيط الأحياء بما يراعي التوسع الرأسي وتوفير بنية تحتية متكاملة لشبكات المياه والكهرباء، والصرف الصحي، والطرق، والمدارس، والمستشفيات.
مساكن إيواء مؤقتة بمواصفات آمنة
وتابع سعود، أن من أبرز ملامح خطة إعادة الإعمار، إنشاء مساكن إيواء مؤقتة لأصحاب المساكن المتضررة، على أن تكون المساكن مزودة بجميع المرافق الأساسية وتتحمل الظروف الجوية القاسية، حتى استكمال أعمال الإعمار النهائية.
المهندس المصري .. سجل حافل بالإنجازات
وأشاد نقيب مهندسي الإسكندرية بالكفاءات الهندسية المصرية، التي أثبتت نجاحها في مشاريع كبرى داخل وخارج البلاد.
وأكد أن مصر لديها كفاءات مؤهلة لقيادة مشروع بهذا الحجم والتعقيد، مشيرًا إلى الإنجازات العمرانية التي تحققت في عهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، من شبكات الطرق والكباري ومشروعات البنية التحتية، التي تعد دليلًا عمليًا على كفاءة المهندس المصري.