في إطار توجه الدولة نحو مستقبل طاقي مستدام وتحقيقاً لأهداف استراتيجية مصر للطاقة 2035، تواصل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة جهودها الحثيثة لتعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، باعتباره أحد حلول الطاقة النظيفة التي تمثل مستقبل الاقتصاد العالمي منخفض الانبعاثات.
موضوعات مقترحة
وانطلاقاً من رؤية القيادة السياسية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر، شرعت الوزارة في وضع خارطة طريق متكاملة لتوطين تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر، بالتعاون مع شركاء دوليين ومحليين، عبر إقامة مشروعات رائدة في المناطق الصناعية والسواحل المصرية، والاستفادة من القدرات الهائلة التي تمتلكها مصر من مصادر الطاقة المتجددة من الرياح والشمس. وتُعد هذه الجهود خطوة استراتيجية نحو خلق فرص استثمارية جديدة، وتدعيم الاقتصاد الوطني، وتلبية التزامات مصر الدولية في مواجهة تغير المناخ.
وعبر السطور التالية نستعرض أهم وأبرز الخطوات التي قامت بها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالتعاون مع مختلف المؤسسات نحو توطين تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر ضمن استراتيجية الطاقة 2035.
مصر وبريطانيا تبحثان تعزيز التعاون في مجالات الكهرباء والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر
في إطار دعم العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكات الاستراتيجية بين مصر والمملكة المتحدة، استقبل الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، السفير جاريث بايلي، سفير المملكة المتحدة لدى القاهرة، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، لبحث فرص التعاون وتوسيع الاستثمارات البريطانية في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة.
دعوة مفتوحة للاستثمار البريطاني في مشروعات الطاقة النظيفة بمصر
أكد الدكتور محمود عصمت خلال اللقاء حرص الحكومة المصرية على تعزيز التعاون مع الجانب البريطاني، والعمل على جذب المزيد من الشركات البريطانية للاستثمار في قطاع الكهرباء، لاسيما في مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وتوطين الصناعات المتعلقة بمهمات الطاقة، وتطوير سلاسل الإمداد المحلية.
وأشار الوزير إلى أهمية تبادل الخبرات في مجال الشبكات الذكية والرقمنة والتحكم، بما يدعم تحسين جودة التغذية الكهربائية للمواطنين، ويحقق أعلى معايير الكفاءة والاستدامة البيئية، مضيفًا أن قطاع الكهرباء يشهد حراكًا كبيرًا من خلال مشروعات قومية تستهدف التحول إلى مركز إقليمي للطاقة النظيفة في المنطقة
التحول الطاقي واستراتيجية مصر 2030
كما استعرض وزير الكهرباء الاستراتيجية الوطنية للطاقة، وخطة العمل الخاصة بالتحول الطاقي، والتي ترتكز على رفع مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، وتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، وتفعيل برامج الهيدروجين الأخضر، مؤكدًا أن هناك فرصًا واعدة للاستثمار في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى البنية التحتية الذكية ومراكز التحكم.
مصر تستضيف النسخة الثالثة من المؤتمر والمعرض الدولي للهيدروجين الأخضر لأول مرة
في خطوة تعكس ريادة مصر المتزايدة في مجال الطاقة النظيفة وتوجهها الاستراتيجي نحو الهيدروجين الأخضر، تستعد القاهرة لاستضافة الدورة الثالثة من المؤتمر والمعرض الدولي للهيدروجين الأخضر تحت عنوان "Hydrogen in Africa – Egypt"، وذلك خلال الفترة من 28 إلى 29 أكتوبر المقبل، بمشاركة واسعة من ممثلي الحكومات والشركات العالمية وخبراء الصناعة والأكاديميين من أوروبا وإفريقيا، حيث يُعد هذا الحدث الدولي واحدًا من أبرز المنصات المتخصصة في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث عقدت دوراته السابقة في ألمانيا، وشهدت إقبالاً كبيرًا من مختلف الفاعلين في قطاع الطاقة حول العالم، ويأتي تنظيم المؤتمر هذا العام في مصر ليعكس أهمية الدور المصري المحوري في التحول نحو الطاقة النظيفة، ومكانتها الاستراتيجية كنقطة انطلاق لتصدير الطاقة الخضراء من إفريقيا إلى أوروبا.
مصر "مركز إقليمي" لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا
يعكس اختيار مصر كمقر لانعقاد هذا الحدث الدولي البارز مدى التقدم الذي أحرزته في ملف الطاقة المستدامة، والجهود الحكومية المبذولة لتوفير بيئة مشجعة للاستثمار من خلال تقديم تسهيلات وحوافز لجذب مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتأتي الاستضافة أيضًا تتويجًا للعلاقات المتنامية بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجالات الطاقة والتحول الأخضر، وتؤكد قدرة مصر على أن تكون مركزًا إقليميًا لنقل وتصدير الهيدروجين الأخضر من إفريقيا إلى أوروبا.
منصة دولية لتبادل المعرفة وتعزيز الاستثمار في الطاقة النظيفة
يركز المؤتمر على استعراض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجالات إنتاج الهيدروجين الأخضر، والفرص الاستثمارية المرتبطة بها، مع تسليط الضوء على الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها القارة الإفريقية في هذا المجال، من حيث وفرة مصادر الطاقة المتجددة، كالرياح والشمس، كما يشكل الحدث منصة فعالة لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وبحث سبل التعاون بين الدول الإفريقية والدول الأوروبية لتوفير إمدادات مستقرة من الطاقة النظيفة.