فند العلماء الاعتقاد الشائع بإصابة من تجاوز عمرهم 50 عاما بـ “الخرف الرقمي". وكشفت أول دراسة موسعة حول هذا الموضوع عن نتائج إيجابية تغير المفاهيم السابقة.
موضوعات مقترحة
وقد انتشرت مخاوف بشأن ما يُسمى بـ “الخرف الرقمي"، وهي فكرة تقول إن الإعتماد على الهواتف الذكية والإنترنت يُقلل من القدرات الإدراكية للإنسان. لكن إتضح أن هذه التقنيات لها تأثير معاكس تماماً على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً.
الدكتورة نيفين حسنى،
بدورها قالت الدكتورة نيفين حسنى استشاري علم النفس الرقمي، إن هناك دراسة موسعة نُشرت في مجلة Nature Human Behaviour، كشفت أن استخدام الهواتف الذكية والإنترنت لا يؤدي إلى تدهور القدرات الإدراكية لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين، بل قد يساهم في تقليل خطر الإصابة بالخرف.
وأضافت الدكتورة نيفين حسنى، أن الدراسة خلصت إلى نتائج مهمة، مشيرة إلى أن أبرز نتائج الدراسة تلخصت في الآتى:
· تحليل شامل: شمل التحليل 57 دراسة بمشاركة أكثر من 400,000 شخص تتراوح أعمارهم بين 50 و80 عاماً.
· تراجع خطر الخرف: أظهر المستخدمون المنتظمون للتقنيات الرقمية انخفاضاً بنسبة 58% في إحتمال الإصابة بالخرف، وانخفاضاً بنسبة 26% في سرعة تطوره مقارنة بغير المستخدمين.
· تحفيز ذهني وإجتماعي: يرتبط الإستخدام المعتدل للتكنولوجيا بتحفيز التفكير المعقد والتواصل الإجتماعي، مما يعزز الصحة الإدراكية.
التوازن في الاستخدام:
وقالت استشاري علم النفس الرقمي، من وجهة نظري أن هذه الدراسة لم تدحض مفهوم "الخرف الرقمي" إنما هي في الحقيقة تؤيده تحت مظلة "التوازن الرقمي" وتعيد لنا فكرة ضرورة مراعاة التوازن بين الحياة الرقمية والحياة الفعلية وتأكد على مدى أهمية الإستخدام الصحي والآمن في الحدود المدروسة مع مراعاة عدم الإفراط في إستخدام التكنولوجيا الذي سوف يقودنا حتماً إلى مشاكل وأمراض عقلية ونفسية وجسدية جمة.
إرشادات الاستخدام الصحي المتوازن:
أشارت الدراسات إلى أن إستخدام الإنترنت لمدة تتراوح بين 6 دقائق وساعتين يومياً يرتبط بأدنى خطر للإصابة بالخرف، مع تجنب الإستخدام المفرط (أكثر من 6 ساعات يومياً) الذي قد يكون له تأثير سلبي على الصحة الإدراكية.
تؤكد هذه النتائج مفهوم “الخرف الرقمي” بشكله العام وتؤكد على أن الإستخدام المعتدل للتكنولوجيا يمكن أن يكون أداة فعالة في الحفاظ على القدرات الإدراكية لدى كبار السن.