تسعة أسرار لفهم المراهقين وكشف غموضهم

16-4-2025 | 21:12
تسعة أسرار لفهم المراهقين وكشف غموضهمفهم المراهقين وكشف غموضهم
زينب الباز
ما الذي يحدث حين يتحول القرب إلى صمت والألفة إلى صدام؟
موضوعات مقترحة


يقول الدكتور فيليب دوفرجيه طبيب نفسي ذات يوم وبدون سابق إنذار يتغيّر كل شيء، تنقلب العلاقة الأسرية وتختفي الضحكات واللحظات الدافئة ويحل مكانها الصمت والتجاهل وأبواب تُغلق بعنف. كيف يمكن للآباء وضع حدود جديدة دون أن يتحوّل الأمر إلى صدام؟ 


 


إليك قراءة معمّقة في تسعة سلوكيات شائعة لدى المراهقين وكيفية التعامل معها.


1. يقضون ساعات طويلة في الحمّام


 


الحمّام بالنسبة للمراهق ليس مجرد مكان للنظافة، بل مساحة خاصة لا يُسمح بتطفّل أحد عليها. إنه مرآة لاكتشاف الذات والتصالح مع التغيرات الجسدية المفاجئة: الدورة الشهرية ونمو الشعر وتغيّر الصوت أو ظهور حبّ الشباب. الجسد يتبدّل ويحتاج المراهق إلى الوقت والمكان لاستيعاب ذلك. لا يجب على الوالدين اقتحام هذا الفضاء.


 


2. لا يفارقون أصدقاءهم


 


في مرحلة الطفولة كان الأهل مرآة العالم. أما في المراهقة فتبدأ المسافة بالتشكل ويأخذ الأصدقاء هذا الدور؛ حيث يشعر المراهق أن أصدقاءه وحدهم يفهمونه ويجد معهم الدعم والهوية. ولهذا قد يشعر بالفراغ من دونهم ويتواصل معهم طوال الوقت عبر "سناب شات" أو "واتساب". 


و المطلوب من الأهل هنا تحقيق توازن دقيق: أن يكونوا قريبين دون تقييد وحاضرين دون اختناق. لا مانع من فرض وقت عائلي مشترك حتى لو بدا غير مرغوب فيه.


 


3. يعتزلون في غرفتهم


 


غرفة المراهق هي مملكته الخاصة يخزن فيها أسراره ويزينها بصور النجوم أو الرياضيين ويعيش فيها تجاربه الأولى في التفرد. من المهم احترام هذه الخصوصية: لا تفتيش ولا اقتحام. لكن مع ذلك لا بد من الاطمئنان عليه ولكن من خلال الحوار وليس التسلل. إذا أهمل نظافة غرفته ينبغي أن نساعده .


 


4. تبكي دون سبب ويصرخ بلا مبرر كما يلوذون بالصمت


 


تقلّبات المزاج طبيعية ومؤشر على نمو داخلي. لحظات الحزن أو الغضب، مثل الصراخ "زهقت!" أو "سيبتوني في حالي!" ليست بالضرورة علامات أزمة بل محاولات للتعبير عن الاستقلال. المهم ألا تصبح هذه النوبات وسيلة دائمة للتواصل. بعد ساعة أو يوم يمكن فتح باب الحوار الهادئ.


 


5. يغير حبيبته كل أسبوع وتقول في مرة إنها وجدت حب حياتها


 


في هذه السن يبحث المراهق عن نفسه وعن الآخر. وتتأرجح مشاعره بين الانجذاب الصداقة والهوى ويتعلّق بالحب كما لو أنه أبدي. وهذه التجارب حساسة وقد تُعرّضه للخذلان أو الخطر. وعلى الأهل ألا يسخروا أو يقللوا من شأن هذه المشاعر بل يصغون لها ويحاورون ويكونون مرجعًا موثوقًا في مسائل الجنس والعلاقات… دون تطفل. تذكير بسيط: لا يمكنكم اختيار من يحبه ابنكم أو ابنتكم.


 


6. يطالبون بحساب على "إنستجرام" أو "تيك توك"


 


بالنسبة للمراهق الحضور على وسائل التواصل الاجتماعي مسألة وجودية. من ليس هناك كأنه غير موجود. لكن هذه المنصات سيف ذو حدين: توفر التواصل والاعتراف لكنها تفرض ضغطا نفسيا مرعبا. فكثير من المراهقين يقرون (ولكن ليس لأهلهم) بأنهم يقضون وقتا كبير  علي هذه المنصات  والسؤال هنا ما الحل؟ الإجابة ليس المنع بل التنظيم. والقاعدة بسيطة: "نغلق الهواتف عند الساعة 8 مساءً."


 


7. يريد وشمًا أو صبغة شعر زرقاء


 


المظهر هو أحد طرق التعبير عن الذات في المراهقة. عبر الوشم الثياب أو تصفيف الشعر حيث يحاول المراهق رسم ملامح هويته. يختبر ويجرّب ويبحث عن "شكله" في العالم. لكن هذا لا يعني أن على الأهل الموافقة على كل شيء. يمكنهم الرفض دون خوف من كره الأبناء فالمراهق يحتاج إلى الحدود كما يحتاج إلى الحب.


 


8. يدخنون 


 


كل المراهقين تقريبًا سيجربون التدخين. والتجربة في حد ذاتها ليست مقلقة بل تكرارها وتحولها إلى عادة. والمطلوب من الأهل الحديث الصريح معهم لا التهديد أو التجسس. 


 


9. "كسلان" طوال الوقت


 


"تعبان"، "مش قادر"، "زهقان"… عبارات تتردّد كثيرًا لكنها لا تعني بالضرورة أن هناك مشكلة. أحيانا يكون التعب النفسي مؤقتًا. لكنه لا يقلق إلا إذا أصبح نمط حياة: انعزال وترك الهوايات وتراجع الدراسة واضطرابات النوم أو الأكل. حينها لا ينبغي تجاهل الأمر أو اعتباره "مرحلة وتعدي" بل يحتاج إلى متابعة فورية.


 


تنبيه أخير: متى نقلق؟


إذا بدأ المراهق بالانعزال وفقد الرغبة في كل شيء وتراجع في دراسته وأصبح سجنه هاتفه وبدأت تظهر عليه علامات الإيذاء الذاتي أو الانسحاب الكامل من الحياة فهذه ليست "أزمة مراهقة" بل "مراهق في أزمة".


 


احذروا من اللامبالاة الإرادية وفقدان القدرة على الإحساس بالمتعة والأفكار السوداوية. حتى الجسد يتحدث أحيانًا: صداع مزمن واضطرابات في الأكل أو النوم وكلها قد تكون علامات ألم نفسي دفين.


لا ننتظر أن تمر الأمور بل نتحرك فورًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة