‎أسرار وفضائل ذكر الله تعالى من السنة النبوية الشريفة

16-4-2025 | 16:33
‎أسرار وفضائل ذكر الله تعالى من السنة النبوية الشريفةالدعاء
سارة إمبابي

‎ذكر الله هو غذاء الروح وسلاح المؤمن وعنوان سعادته في الدنيا والآخرة، ففي خضم الحياة اليومية ومتطلباتها المتزايدة، قد يغفل الكثيرون عن كنز عظيم وسلاح فعال ييسر الأمور ويشرح الصدور ويجلب السعادة والراحة، ألا وهو ذكر الله سبحانه وتعالى إن ذكر الله ليس مجرد كلمات تقال باللسان، بل هو حالة قلبية عميقة تربط العبد بربه، وتغذي روحه، وتقويه في مواجهة تحديات الحياة.

موضوعات مقترحة

‎لقد أولى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة أهمية بالغة لذكر الله، وبينا فضائله العظيمة وآثاره المباركة على الفرد والمجتمع. ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الأحزاب: 41-42). وفي آية أخرى يقول سبحانه: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} (البقرة: 152).

هذه الآيات تدل بوضوح على الأمر بالإكثار من ذكر الله، وعلى أن الله يجازي الذاكرين بذكره لهم، وهو فضل عظيم لا يضاهى.


الدعاء

فضل ذكر الله تعالى من السنة النبوية 

يرد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبين فضل الذكر وأثره في حياة المسلم.
‏‎ف‏عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهما قال: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده"رواه مسلم ويوضح الحديث النبوي الشريف بيانٌ لفَضلِ ذِكرِ اللهِ تَعالَى في جماعةٍ، وبيانُ ما يكونُ لهم مِن اللهِ سبحانَه حالَ ذِكرِهم.

وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي "صلى الله عليه وسلم": «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ».


‎هذا التشبيه البليغ يوضح أن القلب الذي يذكر الله حي ينبض بالإيمان والطاعة، بينما القلب الغافل عن ذكر الله ميت لا حياة فيه ولا نور.


وعن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلًا قال: يارسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به، ‎قال: "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله".

‏‎عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات". رواه مسلم.


‎وفي صحيح مسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى خَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ 1 فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟" 2 قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى".   

‎هذا الحديث يبين أن ذكر الله هو أفضل الأعمال وأزكاها وأرفعها درجة عند الله، وهو خير من إنفاق الأموال والجهاد في سبيل الله في بعض الحالات. وهذا يدل على عظم فضل الذكر وأهميته في حياة المسلم.


الدعاء

‎ فضائل ذكر الله للذاكرين الله كثيرا


طرد الشيطان وقهره: فالشيطان يفر من القلب الذي يذكر الله.
جلب الرزق والبركة: فذكر الله سبب لنزول الخير والبركة في حياة الذاكر.
نيل محبة الله ورضوانه: فكلما أكثر العبد من ذكر الله، كلما ازداد قربًا وحبًا لله.
تنوير القلب والوجه: فذكر الله يضفي على القلب نورًا وعلى الوجه بهجة.
تيسير الأمور وتفريج الكروب: فذكر الله يفتح الأبواب المغلقة ويزيل الهموم.
الأمان من عذاب القبر: فذكر الله يونس العبد في قبره ويكون له نورًا.
الحصول على الأجر العظيم والثواب الجزيل: فكل تسبيحة وتحميدة وتهليلة وتكبيرة حسنة مضاعفة عند الله.


الدعاء

أنواع الذكر وفوائده

‎إن أنواع ذكر الله متعددة ومتنوعة، تشمل التسبيح (سبحان الله)، والتحميد (الحمد لله)، والتهليل (لا إله إلا الله)، والتكبير (الله أكبر)، والاستغفار (أستغفر الله)، والدعاء، وقراءة القرآن الكريم، والتفكر في خلق الله ونعمه. ويمكن للمسلم أن يذكر الله في كل أحواله وأوقاته، قائمًا وقاعدًا وعلى جنبه.


أذكار من السنة النبوية 

قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": "أفضل الذكر: لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء: الحمد لله".

‏‎حديث أبي هريرة عن النبي "ﷺ" أنه قال: "من قال في يوم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتب له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان في يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به، إلا رجل عمل أكثر من عمله". رواه مسلم والبخاري. 

ونجد في هذا الذكر الخير الكثير؛ فعند ذكرك الله يمحو الله به مائة سيئة، ويكتب به مائة حسنة، ويكون عدل (أي عتق) عشر رقاب.
‏‎

‎فلنجعل ذكر الله جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية،ولنحرص على الإكثار منه في كل زمان ومكان لنعمر قلوبنا بمحبته وخشيته، ولنتذوق حلاوة الإيمان والقرب من  الله.

أسأل الله ان يجعلنا من الذاكرين الله كثيرا وان يعيننا علي طاعته وحسن عبادته.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: