أصدرت محكمة جنايات بورسعيد في جلستها المنعقدة برئاسة المستشار أحمد حسام النجار، وعضوية المستشارين أيمن عمر الشحات وأحمد محمد مصطفى، وبحضور أميني السر طارق عكاشة وخالد خضير، حكما ببراءة المتهم "أ.ح.أ.م.ه" المتهم بقتل والدته، كما قضت بحبس جدته المتهمة "س.د.ع.ع.ب" سنة واحدة مع إيقاف تنفيذ العقوبة.
موضوعات مقترحة
تغيبها المتكرر وراء مقتلها
جاء الحكم بناءً على حيثيات القضية التي تعود وقائعها إلى 27 أكتوبر 2024، بدائرة قسم شرطة المناخ بمحافظة بورسعيد، إثر نشوب خلاف ومشادة كلامية بين المجني عليها (إ. ف. ع) وكل من نجلها المتهم الأول ووالدتها المتهمة الثانية، على خلفية تغيبها المتكرر عن مسكن الأسرة الكائن بمنطقة السلام، إلي أن تطور الخلاف إلى تعدٍ جسدي، حيث قام المتهمان بضرب المجني عليها داخل الشقة.
عصا خشبية وخرطوم.. أداتا جريمة القتل
وقد استندت المحكمة في حكمها إلى مجمل التحقيقات وشهادات الشهود والأدلة الفنية المقدمة، والتي من بينها شهادة شقيقة المجني عليها (م. ف. ش) التي أفادت بتعدي المتهمين على شقيقتها بالضرب باستخدام عصا خشبية وخرطوم من قبل المتهمة الثانية، وتوجيه لكمة من المتهم الأول لوجه المجني عليها، مما أدى إلى إصابات بالغة نقلت على إثرها إلى مستشفى السلام ببورسعيد حيث فارقت الحياة.
تحريات المباحث وراء حكم البراءة
واستمعت المحكمة إلى شهادة جار المجني عليها محفوظ تركي عبد الغني دياب، الذي سمع استغاثة المجني عليها وشهد بوجود مشاجرات متكررة بينها وبين المتهمين، وإلى شهادة رندة سعيد أحمد دويدار التي أكدت رؤيتها للمجني عليها فاقدة الوعي أثناء نقلها للمستشفى، واستعرضت المحكمة شهادة الطبيب الشرعي عمرو عبد الستار المتولي المهدي، أخصائي الطوارئ بمستشفى السلام، الذي أوضح استقباله للمجني عليها في حالة غيبوبة تامة ونزيف بالمخ وكدمات متفرقة بالجسم، بالإضافة إلى تحريات الرائد محمد السيد محمد العراقي، رئيس مباحث قسم المناخ، التي أكدت صحة الواقعة.
نزيف المخ سبب الوفاة
واستندت المحكمة كذلك إلى تقرير الطب الشرعي الذي أثبت أن الوفاة نتجت عن إصابة رضية شديدة بالرأس أدت إلى نزيف بالمخ وتثبيط المراكز الحيوية، وإلى تقرير مستشفى السلام الذي أوضح وجود نزيف حاد تحت غشاء الأم الجافية وكدمات متفرقة، وأن المجني عليها وصلت في حالة غيبوبة تامة.
الجدة قتلت نجلتها بمساعدة حفيدها
وقد تبيّن للمحكمة من خلال سير إجراءات المحاكمة أن المجني عليها كانت معتادة على مغادرة المنزل لفترات طويلة، وأن المتهمين، وهما والدتها ونجلها، كانا في حالة دفاع عن شرفهما ولم يكن لديهما قصد إزهاق روح المجني عليها، وقد رأت المحكمة في هذه الظروف بُعدًا إنسانيًا استدعى تخفيف العقوبة على المتهمة الثانية وإيقاف تنفيذها، وتبرئة المتهم الأول لعدم ثبوت القصد الجنائي لديه بإحداث الوفاة، وبناءً عليه، أصدرت المحكمة حكمها المتقدم.