في ظلّ التحديات المتزايدة التي تواجهها الدول لتحقيق التنمية المستدامة، تعد الطاقة الكهربائية كركيزة أساسية ومحورية في دعم خطط النمو الاقتصادي، وجذب الاستثمارات، وتعزيز التوسع الصناعي والزراعي، فتوفر التغذية الكهربائية المستقرة والموثوقة لم يعد مجرد خدمة خدمية تقليدية، بل بات شرطًا جوهريًا لبناء بيئة استثمارية جاذبة، وتحقيق الأمن الغذائي، وتفعيل قدرات القطاعات الإنتاجية كافة.
موضوعات مقترحة
وقد شهدت السنوات الأخيرة جهودًا متسارعة من قبل الحكومات والمؤسسات المعنية لتطوير البنية التحتية الكهربائية، والتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وضمان وصول الكهرباء إلى المناطق الصناعية والزراعية الناشئة، حيث إن هذا التوجه لم يكن فقط لتلبية الطلب المتزايد، بل أيضًا التزامًا بالمعايير البيئية العالمية واستراتيجية التحول نحو اقتصاد أخضر مستدام.
وعبر السطور التالية نستعرض أهم وأبرز الجهود المبذولة في مجال توفير التغذية الكهربائية، وأثرها المباشر في تعزيز التنمية المستدامة، وتحفيز النمو الصناعي والزراعي، إلى جانب دورها الحيوي في جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.
"الكهرباء" تدعم التنمية الزراعية
في إطار الجولات الميدانية المستمرة لمتابعة تنفيذ مشروعات البنية التحتية الحيوية، قام الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بجولة تفقدية لمحطات محولات رشيد 2 و5 و6، التي تُعد من المصادر الرئيسية لتوفير التغذية الكهربائية اللازمة لمشروعات التنمية الزراعية في الدلتا الجديدة، ضمن نطاق عمل جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة.
دعم مباشر لخطة الدولة في التنمية المستدامة
تأتي هذه الزيارة في ضوء الخطة العاجلة لوزارة الكهرباء وبرنامج عملها، الهادف إلى دعم جهود الدولة في إقامة مجتمعات زراعية صناعية عمرانية متكاملة، حيث يشدد الدكتور عصمت خلال جولته على أهمية الالتزام الكامل بالجداول الزمنية لتنفيذ مشروعات محطات المحولات، وخطوط النقل، وشبكات التوزيع على مختلف الجهود الكهربائية، بما يشمل تغذية الموزعات الخاصة بطلمبات الرفع، التي تمثل عنصرًا أساسيًا في استصلاح الأراضي.
توجيهات صارمة وإجراءات ميدانية
خلال الجولة، تابع الوزير أعمال تركيب المحولات واستعرض الوضع الراهن للمشروعات، ومعدلات الإنجاز الفعلية مقارنة بالمخطط الزمني، إلى جانب خطة تشغيل المحطات وربطها بالشبكة القومية الموحدة، كما راجع ما تم تنفيذه من توجيهات خلال الجولات السابقة، ووجّه بتكثيف العمل، وزيادة عدد الورديات، وإنهاء الأعمال الفنية الخاصة بالأبراج في مسار الخطوط، حيث يؤكد الوزير ضرورة تذليل العقبات والمعوقات، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية تتابع عن كثب مستجدات المشروع، في ضوء الاجتماعات المتواصلة التي يعقدها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مع الجهات المعنية.
متابعة دقيقة وتنسيق كامل بين الجهات المنفذة
رافَق الوزير في جولته المهندسة منى رزق، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، والمهندس طارق عبدالشافي، رئيس شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، إلى جانب مديري المشروع ومسؤولي الشركات المنفذة، حيث استعرض الحضور الموقف التنفيذي للبنية الأساسية، ونسب الإنجاز، وخطة التدرج الزمني للأحمال، وكذلك جاهزية مصادر التغذية القريبة لبدء تشغيل المشروعات الزراعية، كما شملت الجولة تقييم التقدم في إنشاء محطات المحولات الخاصة بمناطق الاستصلاح الجديدة، خصوصًا في المحور الشمالي "روافع الحمام".
خطة شاملة لتحسين كفاءة المنظومة الكهربائية
إيماناً بأهمية تحسين كفاءة المنظومة الكهربائية يؤكد الدكتور عصمت خلال الجولة أن الوزارة تمتلك رؤية واضحة وشاملة لتوفير التغذية الكهربائية لكافة الاستخدامات، مع التركيز على مشروعات الاستصلاح الزراعي والتنمية الصناعية في ضوء استراتيجية الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيراً إلى أن خطة الوزارة تشمل الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة تشغيل محطات التوليد التقليدية، وتقليل الفاقد في الشبكات، لاسيما على مستوى التوزيع.
الكهرباء.. ركيزة للاستثمار والتنمية
تعد الطاقة الكهربائية ركيزة أساسية للاستثمار والتنمية، حيث يشدد الوزير على أن إتاحة الكهرباء لجميع الاستخدامات تُعد من أولويات الوزارة، كونها ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز جذب الاستثمارات، ودعم خطط التوسع في القطاع الصناعي والاستصلاح الزراعي، مؤكداً أن مصر تمتلك قدرات توليدية كبيرة وبنية تحتية كهربائية متطورة، تعمل الوزارة حاليًا على تعظيم الاستفادة منها، بما ينعكس على استقرار التغذية وجودتها.
الدكتور محمود عصمت بجولة تفقدية لمحطات محولات رشيد
الدكتور محمود عصمت بجولة تفقدية لمحطات محولات رشيد
الدكتور محمود عصمت بجولة تفقدية لمحطات محولات رشيد