حوار الساعة مع خبير فى اللوائح الرياضية المهندس عامر العمايرة

14-4-2025 | 14:21
حوار الساعة مع خبير فى اللوائح الرياضية المهندس عامر العمايرة خبير اللوائح الرياضية المهندس عامر العمايرة
حواش منتصر
الشباب نقلاً عن

سيتم التأريخ لكرة القدم المصرية لما قبل انسحاب الأهلي من مباراة القمة.. وما بعدها
موضوعات مقترحة
قرعة الدوري التي تم تنفيذها بشكل عشوائي بها أخطاء كارثية

 

ليس لاعبا سابقا، ولا ناقدا رياضيا، ولكنه معروف بأنه مرجعية مهمة في كل قضايا وأزمات كرة القدم المصرية، المهندس عامر العمايرة، أو كما يعرف على السوشيال ميديا بأنه "خبير اللوائح الرياضية"،  مع كل مشكلة في الملاعب المصرية، ومع تباين الآراء واختلاف وجهات النظر، تجد الجماهير ضالتها عنده، فما هي قصته، وكيف أصبح مهندس المقاولات، خبيرا في اللوائح الرياضية؟ وما تعليقه علي أبرز قضايا الساعة المثارة حالياً علي الساحة الرياضية؟


من مهندس إلى خبير في اللوائح الرياضية.. كيف بدأت القصة؟
أعمل مهندساً بشركة مقاولات، علاقتي باللوائح الرياضية وتحديدا كرة القدم هي في الأساس هواية، ومنذ عدة سنوات بدأت أتابع وأقرأ في لوائح الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" ولوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وفي أثناء إثارة أي قضية تتعلق بكرة القدم، تظهر العديد من الآراء على وسائل التواصل والبرامج التليفزيونية، وبدوري ومن خلال متابعتي وفهمي للوائح بدأت في رصد أي قضية وتطوراتها، والحكم النهائي فيها ليس من وجهة نظري ولكن طبقا للوائح سواء الخاصة بالاتحاد المصري لكرة القدم أوالاتحاد القاري أو الاتحاد الدولي، ونتيجة لما أقدمه بحيادية على مواقع التواصل في القضايا الرياضية، أصبحت هناك ثقة بيني وبين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومع تكرار الوقائع والقضايا، ومع تكرار الآراء السليمة التي أعرضها تطورت هذه الثقة، ومن هنا ومع كل قضية ومع كل أزمة، أجد الجميع يخاطبني على وسائل التواصل الاجتماعي عن الحكم أوتطور القضية وماذا سيحدث فيها؟ وفي عام 2016 كان يتابعني على حسابي بموقع تويتر نحو 100 شخص، الآن أصبح عدد المتابعين لي أكثر من 225 ألف متابع، وفي بعض الأحيان تكون القضايا غير واضحة باللائحة وليس هناك نص يتوافق مع الحالة، هنا يتم الحكم بحالات مشابهة تم البت فيها سابقا، وهذا يتطلب مني الإلمام بالمعلومات والقضايا الرياضية على المستويين المحلي والدولي.


هل هناك أمثلة على مثل هذه القضايا؟
هناك مثلا، قرار غرفة تسوية المنازعات الذي يقول: إنه ليس شرطا أن يسجل عقد اللاعب على السيستم حتى يكون العقد صالحا، ولكن مجرد توقيع العقد بين اللاعب والنادي أصبح ساريا، وعلى سبيل المثال أيضا، قائمة الانتظار قلت: إنها غير قانونية لأنها تحرم اللاعب من حقوقه الأساسية طبقا للقانون السويسري الذي يتبع الفيفا، وهذا ما قلته، واعترض البعض على كلامي، ولكن مع أول واقعة ثبت صحة كلامي مع واقعة اللاعب التونسي هيثم العيوني مع النادي المصري البورسعيدي، وأيضا قضية اللاعب التونسي لسعدالجزيري مع نادي الإسماعيلي، وفي الحالتين قام اللاعبان بشكوى المصري والإسماعيلي وحكم لهما من المحكمة الرياضية الدولية بقيمة باقي العقد، لأن قائمة الانتظار غير قانونية، وهو ما توافق مع ما قلته قبل الحكم، وهذا يعطيني ثقة أكبر بين المتابعين والجماهير، وأيضا لدى القائمين على الإعلام الرياضي.


في رأيك، لماذا تعيش كل أطراف لعبة كرة القدم في دور"المظلومية"؟
اللوائح واضحة، ولكن المظلومية يعيش فيها اتحاد كرة القدم ورابطة الأندية والجماهير، والمسئول هنا جميع الأطراف، أولا اتحاد كرة القدم المنظم للعبة والذي لا ينفذ بعض الأحكام القادمة من المحكمة الرياضية الدولية أوالفيدرالية السويسرية، مثل قضية نادي النجوم مع نادي الإسماعيلي والتي بدأت في عام 2019، حيث حصل نادي النجوم على أحكام من المحكمة الرياضية الدولية في فبراير 2020 بحصوله على مليون و250 ألف دولار من الإسماعيلي وحتى الآن اتحاد الكرة المصري لم يطبق القرار ولم يحصل نادي النجوم على مستحقاته المادية، وقتها قلت: إن من حق نادي النجوم شكوى اتحاد الكرة المصري للفيفا بسبب التقاعس عن تنفيذ الحكم، وبعدها بفترة قام النجوم بالفعل بتقديم شكوى، وبالفعل عاقب الاتحاد الدولي الاتحاد المصري بتغريمه 30 ألف فرنك سويسري، وهدده بأنه في حال عدم تنفيذ القرار سيتم حجب 20% من المساهمة التي يقدمها "فيفا" للاتحاد المصري لتطوير اللعبة، وهي تتراوح بين 500 ألف ومليون دولار سنويا، العبرة هنا هي أن الاتحاد لا ينفذ اللوائح من أجل مجاملة نادي قوي وهوالإسماعيلي صاحب الجماهيرية والشعبية على حساب نادي ضعيف وهوالنجوم الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة.


تقصد هنا أن المحسوبية تلعب دورا كبيرا في إدارة اللعبة في مصر؟
بالطبع، طالما دخلت المحسوبية في تنفيذ اللوائح يبدأ حدوث نوع من التسيب، وبالتالي عندما ترى الأندية الكبيرة أنها لا تحاسب أو تعاقب عندما تخطئ، فالطبيعي أنها ستتمادى في الأخطاء وستكررها دون رادع، وهنا أحب أن أذكر مسألة تراخيص الأندية، وهي سلاح في يد الاتحاد، فالنادي الذي يخطئ أولا يتم منحه الرخصة لأنه عليه مديونية مثلا، سيلتزم بالقرارات واللوائح لكن هذا لا يحدث مطلقا، كل عام هناك ناد أوأكثر يخالف شروط الرخصة بسبب المديونية، ولكنه يحصل على استثناء ويحصل على الرخصة، وبالتالي هذا النادي لن يعدل من وضعه ولن يعمل بشكل سليم، نفس الوضع في أي مشكلة.


نفهم من كلامك أن الأقوى يحصل على حقوقه والأضعف لا؟
إذا كان هناك ناد معه حق في مواجهة نادي قوي، يقوم الاتحاد بتسويف القضية، ولكن قضية "النجوم" التي حصل من خلالها على حقه بتحرك المياه الراكدة، وبالتالي ستلجأ الأندية لخطوات قانونية ويتم التصعيد للفيفا وهو ما سيدفع الاتحاد للإلتزام حتى لايقع تحت طائلة عقوبات الفيفا، وفي حالة تنفيذ اللوائح ستبدأ الأندية في احترام العلاقة التعاقدية مع اللاعبين واحترام العلاقة بين الأندية والاتحاد، وسيكون هناك التزام من جميع الأطراف وبالتالي سينصلح حال المنظومة بأكملها، وهذا لن يحدث في يوم وليلة، ولكن ما تم إفساده في الإدارة الرياضية خلال الثلاثين عاما الماضية يحتاج 5 سنوات حتى يتم تعديله.


معنى ذلك أن لوائح كرة القدم في مصر تحتاج إلى تعديلات؟
بالطبع، لائحة الدوري المصري غير جيدة، وعلى سبيل المثال قرعة الدوري التي تم تنفيذها بشكل عشوائي، ليس بها بنود توضح كيفية إجراء القرعة وحضور مندوبين عن الأندية في أثناء إجرائها، أيضا درجات التقاضي والعقوبات غير واضحة للجميع، فلائحة الدوري الحالية بها كمية مشاكل وأخطاء كارثية، ولم نسمع عن أي نادي اعترض على بند معين، ولكن الاعتراضات تبدأ بعد بدء المسابقة، فلماذا لم تعترض قبل البطولة، أتمنى من الجميع قراءة اللائحة قبل انطلاق المسابقة وإبداء الرأي والاعتراض على كل ما هو خطأ.


لدينا مشكلة تتعلق بالمسئول الذي يظل مرتديا فانلة ناديه ولا يتخلى عن انتمائه عندما يجلس على الكرسي؟
يوجد ذلك، والعكس أيضا، هناك مسئولون قيل عنهم أهلاوية أو زملكاوية وظلموا الفريق الذي يشجعونه بالفعل ليثبتوا العكس، في الفترة الحالية قد تتدخل انتماءات بعض المسئولين، فقد يتعرض المسئول لضغوط أو قد يكون هناك تضارب مصالح مثلا، والمفروض في هذه الحالات يمنع المسئول من المنصب في حال تضارب المصالح، فالانتماء للأندية موجود لكن ليس بنسبة كبيرة، المسئول يجب أن يفعل ما يفيده كشخص، وما يفيده هوأن يكون ناجحا.


هل هناك من يريد أن تغرق الكرة المصرية عن عمد أم أن ما يحدث هو نوع من التخبط؟
في أوقات يحدث هذا عن عدم دراية، مثلا لائحة الدوري العام هناك مسئولون يعترضون على بعض البنود بها وتشعر أنهم لم يقرؤوها قبل ذلك، وبالتالي يحشدون الجماهير بشكل خاطئ، فهناك جزء عدم دراية بلوائح المسابقة التي تشارك بها، والجزئية الثانية تتمثل في خوف المسئول من الاصطدام بناد كبير، وبالتالي يلجأ للحلول الوسط أوالحلول الودية بين الأندية واللاعبين. وهنا أتطرق للجنة شئون اللاعبين، فهناك قضايا بين أندية ولاعبين عمرها أكثر من 5 سنوات، ولاعبون لهم حقوق عند بعض الأندية ولم تحصلوا على مستحقاتهم حتى الآن، اللاعب اعتزل ولم يحصل على حقوقه، كما أنه يتم الحكم للاعبين ولم يتم تنفيذ الحكم.


هل يمكن أن يلعب الدوري المصري بدون النادي الأهلي؟
الدوري المصري لا يجب أن يلعب بدون أندية جماهيرية، ويجب على المستثمرين أن يستثمروا في الأندية الجماهيرية التي تعاني من أزمات مادية، مثل الإسماعيلي الذي يغرق في الوقت الحالي وقد يهبط من الدوري الممتاز، وهناك المصري ومنتخب السويس والمنيا، هناك أندية إذا تم الاستثمار فيها من قبل الشركات سيكون هناك دوري قوي، وبالنسبة للأهلي والزمالك فالدوري منقسم 95% جماهيرية للأهلي والزمالك والـ5% المتبقية لباقي الأندية الجماهيرية، حتى هذه النسبة  تشجع ناديها ومعه الأهلي أو الزمالك، فهما القوة الشرائية للدوري، ومباراة الأهلي والزمالك هي الأكثر تأثيرا في القارة السمراء والوطن العربي، وبالتالي يجب على وزارة الشباب والرياضة أن تبحث المشكلة بعيدا عن المخطئ، وتبحث عن حل  وأن تكون هناك قواعد تحكم الجميع، مثلا يجب أن تحتوي اللائحة على بنود تتيح للأندية الجماهيرية أن تطلب حكاما أجانب للمباريات المهمة بدون رفض من الاتحاد، كما يجب حل المشاكل حتى نعود لمكانتنا، نحن تراجعنا كثيرا فالدوري المغربي أصبح أفضل وأكثر ظهورا من الدوري المصري، وهناك الدوري السعودي تخطى الدوري المصري بمراحل، والدوري الإماراتي كقوة شرائية تفوق على الدوري المصري، رغم أننا لدينا الأهلي والزمالك ومباراتهما تضمن متابعة من 150 مليون مشجع في الوطن العربي، فدوري بهذه القيمة يستحق مكانة أفضل، فالدوري المصري ينفق عليه 1.2 مليار جنيه، وهناك فارق كبير بينه وبين الدوري السعودية الذي ينفق عليه 2 مليار دولار (ما يعادل 100 مليار جنيه مصري)، الدوري المصري يجب أن ينفق عليه أفضل من ذلك، على الملاعب والبث والتصوير وحل مشاكل الملاعب ومشاكل الأندية والتحكيم وفتح الباب أمام الحكام الأجانب، وهو ما سيدفع الحكام لتحسين مستواهم.


بعد انسحاب الأهلي من مباراة القمة.. هل سيتم التأريخ لكرة القدم المصرية قبل وبعد الواقعة؟
المفترض بعد موقف الأهلي تتغير الصورة تماما، لأن شكل الإدارة الرياضية في مصر ليس في أفضل حالاتها، صورتك غير جيدة في الوطن العربي، الناس تتحدث عنا بأسلوب غير مناسب، موقف الأهلي جاء نتيجة تراكمات تسبب فيها الاتحاد والرابطة، ولم يتم حل المشاكل، قرارات وأحكام تتأخر، مثلا عضو مجلس إدارة نادي الإسماعيلي دفع الحكم في صدره، وحتى الآن لم نسمع عن أي عقوبة أو قرار من اتحاد الكرة بعد 3 أشهر من الواقعة، المشهد سيتغير بالطبع بعد موقف الأهلي، فخسائر المباراة قدرت بنحو 200 مليون جنيه وهو رقم كبير، وهو ما سيدفع الجميع للحلول مبكرا. لماذا تم ترك الأزمة حتى تصل لهذه الدرجة، الموضوع يحتاج تحقيق في الأحداث ونخرج بنقاط ما هوالصحيح والخطأ بعيدا عن العقوبات، يجب أن يكون هناك إطار يحكم الجميع. الدنيا اختلفت، حدث شرخ في المنظومة كلها، الجميع يتهم بعضه البعض.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة