كارثة تقنية خلع الملابس بالذكاء الاصطناعي وتأثيراتها النفسية والاجتماعية

14-4-2025 | 13:56
كارثة تقنية خلع الملابس بالذكاء الاصطناعي وتأثيراتها النفسية والاجتماعية كارثة تقنية خلع الملابس بالذكاء الاصطناعي
الضوي أحمد

في الوقت الذي أصبح فيه الذكاء الإصطناعي قوة ثورية تدفع عجلة التقدم في مجالات الطب والتعليم والاقتصاد، ظهرت تطبيقات مظلمة لهذه التقنية تهدد القيم الإنسانية والخصوصية النفسية، ومن أخطرها ما يُعرف بتقنيات "خلع الملابس بالذكاء الاصطناعي" أو ما يُعرف بـ AI Undressing.

موضوعات مقترحة

هذه التقنية تعتمد على خوارزميات توليد الصور مثل Deepfake وGANs، حيث يمكن استخدام صورة عادية لشخص ما – غالباً دون علمه – ليتم إنشاء صورة مزيفة تُظهره وكأنه عارٍ، في إنتهاك صارخ للخصوصية والأمان النفسي.

الدكتورة نيفين حسني استشاري علم النفس الرقمي، تحدثنا في البسطور التالية عن التأثير النفسي والاجتماعي العميق لضحايا خلع الملابس بالذكاء الاصطناعي. 

الدكتورة نيفين حسني

أولًا: التأثير النفسي العميق لخلع الملابس بالذكاء الاصطناعي على الضحايا

لا يمكن الاستهانة بالأثر النفسي الذي تتركه هذه التقنية على من يتم استهدافهم، خاصةً من المراهقين والنساء. وتتمثل أبرز الأعراض النفسية فيما يلي:

• الصدمة والهلع: كثير من الضحايا يصابون بانهيار نفسي عند رؤية صورة مزيفة لهم تنتشر دون علمهم.
• القلق المزمن وفقدان الأمان الرقمي: يبدأ الفرد في الشعور بالخوف من مشاركة أي صورة أو الظهور أمام الكاميرا.
• الوصمة الاجتماعية: حتى لو ثبت زيف الصورة، فإن كثيراً من الأشخاص لا يصدقون، مما يُنتج وصمة إجتماعية مؤلمة.
• الإنطواء والعزلة: بعض الضحايا ينسحبون من محيطهم الاجتماعي والدراسي خوفاً من السخرية أو التنمر.
• الاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس: الانتهاك العميق للكرامة الرقمية يُشبه في تأثيره النفسي التحرش الرقمي الصامت.
دراسة نُشرت عام 2021 في Journal of Cyberpsychology  وجدت أن 70% من النساء اللواتي تعرضن لمحتوى deepfake جنسي أبلغن عن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة .(PTSD) 

ثانياً: من المسؤول؟ وما هو الدافع؟

المجرمون الرقميون لا يحتاجون سوى صورة عادية من السوشيال ميديا، ويتم باستخدام أدوات مجانية أو مدفوعة تحويلها إلى محتوى غير أخلاقي خلال دقائق.

أبرز دوافع استخدام تقنية خلع الملابس بالذكاء الاصطناعي:

• الابتزاز الجنسي أو المالي (Sextortion)
• الانتقام الإلكتروني (Revenge Porn)
• التنمر والتشهير
• الفضول أو التحدي التقني لدى المراهقين

وهنا يُطرح تساؤل مهم: هل الذكاء الاصطناعي هو الفاعل؟ أم من يستخدمه؟ الجواب: المسؤولية تقع على مطوّري هذه الأدوات والجهات التي تتيح استخدامها دون رقابة أو مساءلة قانونية من جهة وعلى من يستخدمه بدوافع خبيثة وانتقامية وطريقة مستغله لا أخلاقية من جهة أخرى.

ثالثًا: كيف نحمي أنفسنا من جريمة خلع الملابس بالذكاء الاصطناعي ؟

على المستوى الشخصي:

• تجنّب نشر الصور الشخصية، خصوصاً في وضعيات قد يساء إستخدامها.
• إستخدام إعدادات الخصوصية القصوى على حسابات التواصل الإجتماعي.
• التوعية النفسية الرقمية للمراهقين بعدم الثقة المطلقة في البيئة الرقمية.

على المستوى النفسي والعلاجي:

ضرورة الدعم النفسي الفوري للضحايا، من خلال جلسات علاجية تركز على إستعادة الثقة بالنفس وإدارة المشاعر السلبية الناتجة عن الصدمة ومواجهة الشعور بالذنب والعار غير المبرر.
المركز الوطني للصحة النفسية في بريطانيا أوصى بإدراج "التعرض للإبتزاز الرقمي الجنسي" كأحد مكونات الصدمة النفسية في المراهقين.

ماذا يحدث عندما يتجاوز الذكاء الاصطناعي حدود الأخلاق؟


الذكاء الاصطناعي هو أداة، لكن حينما يتحوّل إلى سلاح يُستخدم لابتزاز الأفراد وتدمير حياتهم النفسية والاجتماعية، فإنه يتحول إلى كارثة رقمية. المطلوب اليوم هو وعي مجتمعي ونفسي وقانوني لمواجهة هذه التقنية المظلمة، وتطوير منظومة حماية رقمية تبدأ من المنزل، وتستمر في المدارس، وتُدعم بقوانين صارمة تجرّم إنتاج أو نشر أو حيازة مثل هذا المحتوى.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة