أنا شاب حكمت عليه الأقدار بالموت على قيد الحياة.. أتجرع الآلام ليل نهار بلا أمل في الخلاص يوما ما، عندما تفتحت عيناي علي الدنيا كانت الأحلام تملأ قلبي انظر للمستقبل بعيون مفعمة بالتفاؤل وأراني قد كبرت.. تجاوزت المرحلة الإعدادية والثانوية والتحقت بكلية الهندسة وتخصصت في الإلكترونيات كان حلما بسيطا أراه عظيما ولكنها الأقدار التي شاءت لي أن يكون الحلم مستحيلا، اصطبغ الحلم المتعشم في الحياة بمسحة الموت الذي بات يتهددني في كل ثانية من حياتي.
موضوعات مقترحة
ربما يكون اليأس من الحياة برمتها أشبه بخيوط عنكبوتية تقترب منى و تحكم سيطرتها على و تخنقني شيئا فشيئا و لكن لن أفقد يقينى فى الله و رحمته بى، أصبر على حالى يمتد ليلى طويلا سهادا و ألما و انتظارا لموت محتمل ويشرق نهارى بالأمل مع نور يوم جديد فى الحياة أن يأتى بأسباب الشفاء.
بعد المرحلة الإعدادية و في الأيام الأولي لي من الدراسة الثانوية انتابتني أعراض غريبة أشبه بالكسل والوخم الدائم و مع الوقت تحول هذا الإحساس إلي شيء من العجز بعض الشيء في أطرافي وثقل لساني عن الكلام وكأن شيطانا بدأ يسكن جسدي ويعربد فيه.
تقلصت الحركة في جسمي واشتعلت أطرافي بحركات لا إرادية عشوائية بلا أي قدرة مني علي التحكم.
انزوى الجسد ونحل والتوت شفتاي كما تصلبت يداي وقدماي. أهلي حملوني إلي الأطباء والمستشفيات ومابين ماراثون الأشعة والتحاليل والفحوصات المميتة قلقا وقفت علي شاطيء الحقيقة المرة.
من بين ملايين البشر يصاب جسدي بمرض نادر ليس منتشرا في هذه البلاد، هذا المرض اسمه ديستونيا وهو عبارة عن خلل في الأعصاب ناتج عن نقص هرمون الديستونيا في المخ و تسبب ذلك في اصابتي بعدم اتزان في كل حركاتي قد يصل الأمر إلي الشلل في الأطراف الأربعة والرقبة والفم وعدم القدرة علي التكلم.
وقعت الكارثة وقع النيران تلتهم في طريقها كل الأحلام و آمال المستقبل المبهج وبت أعتاد حياتي الجديدة تنتابني ليل نهار حركات لا إرادية بشكل عشوائي تعيقني عن ممارسة حياتي الطبيعية وأتشبث بالصبر لأستطيع تحمل آلامي.. بدأت رحلة المرض معي وأنا بعد في الخامسة عشرة من عمري ولكني لم أفقد إيماني بالله و قررت أن أصارع المرض بالأمل و علي أن أحقق كل أحلامي و خضت مضمار الإرادة حتي أنهيت مرحلتي الدراسية في الثانوية العامة والتحقت بمعهد نظم و معلومات بأكاديمية عين شمس و لكن تداعيات المرض كانت تتزايد مع الوقت والآلام تتفاقم و قدرتي علي الاحتمال باتت معدومة وتسببت حالتي في فشلي في دراستي وبسبب الاعاقة لم أكمل تحقيق أحلامي الضائعة.
لم يبق لي في الدنيا غير طريقين إما التكور علي حالي وتجرع الأمل صبرا وانتظارا حتي تأتي لحظة النهاية, وإما أمل بعيد ينبعث بريقه من بعيد فقد رأيت علي قناة فضائية لإحدى الدول العربية أنهم أجروا جراحة لحقن الهرمون الناقص عندي في مخ مريض حالته كانت أسوأ من حالتي وعاد معافي من علته وكانت العملية خطيرة ومكلفة لأنها استغرقت قرابة الست عشرة ساعة و قادني الأمل للسؤال هل تتم مثل هذه العمليات عندنا وعرفت أن هناك طبيبا بعينه هو من يمكنه عمل حقن للمخ بالهرمون الناقص ولكني عرفت أيضا أن تكلفة العملية باهظة بسبب أن الهرمون نفسه الذي يتم حقنه غال جدا ولأني أعيش علي هذا الأمل دعوت الله أن يرزقنى من يعيننى على التعافي و الشفاء و تجلت رحمته فى أهل الخير ممن تبرعوا لى بتكلفة العملية و ها أنا مقدم عليها وجلا خائفا لأنى أعلم أن نسبة نجاحها قد تكون ضعيفة.
س . م
ترفق بحالك يا أخى ولا تقنط من رحمة الله وتشبث بالأمل فباب الرحمن لا ينغلق في وجه أحد من عباده أبدا و ثق أنه سبحانه و تعالي سيظللك بالشفاء القريب وإن كان الأمل بعيدا فهو ليس بعيدا علي الخالق سبحانه وتعالي ولو شعرت بشئ من يأس أو بوحشة أو غربة فتذكر قربك من الله وهو ينير لك الطريق إذ يقول في محكم آياته وإذا سألك عبادي عني فإني قريب, أجيب دعوة الداع إذا دعان, فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون و يقول إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم.
و لسوف يعطيك ربك فترضي إن شاء الله و ينعم عليك بالشفاء و يكفى من آيات الرحمة أن بعث لك من يترفق بحالك ويمد لك يد الشفاء.