14-4-2025 | 14:42
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

انتقال زيزو للأهلي كان ولا يزال هو حديث الصباح والمساء في الشارع المصري.. وعلى مدار الشهور الماضية.. وسيَبقى الحال كما هو عليه في الفترة المقبلة.. سواء بعد انضمام اللاعب رسميًا للأهلي أو بعد مشاركته وظهوره الأول مع الفريق في كأس العالم للأندية.. 

صفقة من العيار الثقيل لا مجال فيها للشك أو التشكيك.. صفقة القرن كما تستحق أن تُوصف.. فمن حيث القيمة الفنية زيزو لاعب دولي كبير ومؤثر ويعيش مرحلة النضج والإبداع الكروي.. وتألق مؤخرًا مع المنتخب وأحرز هدفين في مشوار تصفيات كأس العالم.. ويمثل ركيزة أساسية مع منتخب مصر مثلما هو الحال مع فريق الزمالك على مدار السنوات الماضية.. التي كان فيها هو اللاعب الأفضل والأكثر مشاركة وثباتًا في المستوى وإحراز الأهداف.. 

لذلك كان طبيعيًا أن يضعه كولر في حساباته ويطالب بضمه للأهلي ليُكمل القطعة الناقصة التي كان يبحث عنها في تشكيل المباريات.. ومن حيث القيمة المادية وبحجم المبالغ التي دفعها الأهلي ليُغري اللاعب على الانتقال لصفوفه تبقى صفقة زيزو هي الأغلى في تاريخ الكرة المصرية على الإطلاق.. أما من ناحية القيمة المعنوية لجمهور الناديين.. فالأهلي فاز بنجم من العيار الثقيل في توقيت بالغ الحساسية كانت تحتاج فيه إدارة الأهلي لمصالحة جماهيرها الغاضبة وبشدة بعد موقعة الانسحاب وخسارة ست نقاط أو حتى ثلاث في موقف تاريخي سيئ لا يمكن لأحد أن يُجمّله أو يضعه داخل برواز البحث عن الحقوق ومحاربة السلبيات.. 

على الجانب الآخر تعرّض جمهور الزمالك لأكبر حملة خداع في تاريخه من مسئولي النادي وآخرين ممن نصّبوا أنفسهم ولاة على لجنة التعاقدات.. فلا يوجد شخص واحد من جمهور الكرة في مصر لا يعرف موعد انتهاء عقد زيزو مع الزمالك.. وأن العلاقة بين الطرفين انتهت رسميًا في شهر يناير الماضي.. فبات من حق اللاعب الدخول في مفاوضات مع أي فريق خارج أو داخل مصر دون مشكلات أو قيود.. ورغم ذلك كان مجلس إدارة الزمالك هو الذي يُماطل ويُراوغ ويتهرب من عقد جلسات مع اللاعب.. رغم أنه من المفروض أن يحدث العكس وهذا باعتراف اللاعب نفسه.. 

الغريب في أزمة زيزو مع الزمالك أن مسألة تجديد التعاقد كانت على رأس قائمة البرنامج الانتخابي لحسين لبيب رئيس النادي وقائمته وأكد هذا في برنامج تليفزيوني مسجل قبل خوض الانتخابات الماضية.. عندما قال إن الإبقاء على زيزو داخل قلعة الزمالك على رأس الأولويات.. وعندما رفض مجلس الإدارة كل العروض الخارجية التي وصلت إلى اللاعب وبأرقام ومبالغ خيالية كانت تكفي لشراء لاعب بديل على أعلى مستوى سواء إفريقي أو أوروبي.. وسداد ديون النادي ومستحقات باقي اللاعبين بالفريق.. هذا الرفض جعل جمهور النادي يتصور أن مجلس الإدارة قد حسم أموره واستقر على التجديد لزيزو بعد توفير المبالغ المادية لإتمام التعاقد.. 

لكن ما حدث كان هو العكس رغم وجود لجنة ثلاثية للتعاقدات تضم عمرو الجنايني، وحازم إمام، وأحمد حسام ميدو، وهذه اللجنة رغم اهتمامها بعمل تعاقدات جديدة محلية وخارجية ونجحت في بعضها، لكنهم أهملوا ملف التجديد لزيزو، وتفرغوا فقط للتباهي بالصفقات الشتوية والبطولة الزائفة بقطع الطريق على الأهلي في صفقة بنتايك الذي هو في الأصل مُعار للزمالك، وتفعيل بند الشراء في عقده لا يملكه أي فريق آخر غير الزمالك.. 

فأين البطولة في الموضوع؟! مجلس إدارة الزمالك ولجنة التعاقدات في خضم صدمتهم من توقيع زيزو للأهلي ومحاولة كل واحد منهم الهروب من المسئولية لم يلتفتوا إلى ملف آخر مهم وهو التجديد لاثنين آخرين من لاعبي الفريق.. محمود الونش، وحسام عبدالمجيد اللذين باتا الهدف الجديد لمسئولي الأهلي بعد صفقة زيزو.. ولم يتم التفاوض معهما في مسألة تجديد عقودهما دون معرفة سبب التأخير الذي من المؤكد أنه أصبح ليس ماديًا.. بعدما خرج ميدو المتحدث الرسمي للجنة التعاقدات على الهواء مباشرة ليؤكد امتلاكه دفتر شيكات مفتوحًا للتعاقد مع أي لاعب من خارج النادي.. 

فكان السؤال لماذا إذن تُغلق الدفاتر وتقل الأصفار في وجه لاعبي الفريق؟ سؤال ربما يملك ميدو ورفاقه الإجابة عنه خاصة بعد الهروب الجماعي لأعضاء مجلس الإدارة من المشهد وتصدير اللجنة الثلاثية لتحمل المسئولية. 

الزمالك استدان من البنوك وحصل على قروض، وما زالت الديون تُطارده كل يوم، وشبح إيقاف القيد قائم بسبب مستحقات باتشيكو والنيجيري نداي.. فلماذا لا تُسدد شيكات ميدو كل هذه الديون ويتعاقد مع اللاعبين؟ 

هل يملك ميدو الإجابة مثلما يملك دفتر الشيكات؟!

كلمات البحث
الأكثر قراءة