دراسة: إغلاق الإنترنت عن الهاتف لمدة 10 أيام يحسّن التركيز ويُعيد التوازن النفسي

13-4-2025 | 18:16
دراسة إغلاق الإنترنت عن الهاتف لمدة  أيام يحسّن التركيز ويُعيد التوازن النفسي الهاتف المحمول
زينب الباز

وفقًا للباحثين، فإن حظر الإنترنت على الهاتف المحمول لمدة عشرة أيام يُحدث فرقًا ملموسًا في الصحة النفسية، والرفاهية العامة، ومستوى التركيز.

موضوعات مقترحة

في أوائل شهر فبراير، وتحديدًا في أيام 6 و7 و8، أُقيمت فعاليات “أيام الانفصال الرقمي” حول العالم، حيث دُعي المستخدمون إلى ترك هواتفهم المحمولة جانبًا، بهدف إعادة التواصل مع الواقع، وأخذ مسافة من إدمان بات محتملًا لدى كثيرين.

فرغم أن الهواتف الذكية سهّلت علينا الكثير من الأمور، فإن تأثيرها على صحتنا الجسدية والنفسية ليس دائمًا إيجابيًا. فقد أظهرت العديد من الدراسات أن التصفح المستمر على الشاشات (scrolling) يزيد من الشعور بالملل وعدم الرضا.

بل وفي سبتمبر الماضي، ربطت دراسة صينية بين الاستخدام المنتظم للهاتف وخطر الإصابة بأمراض القلب. أما اليوم، فتأتي دراسة جديدة نُشرت في مجلة PNAS Nexus لتؤكد أن منع الوصول إلى الإنترنت عبر الهاتف لبضعة أيام يعود بفوائد كبيرة على الصحة النفسية والتركيز.

وقد استندت هذه الخلاصة إلى تجربة شملت 467 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و74 عامًا. حيث استخدم الباحثون تطبيقًا مخصصًا لحظر الإنترنت المحمول على هواتف المشاركين لمدة أسبوعين، مع متابعة دقيقة لمدى التزامهم.

تم تقسيم المشاركين عشوائيًا إلى مجموعتين: المجموعة الأولى خضعت لحظر الإنترنت المحمول خلال الأسبوعين الأولين، بينما شكّلت المجموعة الثانية مجموعة ضابطة خلال الفترة نفسها، قبل أن تبدأ حظر الإنترنت في الأسبوعين اللاحقين. وقد سُمح باستخدام الإنترنت من خلال أجهزة أخرى غير الهاتف.

وداعًا لمتلازمة الفومو (الخوف من فوات شيء)

أول ملاحظة سجلها الباحثون هي أن قطع الإنترنت عن الهاتف لم يكن سهلًا على أحد. فمن بين 467 شخصًا وافقوا على المشاركة، لم يثبّت التطبيق سوى 266، ولم يلتزم بالحظر الفعلي لأكثر من 10 أيام إلا 119 مشاركًا فقط (أي بنسبة 25.5%).

لكن الملاحظة الأهم جاءت لاحقًا: أولئك الذين أكملوا التحدي حتى نهايته أبلغوا عن تحسن ملحوظ في حالتهم النفسية مقارنة بما قبل التجربة. كما لاحظ الباحثون زيادة في الشعور بالراحة النفسية وتحسنًا في التركيز. وبيّنت الدراسة أن المشاركين الذين كانوا يعانون من متلازمة “الخوف من فوات شيء” (FoMO) في بداية التجربة، كانوا هم الأكثر استفادة، ربما لأن الإنترنت المحمول يفاقم هذا الشعور من خلال استعراض ما يفعله الآخرون باستمرار عبر مواقع التواصل.

فوائد تتجاوز اللحظة

ولم تتوقف الفوائد عند هذا الحد؛ إذ يشير الباحثون إلى أن تحسينات الحالة النفسية والتركيز تعادل ما يشبه استعادة عشر سنوات من التراجع المعرفي. والأهم أن هذه الفوائد استمرت حتى بعد أسبوعين من انتهاء فترة الحظر.

وتبدو هذه النتائج أكثر أهمية حين نتذكر أن متوسط استخدام الفرد للهاتف في فرنسا عام 2023 كان يزيد على ثلاث ساعات ونصف يوميًا، وفقًا لتقرير صادر عن شركة Data A.AI لتحليل البيانات الرقمية.
المصدر موقع مجلة : top santé

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: