استقبل المصريون في سوهاج اليوم “أحد الشعانين” بابتسامات مشعة وأغصان سعف أخضر تزين الشوارع والكنائس؛ ليتحول إلى لوحة حية تعكس المحبة والسلام بين المصريين.
موضوعات مقترحة
يعود الاحتفال بهذا اليوم إحياءً لذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشليم - القدس- وسط استقبال حافل بالسعف.
سعف النخيل يزين سوهاج
منذ الصباح الباكر، تمتلئ أسواق سوهاج بالمارة، وتتعانق أصوات الفرحة مع ألحان الترانيم، في مشهد يجسد تآخي المصريين وانسجامهم.
التقت «بوابة الأهرام» أمام إحدى الكنائس بمينا زغلول، الذي يروي لنا بحماس: “أحد السعف يأخذنا في رحلة إلى أورشليم، حيث استقبل الناس السيد المسيح بالسعف الأخضر. حيث بداية أسبوع الآلام، قصة حب وتضحية وأمل.”
سعف النخيل يزين سوهاج
ويبتسم متابعًا: “الأطفال هم نجوم هذا اليوم! يهرعون لشراء السعف ويبدعون في صنع الصلبان والتيجان والخواتم، يحملونها بفخر ويحتفظون بها حتى عيد القيامة المجيد.”
سعف النخيل يزين سوهاج
عند زاوية أخرى، يقف أيمن حنا، الموظف النشيط، ويشاركنا الحديث قائلا: “السعف الأخضر هو رمز الفرح للكبار والصغار. كل أسرة تشتري حزمة منه وتتجه إلى الكنيسة».
سعف النخيل يزين سوهاج
ويتابع «أنا أفضل السعف الصغير اللين، فهو مثالي لتشكيل صليب أو تاج أو حتى قلب. أما الفتيات الصغيرات، فتجدهن منهمكات في صنع أساور وخواتم تزين أيديهن وأصابعهن!”
سعف النخيل يزين سوهاج
وفي ذات السياق يصف فام رفعت الأجواء بنبرة مليئة بالدفء: “نحمل السعف ونطوف حول الكنائس مع الكهنة والشمامسة، نترنم بأجمل الألحان في جو من المحبة والسلام. ثم ندخل لنحتفل بالقداسات ونرفع الصلوات، وكلنا شغف بالترانيم التي تملأ القلوب”.
في السوق، يقف على فهيم، بائع السعف، وسط أكوام مرتبة بعناية. ويقول مبتسماً: “لدينا كل الأحجام والأنواع! الأسعار بين 10 و25 جنيهًا حسب الحجم. السعف من قلب النخلة هو الأغلى والأكثر ليونة، مثالي للتشكيل”.
ويضيف موريس عزيز، البائع الآخر، بنبرة ودودة: “الكثيرون يفضلون الأشكال الجاهزة مثل الصليب والتاج لأطفالهم. أصنعها بجهد بسيط وربح قليل، فقط لأرى الفرحة في عيون الصغار وهم يحملونها”.
وهكذا، يتحول الاحتفال بـ« أحد الشعانين» في سوهاج إلى مناسبة تجمع القلوب، حيث يتشارك المصريون فرحة التراث والدين في أجواء يملؤها السلام والمحبة، لتظل هذه الذكرى شاهدة على وحدتهم وتضامنهم.