مع حلول فصل الربيع وتفتح الأزهار وانتشار حبوب اللقاح في الهواء، يبدأ موسم جديد من المعاناة للكثيرين، وهم مرضى حساسية الربيع. هذه الحساسية، التي تعرف أيضاً باسم حمى القش أو التهاب الأنف التحسسي الموسمي، يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين بها، خاصة كبار السن والأطفال الذين قد يكونون أكثر عرضة لمضاعفاتها.
لتسليط الضوء على هذه المشكلة الموسمية، تحدثنا مع الدكتور مجدي بدران، استشاري الحساسية والمناعة وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الذي قدم لنا شرحاً وافياً لأعراض حساسية الربيع، وتأثيرها على الفئات الأكثر حساسية، وأهم طرق الوقاية منها.
أعراض حساسية الربيع ليست مجرد زكام
أوضح الدكتور بدران أن أعراض حساسية الربيع تتشابه في بعض جوانبها مع أعراض نزلات البرد، ولكن هناك اختلافات واضحة. تشمل الأعراض الشائعة لحساسية الربيع ما يلي:
1- سيلان الأنف والعطس المتكرر غالباً ما يكون السيلان مصحوباً بحكة في الأنف.
2- احتقان الأنف و صعوبة في التنفس عن طريق الأنف.
3- حكة في العينين والأنف والحنجرة شعور مزعج بالحكة قد يؤدي إلى فرك العينين والأنف بشكل مستمر.
4- عيون دامعة مع زيادة إفراز الدموع.
5- السعال خاصة في الصباح الباكر أو عند التعرض للهواء الطلق.
6- صعوبة التنفس والصفير في الصدر في بعض الحالات، قد تتسبب الحساسية في تفاقم أعراض الربو لدى المصابين به.
7- الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة لاضطراب النوم بسبب الأعراض.
اقرأ أيضا:
"أمراض تغير الفصول".. خبراء يُقدمون نصائح للوقاية والحماية
قاوم حساسية الربيع بالفواكه والخضراوات
تأثير مضاعف على كبار السن والأطفال
أشار الدكتور بدران إلى أن حساسية الربيع يمكن أن يكون لها تأثيرات خاصة على كبار السن والأطفال، فالنسبة لكبار السن قد يعانون المصابون منهم بأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب والجهاز التنفسي، من تفاقم حالتهم الصحية بسبب حساسية الربيع. كما أن استخدامهم لأدوية متعددة قد يزيد من احتمالية تفاعلها مع أدوية الحساسية. بالإضافة إلى ذلك، قد يقلل ضعف جهاز المناعة لديهم من قدرتهم على تحمل أعراض الحساسية.
أما الأطفال فهم أكثر عرضة للإصابة بحساسية الربيع نظراً لحساسية جهازهم المناعي. كما يمكن أن تؤثر الأعراض على نومهم وتركيزهم في الدراسة ونشاطهم اليومي. وفي بعض الحالات، قد تؤدي الحساسية غير المعالجة إلى تطور مضاعفات مثل التهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الأذن الوسطى. كما أن الأطفال المصابين بالربو هم أكثر عرضة لتفاقم أعراض الربو لديهم عند التعرض لمثيرات الحساسية في الربيع.
حساسية الربيع
طرق الوقاية خطوات استباقية لتجنب المعاناة
ويؤكد الدكتور مجدي بدران على أهمية اتخاذ خطوات وقائية لتقليل التعرض لمثيرات الحساسية وتخفيف الأعراض. وتشمل هذه الخطوات:
- تجنب الخروج في الأوقات التي يكون فيها انتشار حبوب اللقاح في أعلى مستوياته، لأنه عادة ما يكون ذلك في الصباح الباكر وفي الأيام المشمسة والجافة والعاصفة.
- إغلاق النوافذ والأبواب خاصة في المنزل والسيارة، واستخدام أجهزة تنقية الهواء المزودة بمرشحات HEPA.
- ارتداء النظارات الشمسية والقبعات للمساعدة في حماية العينين وتقليل تعرض الشعر لحبوب اللقاح.
- الاستحمام وتغيير الملابس عند العودة إلى المنزل للتخلص من أي حبوب لقاح عالقة بالجسم والشعر.
- تجفيف الملابس في النشافة وليس في الهواء الطلق لتجنب تعلق حبوب اللقاح بها.
- المحافظة على نظافة المنزل تنظيف الأرضيات والأسطح بانتظام باستخدام مكنسة كهربائية مزودة بمرشح HEPA.
- استخدام بخاخات الأنف المحلول الملحي لتنظيف الممرات الأنفية وتخفيف الاحتقان.
- استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج مناسبة، والتي قد تشمل مضادات الهيستامين أو بخاخات الكورتيكوستيرويد الأنفية أو قطرات العين المضادة للحساسية. وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بالعلاج المناعي.
الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة
شدد الدكتور بدران على أن حساسية الربيع ليست قدراً محتوماً، وأن الالتزام بتدابير الوقاية وإتباع نصائح الطبيب يمكن أن يساعد بشكل كبير في تخفيف الأعراض وتحسين جودة حياة المصابين بها في هذا الفصل الجميل.