أحد الشعانين.. عندما يجمع سعف النخيل قلوب المصريين على المحبة| فيديو

13-4-2025 | 12:57
أحد الشعانين عندما يجمع سعف النخيل قلوب المصريين على المحبة| فيديو أحد الشعانين
الإسكندرية - جمال مجدي

على باب إحدى كنائس الإسكندرية، جلس مينا لطفي بجوار زوجته، يجدل سعف النخيل، بابتسامة لم تفارقه، وعين زادتها الفرحة لمعانًا، يبيع أشكالا صنعت بمحبة وعناية من سعف النخيل، ناشرًا البهجة ومعها السلام، في احتفالات «أحد الشعانين» أو ما يعرفه المصريون بـ «أحد السعف»

موضوعات مقترحة

صلبان وتيجان وسنابل وقلوب، مشغولات تنسجها الأيادي الماهرة من «جريد النخل» تشبك مع كل عقدة منها محبة وانتماء، لتباع بابتسامة وفرح إلى المصريين؛ ليتحول معها عيد الشعانين إلى رمز للوحدة الوطنية.

حد السعف.. احتفالية تعيش في القلوب

"نعيش احتفالية غالية على قلوبنا، لتخليد ذكرى اليوم اللي دخل فيه السيد المسيح إلى أورشليم – القدس – واستقبله الناس بسعف النخيل كعلامة للترحيب بشخصية عظيمة ومحبوبة"، هذكا تحدث مينا لطفي صانع سعف النخيل لـ«بوابة الأهرام»، مؤكدًا، أن هذا التقليد الجميل أصبح جزءًا أصيلًا من ثقافتنا وتراثنا؛ حيث يحرص كثيرون على شراء الأعمال اليدوية المصنوعة من جريد النخل، لما تحمله من رمزية دينية وروحية، وأيضًا لأنها تبث الفرح والسرور في نفوس الكبار والصغار.


أحد الشعانين

أحد الشعانين

تضفير سعف النخيل.. فن يحمل رسائل دينية وإنسانية

ويقول مينا لطفي: إن «جدل السعف» حرفة وعادة توارثها عن آبائه وأجداده في صعيد مصر، "أنتمي إلى أسرة صعيدية تحرص في كل عام على تضفير سعف النخل بأشكال متنوعة، منها الصلبان والقلوب والتيجان وغيرها من الرموز التي تعبر عن السلام والحب".

ويوضح أن جريد النخيل يصل إليه من محافظات الوجه القبلي، على هيئة لفات ضخمة تحتوي على كميات كبيرة من الجريد الجاهز للتضفير، مؤكدا أن عملية التضفير تحتاج إلى دقة ومهارة وصبر، فهي ليست مجرد تشابك لأوراق النخيل، بل فن يحمل رسائل دينية وإنسانية عميقة.


أحد الشعانين
 
أحد الشعانين

شريكة في الفرح ومساعدة في الإبداع

«نحرص كل عام على البحث عن تصميمات جديدة تجذب الكبار والصغار»، تتحدث هناء الشحات، زوجة مينا، عن مشاركتها زوجها في جدل السعف وتشكيله احتفالاً بأحد السعف منذ عشر سنوات.

وتضيف: «أساعد زوجي في تضفير السعف وتحضير الأشكال المتنوعة، مثل السلال، والنجوم، والصليب والسنبلة، وكلها ترمز للسلام»، لافتة إلى أن الإقبال الكبير من المحتفلين على الصليب والسنبلة، ويتراوح أسعارها بين 20 و40 جنيهًا للشكل الواحد على حسب الحجم.  

وتؤكد هناء، أنهم بدأوا تعليم ابنهم الصغير كيفية جدل السعف ومراحله، بداية من تجهيزه إلى التضفير، لنقل الحرفة التراثية إلى جيل جديد.

«بنكون مبسوطين لما نشوف الفرحة على وشوش الأطفال ولبسهم للتيجان أو الصليب المصنوع من السعف المجدول»، تختم هناء حديثها بابتسامة. 


أحد الشعانين
 
أحد الشعانين

الفرحة والمحبة في احتفالات المصريين

وفي مشهد لا يتكرر إلا في مصر المحروسة، وقفت كاميليا محمد عبد العزيز، أمام مينا لشراء بعضًا من أشكال سعف النخيل، مسترجعة بذاكرتها علاقة الصداقة التي جمعتها بجارتها المسيحية لأكثر من ستين عامًا.

«علاقتنا قائمة على المحبة والتعاون، وبنحتفل مع بعض في الأعياد، ما فيش في مصر عيدنا أو عيدكم، العيد فرحة لكل المصريين»، تؤكد كاميليا محمد.

وترى كاميليا، أن المناسبات تجسد صورة حقيقية للوحدة الوطنية التي تعيشها مصر، مؤكدة أن المحبة لا تحتاج إلى شعارات، بل تُمارس ببساطة وصدق في البيوت والشوارع والقلوب، فنحن المسلمين نتشارك معهم في أعيادهم وهم المسيحيين يتشاركون معنا أعيادنا.


أحد الشعانين
 
أحد الشعانين

شراء السعف.. عادة سنوية

وتؤكد كاميليا، حرصها في كل عام على شراء سنبلة السعف لكونها تشعر بالتفاؤل بها، وأصبحت عادة سنوية في عيد السعف، لتعليقها على مدخل الشقة أو على حوائط المنزل.

وتشير إلى شرائها السعف على سبيل الهدايا إلى جيرانها وأصدقائها المسيحيين، متبعة هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «تهادوا تحابوا».


أحد الشعانين

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: