سلطت صحيفة /لوفيجارو/ الفرنسية الضوء في افتتاحيتها الصادرة اليوم الخميس علي تأثير القرارات الاقتصادية التى اتخذها الرئيس الامريكي دونالد ترامب على مختلف دول العالم .
موضوعات مقترحة
وذكرت الصحيفة انه نادر ما شهد التاريخ صدمة اقتصادية بهذا الحجم، ناجمة عن إرادة رجل واحد فقط فمثل قطار جامح، تتخذ حرب التعريفات الجمركية التي شنها دونالد ترامب منعطفات غير متوقعة كل يوم، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار كل شيء في طريقها .
وتريد الرواية الرسمية إقناعنا بأن وراء هذا الصخب خطة استراتيجية ماكيافيلية من شأنها أن تعيد للولايات المتحدة مكانتها العظيمة مرة أخرى. وإذا كانت هذه الخطة موجودة بالفعل، فإن دقتها لا يدركها أحد، إلا الأغبياء الذين يهمسون في آذان الرئيس .
وقالت الصحيفة : هذا ليس، على أية حال، رأي الأسواق المالية، وهي المقياس للاقتصاد، التي أصابها الارتباك منذ اليوم الأول. وليس هذا حال الأمريكيين الذين يرون مدخراتهم تتلاشى في سوق الأوراق المالية ، ولكن هذا لا ينطبق على الشركات، أول ضحايا هذه الفوضى الكبرى، حيث يعترف رؤساؤها، بكل خجل، بأنهم بدعمهم لترامب "لم يصوتوا من اجل هذا". ولكن السؤال الذى يتبادر الى الاذهان هل بدأ الرئيس الأمريكي يسمعهم ؟
وقالت الصحيفة .. بصراحة ، لا أحد اليوم قادر على التنبؤ متى ستنتهي هذه الاضطرابات الكبيرة او حتي كيفية انتهائها، ولا ماهية الضرر الذي سينتج عنها وتلقت فرنسا، ضحية مثل بقية العالم لأهواء ترامب، العاصفة بكامل قوتها دون أن تطلب شيئا من أحد. على عكس الصين، التي اختارت مواجهة التحدي الأمريكي ضربة بضربة، فإنها تعتمد على قرارات أوروبا، وهو ليس الموقف الأكثر راحة.
وفي هذه الأثناء، وحتى قبل أن تكتب نهاية القصة، الموعودة بتحولات وتقلبات جديدة، تظهر الامور بكامل حقيقتها : لقد حذرنا من أن النمو الموعود في ميزانية 2025 (والذي لم يصدقه أحد بالفعل) لن يتحقق. إن الحرب التجارية، التي لم تظهر آثارها بعد، غير انها تتمتع بالدعم أيا كانت النتائج. وفي ظل هذه الظروف، لم يعد هناك مجال للمناورة في الميزانية، ولا أي فرصة لخفض العجز. ومع ديوننا البالغة 3,300 مليار دولار، نحن، للأسف، مفلسون.
وبعد أن أهملنا الحسابات العامة لمدة نصف قرن من الزمان وقوضنا بشكل منهجي القدرة التنافسية للاقتصاد، نجد أنفسنا محرومين من الادوات في أسوأ وقت ممكن.