حينما تعيد الدراسات العلمية النظر في الفوائد الصحية لهذه الحبوب . فلطالما تم الترويج لمكملات الأوميجا-3 كمصدر لا غنى عنه لصحة القلب والدماغ، إلا أن الجدل العلمي حول فعاليتها آخذ في التصاعد.
موضوعات مقترحة
ففي تقرير حديث نشرته مجلة ناشيونال جيوغرافيك يدعو إلى إعادة تقييم الدور الحقيقي لهذه المكملات في روتين العناية بالصحة متسائلًا عن مدى مصداقية الادعاءات المرتبطة بها.
##
ما أهمية الأوميجا-3 لصحة الإنسان؟
الأوميجا-3 هي مجموعة من الأحماض الدهنية الأساسية تضم ثلاثة أنواع رئيسية:
• EPA وDHA الموجودين بشكل أساسي في الأسماك الدهنية
• وALA الموجود في بعض المصادر النباتية مثل بذور الكتان والشيا والجوز.
حيث يرتبط تناول الأوميغا-3 بالعديد من الفوائد الصحية، منها:
• تقليل الالتهابات
• تحسين الدورة الدموية
• خفض نسبة الدهون الثلاثية
• مقاومة الإجهاد التأكسدي.
ويشرح الدكتور دانيال مونتي أستاذ الطب وعلوم التغذية بجامعة توماس جيفرسون في حديثه لـ ناشيونال جيوغرافيك أن هذه الأحماض تساهم في تعزيز وظائف الميتوكوندريا وهي المسؤولة عن إنتاج الطاقة داخل خلايا الجسم.
ولهذا السبب توصي الهيئات الصحية بتناول الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين والماكريل مرتين على الأقل أسبوعيًا. كما توجد مصادر نباتية مفيدة أيضًا مثل الجوز وبذور الكتان والطحالب البحرية.
##
لكن ماذا تقول الدراسات الحديثة عن مكملات الأوميجا-3؟
رغم سمعتها الجيدة أصبحت مكملات الأوميغا-3 المستخرجة من زيت السمك موضع تساؤل في الأوساط الطبية.
فبحسب الدكتور ستيفن نيسين رئيس قسم أمراض القلب في كليفلاند كلينيك فإن التجارب السريرية الصارمة لم تُظهر فوائد ملموسة لهذه المكملات لدى الأشخاص الأصحاء.
وتدعم هذه النتائج دراسة واسعة النطاق نُشرت عام 2024 في مجلة BMJ Medicine البريطانية، وشملت أكثر من 415 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا.
حيث أظهرت الدراسة أن الاستخدام المنتظم لمكملات زيت السمك ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 5%، وزيادة احتمال اضطراب نظم القلب بنسبة 13% لدى الأفراد الذين لا يعانون من مشاكل قلبية سابقة.
ويرجح الباحثون أن هذه الاضطرابات قد تنجم عن تأثير سلبي على التيارات الكهربائية في القلب.
وفي دراسة أخرى نُشرت عام 2023 في Journal of Dietary Supplements تم تحليل 72 نوعًا من زيوت السمك المتوفرة تجاريًا وُجد أن 45% منها أظهرت علامات على التزنخ (الفساد) مما قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وردود فعل التهابية في الجسم.
وتحذر أخصائية التغذية آمي جودسون في تصريحها لمجلة ناشيونال جيوغرافيك من أن هذه المكملات قد تُسبب آثارًا جانبية خطيرة مثل النزيف والانزعاج المعوي وحتى تثبيط الجهاز المناعي في بعض الحالات.
لذا يوصي الخبراء بالحصول على الأوميغا-3 من المصادر الطبيعية في الغذاء لكونها أكثر توازناً وأفضل امتصاصًا وأقل خطرًا من المكملات الصناعية.
و السؤال هنا متى تكون المكملات مفيدة رغم ذلك؟
رغم التحفظات لا تزال مكملات الأوميجا-3 ذات فائدة في بعض الحالات الطبية الخاصة.
فعند المرضى الذين يعانون من أمراض قلبية معروفة أو من ارتفاع حاد في نسبة الدهون الثلاثية قد تساعد هذه المكملات في إبطاء تطور الحالة ومنع حدوث مضاعفات خطيرة مثل الأزمات القلبية أو الوفاة.
لكن في هذه الحالات يجب أن يكون استخدام المكملات تحت إشراف مباشر من طبيب مختص لضمان الفعالية وتفادي المخاطر.