جل ما يمكن أن تفعله وأنت تقود سيارتك أن تلتزم بآداب الطريق؛ كالسير في حارتك المرورية؛ واستخدام الإشارات حال التوجه يمينًا أو يسارًا؛ واحترام المرافقين من قائدي السيارات؛ بهذه الكيفية يصل الناس مقاصدهم بسلام.
لكن ما نشاهده على الطرق بات غاية في الغرابة؛ قيادة غير مسئولة من شأنها أن تودي بحياة الناس لموت محقق؛ مشاهد يتكرر مشاهَدتها أوقات كثيرة؛ ولأنه ليس هناك ما يعاقب على تلك القيادة إلا حال حدوث ضرر بسببها بشكل مباشر؛ فيستمر الوضع على ما هو عليه.
وعلينا نحن المتضررين اللجوء لموقف فاعل ينقذنا من هؤلاء. من أمن العقاب أساء الأدب جملة نكررها ويعمل بها القاصي والداني؛ كما نعيها كلنا دون استثناء؛ وما دام الحال كذلك سنظل نعاني. حينما تم اختراع الرادار كجهاز لمراقبة السرعة على الطرق بعد تحديدها بقيمة معروفة ومعلنة؛ قلت نسبة الحوادث التي كانت تحدث بسبب السرعات الجنونية؛ وهي كانت سببًا رئيسيًا في إزهاق أرواح عدد كبير من الأبرياء. ومع تقدم التكنولوجيا؛ بشكل جعل جهاز مراقبة السرعات يراقب مئات السيارات في لحظة واحدة؛ مسجلًا بياناتها كاملة وكذلك سرعتها لتحديد المتجاوز؛ لتوقيع الغرامة المحددة بالقانون عليه؛ تحسن الوضع نسبيًا. مما لا شك فيه قلت أيضًا نسبة الحوادث؛ إلا أننا مع زيادة المحاور وانسيابيتها وسلاسة المرور عليها؛ ظهرت نسبة من السائقين باتت تعرف مكان الرادار؛ فتتلافى تجاوز السرعة أمامه؛ ودون ذلك تسير برعونة مزعجة للغاية؛ قد تسبب أضرارًا بالغة.
الثابت أن هناك حوادث باتت تحدث في الآونة الأخيرة على عدد من المحاور مثل حسب الله الكفراوي؛ والدائري الأوسطي عند بعض المطالع والمخارج؛ وتكرارها يعني أن هناك مشكلة ورغم ذلك لم يتم التحرك صوب إيقافها؛ ولا أعرف على من نلقي اللوم؛ أو بمعنى أوضح من هي الجهات المسئولة المكلفة بعلاج تلك الكوارث.
كتبت سابقًا أنه كانت هناك إصلاحات في بعض المحاور المهمة جدًا؛ مما استدعى الحال غلق الطريق وتحويل المسار للسير عكسيًا لمسافة معينة في الطريق المجاور؛ كل ذلك دون وجود إضاءة ليلًا ولا وجود أي علامات تحذيرية؛ هل هناك كارثية أكثر من ذلك؟! لذلك لابد من التعامل مع تلك الأمور بعقلانية وحرص مطلوبين للحفاظ على أرواح وممتلكات الناس؛ فهم عماد الوطن وثروته الحقيقية.
وعليه؛ لابد من محاسبة المقصرين في أداء عملهم أولًا ليكونوا عبرة؛ كما أقترح زيادة أعداد أجهزة الرادار؛ وتحديثها بشكل يسمح له بمراقبة كل التصرفات الطائشة التي تمثل خطرًا على سلامة المارين من السيارات وما شابه؛ على أن تعلن العقوبات الرادعة تمامًا لمنع ارتكاب تلك المخالفات. مثل السير في غير الحارة المرورية؛ أو الميل على السيارة المجاورة بشكل فجائي يؤدي لفقدانها السلامة؛ أو الاحتكاك بالسيارة المجاورة؛ أو استخدام الإضاءة الشديدة جدًا التي تضر ولا تفيد.
وهنا لابد من وضع قانون يلزم قائدي السيارات بتحديد شدة الضوء المسموح به في السيارات. ومن يخالف عليه عقوبة يتم إعلانها. أما حصر المخالفات في حزام الأمان والتحدث في المحمول فقط، فلن يغير من الأمر شيئًا؛ بل كما قلت الحوادث تتكرر بشكل بات مؤلمًا للناس. الأمر في حاجة إلى دراسة مستفيضة والتعامل مع نتائجها بشكل حاسم.
[email protected]