يمثل الموت القلبي المفاجئ صدمة مروعة، خاصة عندما يطال الشباب الذين يبدون في قمة صحتهم، على الرغم من ندرة حدوثه، إلا أن فهم العلامات التحذيرية المحتملة يمكن أن يكون له دور حاسم في إنقاذ الأرواح، يسلط هذا التقرير الضوء على بعض الأعراض التي قد تسبق هذه الحالة الخطيرة وتستدعي استشارة طبية فورية.
موضوعات مقترحة
ما هو الموت القلبي المفاجئ؟
يُعرف الموت القلبي المفاجئ بأنه توقف مفاجئ وغير متوقع لوظيفة القلب لدى شخص قد يبدو بصحة جيدة. يحدث غالبًا نتيجة لاضطراب كهربائي في القلب يؤدي إلى توقف النبض الفعال، وبالتالي توقف تدفق الدم إلى الدماغ والأعضاء الحيوية الأخرى.
لماذا يمثل الموت القلبي المفاجئ تحديًا؟
يكمن التحدي في أن العديد من الحالات الكامنة التي تزيد من خطر الموت القلبي المفاجئ لدى الشباب قد لا تظهر عليها أعراض واضحة. ومع ذلك، هناك بعض العلامات التحذيرية التي يجب عدم تجاهلها واستشارة الطبيب بشأنها على الفور.
الموت القلبي المفاجئ
علامات تحذيرية محتملة
على الرغم من أن هذه العلامات قد تكون ناتجة عن حالات أخرى أقل خطورة، إلا أن ظهورها، خاصة بشكل متكرر أو مصحوب بأعراض أخرى، يستدعي تقييمًا طبيًا شاملًا:
1- الإغماء أو فقدان الوعي غير المبرر خاصة أثناء أو بعد ممارسة الرياضة، أو حتى عند تغيير وضعية الجسم بسرعة.
2- ضيق التنفس الشديد أو ألم في الصدر خاصة أثناء المجهود البدني. قد يكون الألم حادًا أو ضاغطًا أو خفيفًا ولكنه متكرر.
3- خفقان القلب أو تسارع دقات القلب بشكل غير طبيعي و الشعور برفرفة في الصدر أو بدقات قلب سريعة جدًا أو غير منتظمة.
4- الدوار أو الدوخة الشديدة و الشعور بعدم التوازن أو قرب الوقوع، خاصة إذا تكرر.
5- التعب والإرهاق الشديد غير المبرر و هو الشعور بتعب مفرط حتى بعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
6- تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب المبكرة أو الموت القلبي المفاجئ وهو وجود أقارب من الدرجة الأولى (أب، أم، أشقاء) أصيبوا بأمراض القلب في سن مبكرة (أقل من 50 أو 55 عامًا) أو توفوا فجأة بسبب مشاكل في القلب.
7- نوبات تشنج غير مفسرة: خاصة إذا حدثت بالتزامن مع أي من الأعراض الأخرى المذكورة.
اقرأ أيضا:
دراسة: الذكاء الاصطناعي قد يساعد في التنبؤ بالموت القلبي المفاجئ ومنعه
الموت المفاجئ.. أمراض القلب متهمٌ رئيسي و6 علامات تسبق الوفاة.. وهذه النصائح للنجاة
ومن جانبه قال الدكتور أحمد ياسين، استشاري أمراض القلب، إن العلامات التحذيرية التي تم تظهر لا ينبغي الاستهانة بها إطلاقًا لدى الشباب. غالبًا ما يُنظر إلى هذه الفئة العمرية على أنها في أوج صحتها، مما قد يؤخر البحث عن تشخيص للحالات القلبية الكامنة. من الضروري التأكيد على أن أي عرض غير طبيعي يتعلق بالقلب أو الدورة الدموية، خاصة إذا ظهر أثناء المجهود أو صاحبه إغماء أو ضيق شديد في التنفس، يستدعي تقييمًا طبيًا متخصصًا وفوريًا.
الموت القلبي المفاجئ
حالات حميدة
وأضاف الدكتور ياسين، في كثير من الأحيان، قد تكون هذه الأعراض ناتجة عن حالات حميدة، ولكن استبعاد الأسباب القلبية الخطيرة هو أمر بالغ الأهمية. الفحص السريري الدقيق والتاريخ المرضي المفصل، بالإضافة إلى الفحوصات التشخيصية مثل تخطيط كهربية القلب، يمكن أن يوفر معلومات قيمة، موضحًا أنه في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى فحوصات أكثر تقدمًا مثل جهاز هولتر لمراقبة نظم القلب على مدار 24 أو 48 ساعة، أو اختبار الإجهاد، أو حتى تصوير القلب بالرنين المغناطيسي لتحديد أي مشاكل هيكلية أو وظيفية في القلب.
الموت القلبي المفاجئ
التاريخ العائلي للإصابة بأمراض القلب
وشدد الدكتور ياسين على دور التاريخ العائلي في تقييم المخاطر إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب في سن مبكرة أو حالات وفاة قلبية مفاجئة في العائلة، فيجب إخبار الطبيب بذلك. قد يستدعي ذلك إجراء فحوصات وقائية لأفراد العائلة الآخرين لتقييم احتمالية وجود حالات وراثية تزيد من خطر الموت القلبي المفاجئ، مثل اعتلال عضلة القلب الضخامي أو متلازمة QT الطويلة.
الموت القلبي المفاجئ
عامل وقائي
كما أكد الدكتور ياسين على أهمية وجود نمط الحياة الصحي كعامل وقائي إتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام باعتدال، وتجنب التدخين، والحفاظ على وزن صحي، وإدارة مستويات التوتر، كلها عوامل تساهم في صحة القلب والأوعية الدموية وتقليل المخاطر بشكل عام. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن نمط الحياة الصحي لا يلغي الحاجة إلى الاستشارة الطبية عند ظهور أي أعراض مقلقة.
الموت القلبي المفاجئ
الوعي المبكر والتحرك السريع
ويختتم الدكتور ياسين حديثه قائلًا، "الوعي المبكر والتحرك السريع عند ظهور أي علامات تحذيرية هما المفتاح لإنقاذ الأرواح في حالات الموت القلبي المفاجئ. لا تترددوا في طلب المساعدة الطبية، فالتشخيص المبكر يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا."
رسالة إلى الشباب وأسرهم
ووجّه استشاري أمراض القلب الدكتور أحمد ياسين رسالة إلى الشباب وأسرهم، لا تترددوا في طلب المساعدة الطبية إذا ظهرت أي من هذه العلامات التحذيرية. الكشف المبكر والتشخيص الدقيق يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا في إنقاذ الأرواح والحفاظ على صحة القلب. الوعي هو الخطوة الأولى نحو الحماية.