المتابع لزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التاريخية لمصر واستضافة الرئيس عبدالفتاح السيسي له وانعقاد القمة المصرية-الفرنسية-الأردنية بجانب ما شهدته الزيارة من مظاهر ترحاب يتأكد بما لا يدع مجالا للشك أنها تحمل دلالة واضحة أن مصر هي حجر الزاوية والأساس ونقطة الانطلاق لترفيع الجهود الدبلوماسية بين مصر وفرنسا في إطار السعي الدولي الحثيث من أجل الحفاظ على الشعب الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية.
الزيارة التاريخية والقمة الكبرى بين مصر وفرنسا والأردن وما تلاها من جولات الزعيمين السيسي وماكرون في الحسين ومترو الأنفاق والعريش تعد حدثًا فريدًا من نوعه، ورسالة تأكيد أمن واستقرار الوطن لفتت أنظار العالم، واعتبرها المراقبون والأوساط الدولية والداخلية زيارة تاريخية.
مصر الكبيرة لا ترضخ للضغوط والقضية الفلسطينية على رأس أولويات القيادة السياسية أحد الثوابت التي كشفت عنها الزيارة، وتعد من أبرز نتائج هذه الزيارة التاريخية وهو ما أكدته اللقاءات والجولات للرئيسين السيسي وماكرون بشكل لا يقبل التأويل، وخاصة في ظل تأكيد موقف مصر الرافض لضغوط التهجير حفاظًا على ثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المحورية بالشرق الأوسط، والتأخير في إعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني سبب رئيسي في عدم الاستقرار بالمنطقة.
الحشود الشعبية التي شهدت محافظات مصر وصولًا إلى العريش ورفح تزامنًا مع الزيارة التاريخية ورفضًا للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية هي بمثابة تفويض جديد وتجديد للتأييد الشعبي من كل القوى باختلاف توجهاتها وأطيافها للقيادة السياسية الحكيمة في جهودها المترامية الأطراف للحفاظ على الثوابت التاريخية للقضية الفلسطينية، ولتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة، بجانب إعلان نجاح مدو لجهود مصر على مدار عقد كامل في تعزيز العلاقات الخارجية مع الأصدقاء في شتى بقاع الأرض من خلال تعزيز قوة مصر الناعمة لكسب التأييد الدولي، وترسيخ العلاقات مع كل الدول يزيد منها كسب جبهة تأييد أوروبية واسعة بزيارة الرئيس الفرنسي التاريخية التي تشهدها مصر حاليًا.
النتيجة الأهم والأوضح لزيارة الرئيس الفرنسي ماكرون وعقد القمة المصرية-الفرنسية-الأردنية هي أنها نجحت في إطلاق مسار سياسي جاد يعمل بكل جد لوضع حلول مستدامة للأزمة الراهنة يؤكد تطابق الرؤية الفرنسية (ماكرون) مع الرؤية المصرية، وهو ما أكده القادة الثلاثة في قمتهم أن ما يحدث في غزة ومخطط التهجير يمثل انتهاكًا للإنسانية يتطلب تحركًا واسعًا لإحباطه على أن تكون أولى خطواته إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع ووقف إطلاق النار دون تأجيل أو مراوغة في هذا التوقيت المهم، حتى تثمر المدلولات القوية للزيارة التاريخية على المستويين الدولي والإقليمي.