أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان (وكالة الأمم المتحدة المعنية بالصحة الجنسية والإنجابية) وشركاؤه العالميون مبادرة "تعزيز القبالة"؛ للحد من وفيات الأمهات من خلال توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الجيدة التي تقدمها القابلات.
موضوعات مقترحة
وقالت المدير التنفيذي للصندوق الدكتورة نتاليا كانيم - خلال افتتاح الدورة الـ58 للجنة السكان والتنمية (CPD58)، وعلى هامش الاحتفال بيوم الصحة العالمي - "إن هذه المبادرة تأتي في وقت تؤكد فيه بيانات جديدة للأمم المتحدة وفاة 260 ألف امرأة بسبب الحمل أو الولادة في عام 2023 أي بمعدل امرأة كل دقيقتين، بينما يمثل هذا انخفاضًا بنسبة 40% منذ عام 2000، إلا أن التقدم تباطأ ولا يزال غير متكافئ إلى حد كبير، لا سيما في البيئات الهشة والمتأثرة بالنزاعات".
وأضافت "يجب علينا وضع حد لوفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها..لدينا المعرفة والأدوات اللازمة لضمان ولادات آمنة، وتهدف المبادرة الجديدة إلى تحقيق القابلات الماهرات، والرعاية الجيدة والالتزام السياسي القوي".
من جانبها..قالت مدير البرامج في صندوق الأمم المتحدة للسكان جوليا بونتينغ "هذه المبادرة تضع القابلات في صميم الحل..لقد حان الوقت للحكومات والجهات المانحة لتكثيف جهودها. فبدون الاستثمار في القابلات، لا يمكننا القضاء على وفيات الأمهات التي يمكن الوقاية منها".
وتقدم مبادرة "تعزيز القبالة"، التي تشترك في قيادته صندوق الأمم المتحدة للسكان، ومنظمة الصحة العالمية، واليونيسف، والاتحاد الدولي للقابلات، ومنظمة "Jhpiego"، والذي طُوّرت بالتعاون مع الحكومات والمجتمع المدني والشركاء التقنيين، خارطة طريق واضحة للعمل.
وتهدف المبادرة إلى تدريب المزيد من القابلات ونشرهن حيث تشتد الحاجة إليهن، وضمان تزويدهن بالمعدات والدعم اللازمين، ودمجهن في النظم الصحية الوطنية، حيث تضع المبادرة القابلات في صميم بناء نظم صحية أقوى وأكثر إنصافًا ومرونة، لتحسين نتائج الصحة والرفاهية للنساء ومواليدهن.
وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان رائدًا عالميًا في هذا المجال، حيث دافع عن الرعاية التي تقودها القابلات باعتبارها حجر الزاوية في صحة الأم، فمنذ عام 2008، دعم الصندوق أكثر من 120 دولة لتعزيز قواها العاملة في مجال القبالة بدءًا من التعليم ومدارس القبالة وصولًا إلى تطوير القوى العاملة ونشرها، وقد تم تدريب أكثر من 600 ألف قابلة بدعم من الصندوق مما ساهم في تقريب الرعاية المنقذة للحياة من النساء والمجتمعات المحلية.
ويُلاحظ تقدم ملحوظ في جميع أنحاء العالم، فقد خفضت تنزانيا وفيات الأمهات بنسبة 52% وسيراليون بنسبة 79%، وهو دليل واضح على أن الاستثمارات والإرادة السياسية يمكن أن تنقذ الأرواح..ففي كلا البلدين، تلعب القابلات دورًا رئيسًا في تحسين نتائج صحة الأم والوليد.
وعلى الرغم من الحاجة المتزايدة، لا تزال القابلات يعانين من نقص التمويل، وقلة الأجور، وعدم التقدير الكافي وعدم نشرهن بشكل كافٍ، ومع ذلك، فإن توفير خدمات القابلات للجميع يمكن أن يمنع أكثر من 60% من وفيات الأمهات والمواليد الجدد حالات "الإملاص"، وكل دولار يُستثمر في مجال القبالة يمكن أن يحقق عائدًا صحيًا واقتصاديًا يصل إلى 16 ضعفًا، كما تُظهر دراسة من المغرب.