سجلت بورصة فيينا انطلاقة استثنائية خلال الربع الأول من عام 2025، مع تحقيق قفزات نوعية على صعيد تداولات الأسهم وإدراج السندات، في ظل أجواء من التفاؤل الحذر في الأسواق الأوروبية. وجاء الأداء القوي مدفوعًا بتأثير الحوافز الاقتصادية الألمانية وتزايد الآمال بقرب نهاية النزاع في شرق أوروبا، ما عزز ثقة المستثمرين ورفع من وتيرة التعاملات.
موضوعات مقترحة
في سابقة تاريخية، تجاوز مؤشر ATX Total Return – الذي يحتسب الأرباح الموزعة ضمن أدائه – مستوى 10,000 نقطة، وهو إنجاز يعكس متانة السوق النمساوي وجاذبيته المتزايدة على المستوى الدولي. وحقق المؤشر نموًا سنويًا بلغ 12.05٪ حتى نهاية مارس، متفوقًا على معظم المؤشرات الأوروبية الكبرى، بما في ذلك DAX الألماني وEuro Stoxx 50.
وفي تعليق له، قال كريستوف بوشان، الرئيس التنفيذي لبورصة فيينا: "الأسواق النمساوية تدخل مرحلة جديدة من النضج والثقة، مدفوعة بتقييمات معتدلة واستقرار نسبي في محيط اقتصادي مضطرب. ما نشهده اليوم هو انعكاس مباشر لعودة رأس المال إلى أدوات الاستثمار التقليدية، مع التركيز المتزايد على النمو المستدام."
تداولات قياسية وإقبال على الاستثمار
ارتفعت قيمة تداول الأسهم خلال الربع الأول لتبلغ 18.5 مليار يورو، بزيادة قدرها 30٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وتصدرت Erste Group Bank وOMV AG وBAWAG Group قائمة الأسهم الأكثر تداولاً. كما تم توسيع السوق الدولي بإدراج 38 سهمًا جديدًا من أربع دول، في خطوة تعزز من انفتاح بورصة فيينا على المستثمرين العالميين.
مؤشر الأسهم يكشف تحوّلاً مجتمعياً في سلوك الاستثمار
أظهرت نتائج “مؤشر الأسهم 2025” تحولًا ملموسًا في وعي المواطنين النمساويين تجاه الاستثمار في الأوراق المالية، حيث ارتفعت نسبة من يمتلكون أسهماً وسندات إلى 30٪ من السكان، أي نحو 2.3 مليون شخص. كما أعرب 1.4 مليون شخص آخرين عن اهتمامهم بالدخول إلى السوق، في دلالة على تزايد الإدراك لأهمية الاستقلال المالي، لا سيما في ما يتعلق بتأمين التقاعد.
يقول بوشان في هذا السياق: "هذا التحول ليس وليد الصدفة، بل هو استجابة شعبية لضغوط متزايدة على نظام التقاعد الحكومي. على صناع القرار أن ينظروا بجدية إلى سوق رأس المال كشريك داعم ومستدام في تمويل الأمان الاجتماعي، بدلًا من الاعتماد الحصري على الديون العامة".
سوق السندات يواصل تحطيم الأرقام القياسية
لم تكن سوق الأسهم وحدها في دائرة الضوء، بل حافظت بورصة فيينا على زخمها في إدراج السندات، حيث شهد الربع الأول من 2025 تسجيل 6,094 إصدارًا جديدًا، وهو أعلى رقم يُسجل في هذه الفترة عبر تاريخ البورصة. وتنوعت الإصدارات بين سندات خضراء، وسندات قابلة للتحويل، وتمويلات دولية لأساطيل النقل، بما في ذلك شركات كبرى مثل Hertz وEuropcar.
بورصة فيينا: بوابة الإقليم نحو العالم
من موقعها كمزود للبنية التحتية المالية، تواصل بورصة فيينا ربط الأسواق الإقليمية بالعالم. فهي لا تمثل فقط سوقًا للأسهم والسندات، بل مركزًا لتوزيع البيانات، ومرجعًا للمؤشرات الإقليمية، ومزودًا موثوقًا للخدمات التقنية لبورصات أوروبا الوسطى والشرقية، بما في ذلك بودابست وليوبليانا وزغرب