مرور ساعة | تعادل سلبي بين بيراميدز وأورلاندو بايرتس في نصف نهائي أبطال إفريقيا | «التعاون الإسلامي» تدين استمرار الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة | الصين ترسل فريقًا طبيًا إلى ميانمار للمساعدة في الوقاية من الأوبئة عقب الزلزال المدمر | تعرف على عقوبة اختلاس الموظف العام.. «تصل إلى المؤبد» | مصرع شخص وإصابة سيدة في حادث تصادم توك توك بسيارة ميكروباص بالبدرشين | حمدي المرغني وخالد جلال وفتوح أحمد وعلاء مرسي أول الحاضرين فى عزاء الفنان الراحل سليمان عيد | المهندس عبدالصادق الشوربجي لـ«بوابة الأهرام»: سناء البيسي رائدة في الصحافة والفن ونحتاج ألف نموذج مثلها| صور | نقلة نوعية في الطب الرياضي سبيشيال جروب تطلق خطة طموحة لتطوير القطاع في مصرعبر مستشفى سبيشيال ميد للطب الرياضي | وزيرة فلسطينية: «نوثق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في حقنا بشكل دقيق»  | محافظ الإسكندرية يهنئ الأقباط بعيد القيامة بـ «المقر البابوي»| صور |

عضو بالشيوخ: زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لمصر.. رسالة استراتيجية نحو السلام والتنمية

7-4-2025 | 15:25
عضو بالشيوخ زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لمصر رسالة استراتيجية نحو السلام والتنميةالنائب د. خالد قنديل عضو مجلس الشيوخ
محمد علي السيد

قال النائب د. خالد قنديل عضو مجلس الشيوخ إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر، تأتي في إطار جهود حثيثة لتعزيز الشراكة بين القاهرة وباريس، التي تُعدّ بوابة أوروبا ونموذجاً يحتذى به في استعادة الأمن والاستقرار بوسط الشرق الأوسط المضطرب.

موضوعات مقترحة

وأشار قنديل إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجامعة القاهرة لم تكن مجرد فعالية رمزية، بل تجسيد حيّ للشراكة الثقافية والعلمية العميقة بين مصر وفرنسا، شراكة تمتد عبر عقود من التعاون الجامعي في مجالات الهندسة، والعلوم، والفنون، والقانون.  

وقال عضو مجلس الشيوخ:  إن هذه الزيارة تحمل دلالة فلسفية قبل أن تكون سياسية؛ فهي تؤكد أن المعرفة، لا القوة، هي ما يُعيد تشكيل العالم. بتوحيد الجهود البحثية والعلمية، تتشارك مؤسساتنا الجامعية في مشاريع ذات أبعاد استراتيجية تمسّ ملفات التنمية المستدامة، والتغير المناخي، والتحول التكنولوجي. وهو ما يفتح آفاقًا جديدة أمام الأجيال القادمة من الباحثين، ويُكسب الطلاب المصريين والفرنسيين على السواء خبرات متعددة الثقافات، تُسهم في إعادة صياغة وعي عالمي أكثر عدلاً وشمولًا".

وأضاف د. خالد قنديل أن الشراكة الأكاديمية بين مصر وفرنسا لم تعد مجرد تبادل علمي، بل باتت ركيزة أساسية لدبلوماسية السلام الثقافي، إذ يلعب التعاون الجامعي دورًا في توسيع أفق العلاقات السلمية، من خلال الفهم العميق للآخر لا من منطلق الهيمنة، بل من منطلق التكامل الحضاري، حيث ما يتم من تعاون مع جامعة القاهرة والجامعات الفرنسية هو استثمار في الإنسان، وهو الاستثمار الوحيد الذي يملك القدرة على تجاوز التناقضات، وفتح نوافذ لحلول عالمية في زمن تتكالب فيه الأزمات.

ومن واقع الأحداث، يؤكد قنديل أن هذه الزيارة ليست مجرد لقاء روتيني، بل هي رسالة عميقة تحمل بين طياتها دعوة جريئة لمواجهة التحديات الراهنة، خاصةً في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة. ففي زيارة رمزية، توجه ماكرون إلى مدينة العريش، التي تبعد خمسين كيلومتراً فقط عن قطاع غزة، لتكون حلقة وصل أساسية لتوصيل المساعدات عبر معبر رفح، مما يعكس اهتمام فرنسا بوقف التصعيد وإيجاد مسار حقيقي لتهدئة الأوضاع.

وفي سياق متصل، جاء اللقاء المرتقب مع الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس جدول أعمال الزيارة، لتأكيد عمق العلاقات الثنائية التي تربط مصر وفرنسا، ودعم الملفات الإقليمية الحساسة؛ إذ يُنظر إلى القاهرة كشريك استراتيجي يُمكنها من لعب دور محوري في مواجهة محاولات التهجير القسري للقضية الفلسطينية، وفرض مخططات تسعى لتصفية القضية، بما يتعارض مع مبادئ العدالة والحرية التي لطالما دعت إليها حضارتنا.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ أن هذه الزيارة ستشهد أيضاً توقيع اتفاقيات استراتيجية شاملة تشمل مجالات النقل والصحة والطاقة المتجددة والتعليم والثقافة، في خطوة تعكس التحول من العلاقات التقليدية إلى شراكات تنموية متكاملة، إذ ارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر وفرنسا إلى 2.9 مليار دولار في عام 2024 مقارنة بـ2.5 مليار دولار في العام السابق. كما تجدد باريس دعمها للقاهرة في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي، مما يعكس الثقة المتبادلة في مسارات التنمية والإصلاح الاقتصادي.

من جانبه، أشار قنديل إلى أن مثل هذه الزيارات تتجاوز حدود الدبلوماسية الشكلية لتصبح محركات فكرية وسياسية تسهم في إعادة رسم معالم السلام والاستقرار في المنطقة.

وأكدت التصريحات الرسمية أن الزيارة تأتي في إطار قمة ثلاثية تجمع بين مصر والأردن وفرنسا، حيث تُطرح الملفات الحيوية التي تشمل رفض مخطط التهجير القسري، وإعادة إعمار قطاع غزة، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 مع القدس الشرقية عاصمتها.

واختتم د. خالد قنديل كلامه بإن زيارة الرئيس الفرنسي لماكرون تأتي في وقت تستدعي فيه منطقتنا وحدة الصف والتنسيق المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية التي تهدد استقرارنا. إن مصر اليوم، بقيادة حكيمة ورؤية ثاقبة، تؤكد للعالم أن مصالحها الوطنية لا تتعارض مع مبادئ العدالة والسلام، بل تسعى إلى تحقيقهما في آنٍ واحد. ونحن نرفض أي محاولات للتصعيد أو التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وندعو إلى إطلاق مسار حقيقي لإعادة إعمار غزة وإقامة دولة فلسطينية على أسس العدالة والحرية.

وتختتم الزيارة، التي شُهدت بتفاعل شعبي كبير في قلب القاهرة بمنطقة خان الخليلي، رسالة واضحة للعالم بأن مصر تظل منارة للأمن والاستقرار، وقوة دافعة نحو بناء تحالفات إقليمية ودولية تُعيد لشرقنا قيمه ومبادئه. وفي هذه المرحلة الحرجة، نرى أن التكامل بين الجهود الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية لا بد منه لتثبيت أركان السلام والتنمية في منطقتنا. بهذا، تُشكّل زيارة الرئيس ماكرون لمصر خطوة استراتيجية جريئة تُبرهن على أن العلاقات الدولية القائمة على الحوار والتعاون في زمن تتعاظم فيه التحديات، وترسخ مصر مكانتها كمحور إقليمي يسعى إلى تحقيق مستقبل أفضل لأمته وللعالم العربي بأسره.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة