ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن أوروبا تستعد لاتخاذ أولى خطواتها المضادة لرسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية خلال اجتماع اليوم الاثنين في لوكسمبورج.
موضوعات مقترحة
وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم - إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي سيدرسون خلال اجتماعهم قائمة من الرسوم الجمركية الانتقامية ويصوتون عليها، مع بحث الخطوات التالية.
وبحسب الصحيفة، أثار إعلان ترامب الأسبوع الماضي عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي موجةً من الصدمة في جميع أنحاء التكتل المكون من 27 دولة، في أحدث خطوة ضمن حرب تجارية متصاعدة تُمزق أواصر العلاقة بين الشريكين المقربين.
وأشارت إلى أن أوروبا ستمضي قُدما هذا الأسبوع في أولى مناوراتها المضادة، وهي واحدة من بين عدة مناورات محتملة قادمة.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي أمضوا الأسابيع القليلة الماضية في تنقيح قائمة من الرسوم الجمركية الانتقامية التي يعتزمون تطبيقها في 15 أبريل الجاري .. وسيعرضون اقتراحاتهم على وزراء خارجية وتجارة الدول الأعضاء في لوكسمبورج اليوم، ومن المتوقع التصويت على القائمة بعد غد الأربعاء.
وقالت نيويورك تايمز إن هذه الرسوم ستأتي ردا على رسوم الصلب والألمنيوم التي أعلنت عنها واشنطن سابقا، ومن المتوقع أن تكون شاملة .. وغطت القائمة الأولية كل شيء من الدراجات النارية إلى القوارب وفول الصويا، لكنها ستكون أيضا مجرد البداية، وهي محاولة افتتاحية في رد أوروبا على فرض ترامب للرسوم الجمركية.
ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأوروبيين يعملون على خطط إضافية للرد على رسوم السيارات التي أُعلن عنها في أواخر الشهر الماضي، وعلى الرسوم الجمركية الشاملة بنسبة 20% التي أعلن عنها ترامب الأسبوع الماضي.
ووفقا للصحيفة، يرد قادة الاتحاد الأوروبي على عدة مراحل لسببين: أولا، قد احتاجوا إلى وقت لاستيعاب سلسلة التصريحات الصادرة عن البيت الأبيض، على أمل تصميم رد من شأنه أن يُلحق أقصى ضرر بالولايات المتحدة مع تقليل تداعياته على المستهلكين والشركات الأوروبية.
أما السبب الثاني فهو أنهم يأملون أيضا أن يُتيح تطبيق ردهم تدريجيا لإدارة ترامب وقتا للجلوس على طاولة المفاوضات، والهدف النهائي من كل ذلك لا يزال التوصل إلى اتفاق لتجنب حرب تجارية شاملة.
وأوضحت الصحيفة أنه مع احتدام الصراع التجاري، تزداد المخاطر .. ويُعد الاتحاد الأوروبي أحد أهم الشركاء التجاريين لأمريكا، والولايات المتحدة هي أكبر سوق تصدير للسلع الأوروبية بلا منازع.
ونظرا لهذه العلاقة الوثيقة، من المرجح أن يكون الرد على الرسوم الجمركية الأمريكية عملية شاقة، تُكلف الشركات والمستهلكين الأوروبيين أيضا، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الخاضعة للرسوم.
وبحسب الصحيفة، يُدرك المسؤولون الأوروبيون أن تصاعد الحرب التجارية قد يكون مؤلما على جانبي الأطلسي ، ولهذا السبب، قاموا بتعديل القوائم، فقد أراد المسؤولون مراعاة ردود الفعل من جميع أنحاء القارة.
كما أبرز تنقيح القوائم التحدي المتمثل في الحفاظ على جبهة حازمة وموحدة في الرد على الرسوم الجمركية الأمريكية، فلدى دول القارة أولويات اقتصادية مختلفة ورغبات متباينة في الرد على الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة إنه بينما أصرت بعض دول شمال أوروبا على ضرورة أن يكون الاتحاد الأوروبي حازما في رده، فقد وصفت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني فكرة أن على إيطاليا الاختيار بين الولايات المتحدة والاتحاد بأنها "طفولية"، كما حذرت من اتخاذ إجراءات انتقامية قاسية.
وأوضحت الصحيفة أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي كانوا يأملون في البداية في تجنب أي صراع تجاري تماما .. وأمضوا خريف العام الماضي وأوائل هذا العام في طرح عروض مغرية على نظرائهم الأمريكيين - مثل زيادة مشتريات الغاز الطبيعي المسال الأمريكي - على أمل تجنب المواجهة.
غير أن هذه الاستراتيجية باءت بالفشل، وبدلا من ذلك، اتخذت واشنطن نهجا أكثر عدوانية بكثير مما توقعه العديد من المحللين والمسؤولين .. ودفع ذلك صانعي السياسات الأوروبيين إلى التسابق لوضع خطة مضادة.
وأظهر مسؤولون أوروبيون استعدادهم لخفض الرسوم الجمركية على السيارات ومنتجات أخرى، لذا فإن خفض الرسوم الجمركية في بعض القطاعات على الأقل أمر وارد، إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة للحوار، بحسب الصحيفة.
لكن الحل قد يستغرق وقتا .. و صرح سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي - خلال مقابلة تلفزيونية هذا الأسبوع - بأن المشكلات مع الشركاء التجاريين ليست "من النوع الذي يمكن التفاوض بشأنه في أيام أو أسابيع".