انتقدت الكاتبة السودانية نسرين مالك، في مقالها بصحيفة الجارديان البريطانية اليوم الإثنين، محاولات بعض السياسيين تطبيع ما يحدث في غزة ، مؤكدة أن "غضبنا الأخلاقي لن يسمح بذلك".
موضوعات مقترحة
وقالت مالك إنه كلما ازدادت المذبحة فظاعة، ازدادت معاقبة من يعبر عن رأيه، وهو ما يوضح مدى الخطر الحقيقي في خضم الأحداث في غزة.
وتساءلت مالك: كم من الجرائم، التي ارتُكبت ودُفنت تحت جنح الظلام في غزة، بدون تسجيل لقطات تتعارض مع ادعاءات إسرائيل، قد وقعت؟
وكتبت مالك في مقالها أن الأمر قد يبدو كما لو أن إسرائيل نجحت في لعب دور القاضي والمحلف والجلاد، وأنها تنجح، برعاية أمريكية وغربية، في عزل الفلسطينيين عن بقية البشرية.
وأشارت إلى أن هذه المهمة تتطلب الآن الإكراه، فالحرب تتصاعد وتُحبط أي مبرر، لذا يجب تطبيعها بالقوة. ويتطلب الأمر موارد ومواجهات وتقلبات.
وأوضحت أنه من خلال استهداف الطلاب الذين يعارضون ما يحدث في غزة، خاضت الحكومة الأمريكية حربا مع جامعاتها، وأشعلت صراعا داخلها.
وبتحركها لترحيل الطلاب والأكاديميين، تورطت إدارة ترامب في صراع مع نظامها القانوني. كما أن جهود ألمانيا لترحيل المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لغزة توسع نطاق الاستبداد المقلق. وأصبحت الآن تعبئة أجهزة الدولة ضرورية لأن القلق من حجم الأزمة في غزة لم يعد من الممكن إسكاته بالتوبيخ وحده.
وقالت مالك إن الأمر قد يبدو كما لو أن الحياة مستمرة، وكذلك الحرب على غزة ، وبدا وكأن الهزيمة قد تحققت، إذ تواجه إسرائيل وحلفاؤها الرأي العام والنظام العالمي بأكمله بفرض الحرب ، وقد غمرت رئاسة دونالد ترامب المنطقة بصدمات متعددة، من الاقتصادية إلى السياسية. لكن الوضع الراهن شديد الاضطراب، لأن ما يحدث للكثيرين لا يُطاق، ولو أن الاحتجاج والمواجهة قد تُنقذ حياة واحدة أو تُعجل نهاية الحرب ولو للحظة، فإنها ستستمر.
وفي ختام مقالها، أكدت مالك أنه من المستحيل أن يرى العالم الدمار اليومي الذي يُصيب شعبا ويتم إرهابه أو إنهاكه حتى يعتاد عليه، وقد يختار البعض تجاهله، أو تبريره، أو حتى دعمه، لكنهم لن يستطيعوا أبدا تطبيعه.