العلاقات "المصرية ـ الفرنسية".. روابط تاريخية مميزة تستند للصداقة والثقة والاحترام المتبادل

7-4-2025 | 08:54
العلاقات  المصرية ـ الفرنسية  روابط تاريخية مميزة تستند للصداقة والثقة والاحترام المتبادلالعلاقات المصرية الفرنسية
وسام عبد العليم

ترتبط مصر وفرنسا بعلاقات تاريخية تعود لنهايات القرن الثامن عشر، وبالتحديد مع مقدم الحملة الفرنسية، التى تركت بصمتها على كثير من جوانب الحياة المصرية، فمعها بدأت شرارة تحول مصر لعصر الحداثة، خصوصًا أن الحملة رافقتها مجموعات من العلماء الذين أسهموا فى إعادة اكتشاف جوانب عديدة فى مصر، وفي زمن الحملة تم اكتشاف وحل رموز اللغة الهيروغليفية على يد شامبليون، وبناء المجمع العلمى، وتأليف كتاب وصف مصر، وعندما بدأ محمد على فى بناء مصر الحديثة كانت البعثات المصرية تتوجه إلى فرنسا فى كافة مجالات العلوم والآداب بدءاً برفاعة الطهطاوى وصولاً إلى طه حسين وغيرهم.

موضوعات مقترحة

قامت علاقات مصر وفرنسا فى العصر الحديث على أسس الاحترام المتبادل بجانب المصالح المتبادلة سياسيًا واقتصاديًا وتجاريًا بدءًا بعهد الجنرال ديجول صاحب المواقف القوية المتضامنة مع العرب عقب عدوان 1967 مرورًا بفترات حكم الرؤساء بومبيدو، ديستان، ميتران، شيراك، ساركوزى، أولاند وأخيرًا إيمانويل ماكرون.

 تميزت السياسةُ الخارجية الفرنسية، منذ فترة حكم الجنرال ديجول، مرورًا بمن خلفوه سواء كانوا ينتمون إلى اليمين أو إلى الوسط أو اليسار بالتعاون الاقتصادي والتجاري والتقني على المستوى الثنائي والفهم الواعي للتطورات الإقليمية والدولية خاصةً المواقف الفرنسية من الصراع العربي- الإسرائيلي، وحقوق الشعب الفلسطيني.

شهدت العلاقات الثنائية بين فرنسا ومصر تطورا كبيرا في الفترة الأخيرة وخاصة بعد تولي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مقاليد السلطة في2017
تشهد العلاقات الفرنسية المصرية تقاربًا ملحوظًا منذ تولي السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي السلطة إذ بلغت الزيارات الرسمية بين البلدين أكثر من 20 زيارة على مستوى رؤساء ووزراء وكبار المسئولين منذ نوفمبر 2014 وعكست جميعُها تقاربًا في وجهات النظر إزاء القضايا الثنائية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية وكذلك رغبة البلدين في تقوية شراكتهما التي تمتد عبر قرنين من الزمان في المجالات الاقتصادية، والعسكرية، والثقافية.


الزيارات واللقاءات الرسمية

تقوم العلاقات المصرية – الفرنسية على روابط تاريخية مميزة تستند إلى الصداقة والثقة المتبادلة، ونمت هذه الروابط بشدة خلال فترة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث حرصت القيادة السياسية في البلدين على مختلف المستويات على التشاور المستمر وبحث كل القضايا ذات الاهتمام المشترك والحوار السياسي الوثيق بشأن القضايا الإقليمية كعملية السلام في الشرق الأوسط، ليبيا، سوريا أو حتى إفريقيا.

كما تعد مصر كذلك شريكا أساسياً في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ولعل الزيارات الثنائية رفيعة المستوى وذلك بوتيرة زيارة في السنة تقريبا على مستوى رئاسة الدولة لأبرز دليل على عمق وقوة العلاقات السياسية بين الدولتين.

على المستوي الرئاسي

تعددت الزيارات الثنائية الرفيعة المستوى، وذلك بوتيرة زيارة في السنة تقريبًا على مستوى رئاسة الدولة  وجاءت كالتالي:

-فى 5/2/2024 استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الفرنسي "ستيفان سيجورنيه "

-فى 16/10/2023 استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي "كاترين كولونا" وزيرة خارجية فرنسا، بحضور سامح شكري وزير الخارجية السابق.

-فى 10/9/2023 التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين بنيودلهى .

-في 22/6/2023 التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في مدينة بريست مع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون ".

فى 22/7/2022 التقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في باريس مع برونو لومير، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي ".

فى 28/3/2022 قام برونو لومير، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي بزيارة لمصر، استقبله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

فى 24/2/2022 قام نيكولا ساركوزى رئيس فرنسا الأسبق بزيارة لمصر، استقبله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى.

فى 11/2/2022 قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة لفرنسا تلبيته لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمشاركة في قمة "محيط واحد ".

في 11/11/2021 قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة لفرنسا للمشاركة في مؤتمر باريس الدولي حول ليبيا.

في 11/11/2021 التقي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي مع مع برونو لومير، وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي.

في 11/11/2021 السيد التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس، حيث شهد اللقاء إجراء مباحثات حول مجمل علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وزيادة الاستثمارات 

17 و18 مايو 2021، زيارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى باريس للمشاركة في كلٍ من مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الأفريقية . 

-في 10/3/2021 استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي برنارد إيمييه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجي الفرنسي.

—فى 6 ديسمبر 2020 زيارة السيد الرئيس السيسي لباريس حيث التقي مع رئيس الوزراء الفرنسي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الفرنسيين، ورئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسي.

في 8/11/2020 قام جان إيف لودريان، وزير خارجية فرنسا بزيارة لمصر، استقبله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

-في 8/1/ 2020 استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي جان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا بحثا الجانبان عددا من الملفات ذات الصلة بالعلاقات الثنائية.

-من 24 إلى 26 أغسطس 2019 زيارة الرئيس عبد الفتّاح السيسي إلى فرنسا، بمناسبة عقد مؤتمر قمة مجموعة الدول السبع.

-28 و29 /يناير 2019 قام الرئيس إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا بزيارة لمصر، استقبله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي. بحث الجانبان مجمل العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا.

-فى الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر 2017 قام رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي بزيارة رسمية إلى باريس.

-في 8/6/2017 قام جان إيف لودريان وزير خارجية فرنسا بزيارة لمصر، استقبله السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى. بحث الجانبان سبل دعم العلاقات الثنائية، والعمل على تعزيز التعاون بين البلدين على الأصعدة المختلفة.

-فى الفترة من 17 إلى 19 أبريل 2016، قام رئيس الجمهورية الفرنسية بزيارة الى مصر.

-في 6 أغسطس 2015 شارك رئيس الجمهورية الفرنسية، بصفة ضيف شرف، في تدشين أعمال توسيع قناة السويس.

-فى الفترة من 25 إلى 27 نوفمبر 2014 زار رئيس الجمهورية السيد عبد الفتاح السيسي باريس.

دشنت مصر بقيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لعلاقات قوية وراسخة بين القاهرة وباريس كان أساسها هو توافق الرؤي بين الجانبين في العديد من الملفات المشتركة؛ وذلك كان نواة لعلاقات أسمل وأعم؛ مما جهل ذلك التحالف ؛ هو تحالف إستراتيجي قائم على توحيد الجهود المشتركة في العديد من الملفات والقضايا.

 مستقبل العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا سيشهد المزيد من التعاون سواء الجوي أو البحري أو في مجال الدفاع الجوي؛ كذلك أنظمة الاتصالات والأقمار الصناعية.


شهد التعاون بين فرنسا ومصر على مستوى التنسيق الأمني تطوراً غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة..وكانت قد اتفقت مصر وفرنسا على تعزيز وتوسيع التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين، خاصة ما يتعلق بمكافحة انتشار خطر الإرهاب، والتنظيمات المتطرفة على المستويين الإقليمي والدولي، و ذلك خلال استقبال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في القاهرة برنارد إيمييه رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي، بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية السابق في 10 مارس2021 .

كما بحث الرئيسان الفرنسي ايمانويل ماكرون والسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاليزيه بتاريخ 12 نوفمبر 2021 تعظيم التعاون الثنائي في مجابهة الجماعات الإرهابية على الساحات المحلية والإقليمية والدولية، خاصة في أفريقيا، سواء مـن خلال دعم عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، أو مساندة التحركات الدولية.

حوارات ثنائية

تلاقت وجهات نظر مسئولي القاهرة وباريس عبر حوارات ثنائية، حول عملية السلام في الشرق الأوسط، والوضع في لبنان، وفي السودان، فضلا عن البرنامج النووي الإيراني. 

وأخذت الدولتان مواقف متقاربة على مستوي عدد من القضايا نذكر أهمها:
اتفقت باريس والقاهرة علي خلق تعبئة دولية من أجل محاربة المنظمات الإرهابية التي تهدد الأمن الإقليمي والعالمي .

-الدعوة لاستئناف مفاوضات السلام لإقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، حيث شدد البلدان على ضرورة دعم مفاوضات السلام.
-وحدة الصف العراقي، حيث اتفقت الدولتان على دعم برنامج السلطات العراقية الذي يهدف إلى وحدة الدولة العراقية بغرض دعم الاستقرار الداخلي في العراق .
-الانتقال السياسي لحل الأزمة السورية، حيث اتفقت الدولتان على التطبيق الكامل لإعلان جنيف المؤرخ في 30 يونيو 2012.
الحل السياسي للأزمة الليبية، حيث أخذ البلدان مبادرة أكدت تمسك الدولتين بوحدة الأراضي الليبية وسلامتها، والانخراط في طريق الحوار برعاية الأمم المتحدة   .

 -تعزيز التعاون فيما بينهما لتحقيق السلام والأمن في منطقتي الساحل والصحراء، حيث اتفق البلدان على مكافحة الإرهاب في البلدان الواقعة على ضفتي البحر المتوسط، وعلى التعاون فيما بينهما في مجال تبادل المعلومات والتدريب.
بدت مواقف الرئيسين السيسي وماكرون متقاربة بشأن رفض الانتهاكات التركية في شرق المتوسط، والتدخلات السافرة في الأزمة الليبية، وآليات التعامل مع القوى المتطرفة في المنطقة. ولقي كل طرف في الآخر حليفا يمكن أن يعوضه إخفاقاته مع حلفاء كان يعول عليهم كثيرا، أو يمثل إضافة له في ظل تشابك عدد من الملفات الإقليمية.

ليبيا.. أزمة مشتركة توحد مصر وفرنسا

‏استطاعت مصر وفرنسا التنسيق والتفاهم بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية التي تهم الجانبين وعلى رأسها الأزمة الليبية التي تمثل أهمية استراتيجية وأمنية للقاهرة وباريس.

منذ تولي السيد الرئيس السيسي في 2014، استطاع إقامة علاقات قوية وخاصة مع باريس ليس فقط على مستوى التعاون الثنائي ولكن على مستوى التفاهم بشأن قضايا حيوية مثل ليبيا، وزاد هذا التنسيق بين البلدين مع زيادة تدفق المرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا بدعم من دول إقليمية.

 وشهد عام 2020 زخما قويا بشأن ليبيا بسبب التدخل الإقليمي المباشر والمرتزقة، فقد التقى وزراء خارجية مصر وفرنسا وقبرص واليونان في القاهرة لمناقشة التطورات الأخيرة في منطقة شرق المتوسط.
واستمرت الاتصالات بين فرنسا والقاهرة بشأن الأزمة سواء على مستوى وزراء الخارجية والدفاع أو مستوى رئيسي البلدين وتم التركيز فيها على خروج القوات الأجنبية من ليبيا ومحاربة الإرهاب ودعم الحل السياسي للأزمة والجهود الأممية وإعلان القاهرة وإعلان برلين بشأن حل الأزمة.

مصر ومجابهة الهجرة غير الشرعية

لعبت مصر دورا كبيرا عبر علاقتها مع الاتحاد الأوروبي وفرنسا، خاصة في الحد من الهجرة غير الشرعية ومخاطرها عبر البحر المتوسط، وما تمثله من تحديات أمنية واجتماعية غير مسبوقة.

وأكد ستيفان روماتيه، سفير فرنسا بالقاهرة، في يناير 2020، أن مصر أدت دورًا مقدرًا لوقف موجات الهجرة غير الشرعية لأوروبا، مشيرا إلى أن بلاده عانت فى عام 2015 من موجات الهجرة عبر المتوسط عبر مصر وليبيا، مشيرا إلى أن القاهرة اتخذت سياسة قوية منذ ذلك الحين لمنع الهجرة غير الشرعية من مصر وغيرها لأوروبا، ومنذ عام 2016 فإن مصر تقوم بجهود هائلة للسيطرة على الحدود ومنع الهجرات غير الشرعية، خاصة مع وجود عصابات تقوم بالتهريب والإتجار بالبشر.

وحظيت الجهود المصرية لمواجهة الهجرة غير الشرعية بتقدير فرنسي أوروبي، فعلى سبيل المثل أسست الحكومة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر في يناير 2017، والتي هي امتداد لمؤسسات سابقة موجودة منذ سنوات إلا أنه تم تحديثها وتطويرها لتلائم التحديات الحالية، حيث أصبحت تتبع رئيس مجلس الوزراء ومقرها وزارة الخارجية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: