على الساحل الشمالي الغربي لمصر وخلال العصر اليوناني الروماني، انتشرت معاصر النبيذ على جنباته، حيث كان الساحل الشمالي مزرعة الكروم الكبرى بالنسبة الإمبراطورية الرومانية.
تقع معصرة فوكة الأثرية عند علامة الكيلو 77 طريق مطروح/ إسكندرية الساحلي بعد مدخل قرية فوكة بكيلو متر واحد، وبداية قرية فيينا بيتش، وتتبع تفتيش الضبعة التابع لمنطقة آثار مارينا.
ويرجع تاريخ معصرة فوكة الأثرية لعصر الإسكندرالأكبرعندما دخل مصر عام 332 ق.م، وبعد أن أسس مدينة الإسكندرية، حيث قام برحلته الشهيرى لمعبد الإله آمون بسيوة.
معصرة فوكة الأثرية
كان هدف رحلة الإسكندر واضحًا، وهو التتويج ملكا على مصر، وللاستفسار عن أمور مستقبلية له؛ وذلك لأن الزعماء والحكام منذ عصر الأسرة الـ 26 الفرعونية، حيث كان الزعماء والحكام يسعون الي هذا المعبد طلبًا للاستفسار عن أحداث مستقبلية، وقد نشأ عن هذه الرحلة مجموعة من المواني والمدن والقرى بامتداد الساحل.
وبمرور الزمن قام الرومان في القرن الأول الميلادي بإنشاء عدة معاصر للنبيذ على امتداد الساحل للاكتفاء الذاتي، وتصدير الفائض إلى روما، والدليل علي ذلك انتشار مؤانى تصدير النبيذ على طول الساحل حيث كانت السفن تملأ بجرار النبيذ الفخارية (الامفورات).
وتُبنى المعصرة من الحجر الجيري مخصصة لعصر النبيذ، وتتكون من حوض الدوس أو حوض العصر، وهو قليل العمق، مشيد من الحجر الجيري، ومُبطن بعدة طبقات من الملاط، وفيه تتم عملية العصر حيث توضع عناقيد العنب وعليها كان يُداس بالأرجل من أجل عصرها، ثم حوض تجميع العصير، وهو مشيد أيضاً من الحجر الجيري، وبعمق حوالي مترين وجدرانه وأرضيته مبطنة بعدة طبقات من الملاط.
معصرة فوكة الأثرية
وفي هذا الحوض ينساب العصير من حوض الدوس أو حوض العصر عن طريق قناة لحوض التجميع، وعادة كانت توجد حجرات جانبية بجوار المعصرة تُخزن فيها الجرار التي كانت تملأ بالعصير لحين نقلها خارج المعصرة، وأيضا كانت توجد حجرات جانبية أخرى للعمال والخدم القائمين بالعمل في محيط المعصرة.
الأثري عبد الله إبراهيم موسي
مدير منطقة آثار مطروح للآثار الإسلامية والقبطية
ميزاب لتجميع العصير في الآنية على شكل أسد بعد عصره في معاصر النبيذ ـ متحف مطروح
ميزاب لتجميع العصير في الآنية على شكل أسد بعد عصره في معاصر النبيذ ـ متحف مطروح
الأثري عبد الله إبراهيم موسى