رغم الرسائل التي تطمئنك بأن "نظامك مُحدث"، هناك تحديثات خفية وأساسية تمر دون أن تلاحظها – وتؤثر بشكل كبير على أداء وأمان هاتفك، ما لا تعرفه هو أن هاتفك الأندرويد قد يكون متأخرًا بشهور عن أحدث تحديثات Google، دون أن يُعلمك بذلك.
موضوعات مقترحة
تحديثات Google Play.. الميزة الأهم التي لا يلاحظها أحد
إذا كنت من مستخدمي أندرويد الذين يتحققون دوريًا من وجود تحديثات في إعدادات الهاتف، فربما لاحظت تلك الرسالة الشهيرة: "النظام مُحدث"، لكن في كثير من الأحيان، تكون هذه الرسالة غير دقيقة. ليس لأن التحديثات لم تُطلق، بل لأن هناك نوعًا معينًا من التحديثات لا يُعرض في هذا القسم من الإعدادات – وهي تحديثات نظام Google Play.
البحث عن التحديثاتهذه التحديثات ليست مجرد تحسينات شكلية، بل تشمل إضافات جوهرية في الخصوصية، الحماية، وتكامل المزايا بين الأجهزة، ومع ذلك، فإن غوغل لا ترسل إشعارات عند صدورها، ولا تضعها في مكان واضح، ما يجعل كثيرًا من المستخدمين يتأخرون لأشهر – وأحيانًا لعام كامل – في تثبيتها دون علم.
مشروع Mainline: كيف غيّرت جوجل طريقة تحديث أندرويد؟
قبل عام 2019، كان الحصول على تحديثات جديدة في هواتف أندرويد، خصوصًا غير بيكسل، عملية معقدة. كان على كل شركة تصنيع (مثل سامسونج أو شاومي) تعديل التحديث، اختباره، وإرساله إلى المستخدمين – وهي عملية قد تستغرق أشهرًا وربما لا تصل أبدًا للهواتف الأرخص.
لكن جوجل أدركت أن هذه الوتيرة لا تتناسب مع طبيعة العصر، وأطلقت مشروع Mainline. يهدف المشروع إلى فصل مكونات أساسية من نظام أندرويد، وتحديثها مباشرة عبر Google Play، دون الحاجة لانتظار الشركات المصنعة.
البحث عن التحديثاتبفضل هذا النظام، استطاعت جوجل إرسال تحديثات تشمل ميزات مثل لوحة الخصوصية (Privacy Dashboard) في أندرويد 12، وتوسيع شبكة العثور على الأجهزة، وخاصية قفل الهاتف عند السرقة، إلى جانب تحسينات في Play Protect، الطوارئ، الخصوصية، وحتى وظائف مثل مشاركة الإنترنت الفوري بين الأجهزة.
أين تجد هذه التحديثات؟ ولماذا يصعب الوصول إليها؟
هنا تبدأ المشكلة الحقيقية: رغم أهمية هذه التحديثات، إلا أن جوجل لم تضع لها مسارًا واضحًا داخل النظام. فإذا اتجهت إلى "الإعدادات > النظام > تحديثات النظام"، فلن تجد شيئًا يخص Google Play. بل عليك الغوص في "الإعدادات > الأمان والخصوصية > النظام والتحديثات" لتجد خيار "تحديث نظام Google Play".
في بعض الحالات، يكتشف المستخدمون أن آخر تحديث متاح يعود إلى ستة أو سبعة أشهر مضت – كما حدث مع كاتب المقال الذي وجد هاتفه Nothing يعمل بإصدار سبتمبر 2024، رغم أنه مارس 2025.
البحث عن التحديثاتالتحديثات موجودة… لكن جوجل لا تُخبرك
أحد أكثر الجوانب المحبطة في هذا الأمر هو أن هذه التحديثات تكون متاحة فعليًا، لكنها تبقى غير مفعّلة حتى يقوم المستخدم بإعادة تشغيل هاتفه. وغالبًا لا يحدث ذلك لأسابيع أو أشهر، خاصة أن أجهزة الأندرويد لم تعد تتطلب إعادة التشغيل المستمرة كما في السابق.
جوجل تبذل جهدًا كبيرًا في فصل هذه المكونات، تطويرها، اختبارها، وإرسالها، لكنها تتوقف قبل المرحلة الأخيرة: إعلام المستخدم. لا إشعار، لا تلميح، لا تنبيه. فقط انتظار صامت حتى تقرر أنت – مصادفة – إعادة تشغيل الهاتف، فتُطبق التحديثات دون أن تعلم حتى.
البحث عن التحديثات لماذا تُخفي جوجل هذه التحديثات عن المستخدمين؟
رغم أن الهدف الأساسي من مشروع Mainline هو تسريع إيصال الميزات للمستخدمين، إلا أن المنظومة التي اختارتها جوجل تبدو متناقضة. لماذا لا تُرسل إشعارات عند توفر التحديث؟ لماذا تُخفي الخيار في قائمة فرعية تحت "الخصوصية والأمان"؟ ولماذا تسميها "تحديثات Google Play" رغم أن كثيرًا منها لا يتعلق بمتجر Play أو خدماته؟
النتيجة هي أن المستخدمين يفوتون العديد من الميزات الجديدة، ويظلون يعتقدون أن هواتفهم "محدثة"، في حين أن النظام الحقيقي متأخر بشهور.
الشفافية الغائبة في نظام التحديثات
في الوقت الذي تروج فيه جوجل لنظام أندرويد كمفتوح وحديث وسريع التطور، تفشل في أمر بسيط لكنه حاسم: التواصل مع المستخدم. ما الفائدة من تطوير ميزات جديدة إن لم تصل إلى من صُممت لهم؟ وما القيمة في تحديثات خفية لا تُفعل إلا بعد أشهر – وربما سنوات – من إصدارها؟
ربما حان الوقت لأن تعيد جوجل التفكير في طريقة عرض وتنبيه المستخدمين بشأن تحديثات Google Play. إلى حين ذلك، يبقى علينا كمستخدمين أن نكون أكثر وعيًا، ونتحقق يدويًا من هذه التحديثات، لأن "النظام محدث" لا تعني بالضرورة أن هاتفك فعلاً كذلك.