نحن ندخل عصرًا جديدًا يسمى عصر الذكاء الاصطناعي، وهو تقنية جديدة، على سبيل المثال المبادرة التي سيقودها الذكاء الاصطناعي هي تقنية متقدمة تتم بمعالجة وترجمة الصور والبيانات المجمعة والملتقطة من مستشعرات الرؤية المبثوثة من أجزاء مختلفة من السيارة.
ومن الكاميرات عالية الدقة المثبتة على السطح والمرايا الجانبية والرادارات التي تمسح موقع السيارة، يقوم الجهاز بمسح كل هذه المعلومات على مدار الساعة، بل يتم على مدار اللحظة لتوفر نطاقًا متكاملًا لما حولها وتتخذ القرارات المناسبة للتعامل مع بيئتها أثناء القيادة.
هل نحن نستغني عن السائق؟ لا. نحن زودنا الآلة بمعلومات السائق بل أكثر بما حولها، أي أننا ننتقل إلى مرحلة جديدة اسمها «التعلم العميق» واختراق علمي استند إلى تطوير ثوري أحدثه الباحثون في تصميم وتشغيل الحاسبات الكمية فائقة القدرات والإمكانات التي يتوقع أن تسود في عالم التقنية الحديثة وتدير حركة إنتاج واستهلاك وتدفق وتدوير البيانات والمعلومات حول العالم في العقود المقبلة، حتى لا يبدو الأمر أشبه بالألغاز، فإن التعلم العميق يسبق الذكاء الاصطناعي، ودونه لن نصل إلى هذا العالم المخيف والمتطور، ويجب أن نفتح جامعاتنا لهذا العلم الجديد في الطب والهندسة والعلوم والزراعة والصناعة.
كما يجب أن تستعد جامعاتنا لهذا التطور المذهل، وإلا سوف ننتظر على هامش الذكاء الاصطناعي مستوردين للتقنية ولا نحبذ استقبالها بلا فهم.
وبهذا سنكون خارج المنظومة، حتى الصحافة، فقد صدرت أخيرًا مجلة إيطالية دون صحفيين، هل اختفى الصحفيون، كما تكلم السطحيون؟ الصحفيون كانوا وراء تغذية الآلة بالمعلومات، لذلك استطاعوا الوصول إلى تنبؤات جديدة تقررها الآلة.
حتى المؤتمرات الصحفية التي عقدها البيت الأبيض أخيرًا كان المخرج لها الذكاء الاصطناعي. اجتماع زيلينسكي وترامب كان من إخراج الذكاء الاصطناعي بعد تغذيته بالمعلومات.
فمثلًا نريد فتح صفحة جديدة في تاريخ الحرب ومصالحة الرئيس بوتين ثم تغذية الجهات بالمعلومات الجديدة، وكان إخراج المؤتمر الصحفي المعلن - كما كشفت المعلومات أخيرًا - لعبة الذكاء الاصطناعي، ستدخل مجالات الحروب، لذلك ستكون تكلفتها باهظة بالأموال والمعدات، لكن ستكون الخسائر البشرية محدودة، والأجهزة ستكون مثل المسيرات الجديدة التي سوف تلغي قريبًا من الحروب، الطائرات ستقوم بتدمير المدن والأرواح والمدنيين. حرب غزة التي أدارتها إسرائيل تتم بهذا الأسلوب المخيف.
نحن العرب يجب أن نكون مستعدين بتغيير شكل التعليم في مجتمعنا، حتى نكتشف القيمة التي يتطلبها هذا الفن الجديد المسمى بـ «الذكاء الاصطناعي»، لكن إذا كانت الآلة ترى وتسمع وتحل وتكتب وتتخذ القرارات، فهي تأكل وتشرب كذلك ومكلفة جدًا.
فالذكاء الاصطناعي الذي انتشر خلال السنوات الماضية، كشف عن بعد جديد تمامًا، إنه مكلف جدًا وباهظ التكلفة، تخيلوا أنه يشرب وبشراهة جدًا، هذه التقنية المرتبطة بالتحول الرقمي لن تغير الصحة والتعليم فقط، فحتى نصل إلى نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، سنحتاج إلى بيئة جديدة، فإذا كانت مراكز البيانات التي تشغل أنظمة الذكاء من أكثر المنشآت استهلاكًا للطاقة، فإن استهلاكها للمياه مخيف وغالي الثمن جدًا، لأن الخوادم التي يقام عليها تحتاج لتزويدها بمياه عذبة للتبريد، ليس من البحر، فهي لا تصلح لمنع ارتفاع درجات الحرارة التي قد تؤدي إلى فشل الأنظمة وتلف البيانات، فالاستهلاك الضخم للمياه ضروري للتشغيل.
لذلك يحاول ترامب الاستيلاء على أوكرانيا المليئة بالمعادن الثمينة والغنية لتغذية هذه الأجهزة.
الذكاء الاصطناعي ليس نزهة بسيطة، إنه عالم جديد غالي الثمن مرتفع وباهظ التعليم، فهل نحن مؤهلون لصناعته، إنها الصناعة الثقيلة جدًا، وليست عملية بسيطة أو نزهة غير مكلفة. انتبهوا لهذا العالم الجديد.